تضارب وتكامل في الصلاحيات

رغم أنه من المبكر الحكم على نجاح اتحادات الألعاب في الدورة الرياضية الجديدة التي بدأت منذ فترة لم تتعد الشهر، إلا أن مجموعة من المؤشرات يمكن أن تعطي حكماً مسبقاً قريباً من الصحة، والتي تتعلق بطريقة العمل، والعقلية التي تحكمها.
ولعل أكثر موضوع يمكن أن يمنح الأمل في حدوث التغيير نحو الأفضل هو موضوع إعادة نشر الألعاب في مختلف المناطق، والتخلص من هيمنة الأندية الكبيرة على بعض الألعاب، وإهمال أخرى، والتي ظلت سائدة لسنوات دون وجود من يردعها أو يوجهها في الاتجاه الصحيح على الأقل، هذا الكلام يعيدنا لإشكالية الخارطة الرياضية التي لم تر النور في جميع المحافظات وسط رمي كل طرف للمسؤولية على الآخر، رغم أن الفكرة طرحت قبل نحو 18عاماً، لكنها بقيت حبيسة الأدراج دون مبرر مقنع، رغم تغير الأشخاص أكثر من مرة.
وعلى اعتبار أن الخارطة الرياضية تحتاج لإحياء من جديد، وقد تستغرق وقتاً ليس بالقصير، فإن الأمر الهام في هذه الفترة هو إيجاد صيغة عمل بين الاتحادات واللجان التنفيذية لتنشيط بعض الألعاب وفق نظرة منطقية بعيداً عن استقطاب الأندية الكبيرة من أجل السمعة، كما فعل اتحاد الطائرة حين ركز على أحد الأندية الدمشقية لتشارك في الدوري رغم عدم امتلاكها الأرضية اللازمة، ما أضر باللعبة وبالأندية الفقيرة التي اضطرت للاستغناء عن نجومها.
صلاحيات اللجان التنفيذية واتحادات الألعاب بمقدار كونها متباعدة نظرياً فهي متشابكة عملياً، ويمكن لبعض التفاصيل أن تجعلها متضاربة، وربما سيكون من الأفضل للجميع أن نرى اتحادات الألعاب تزور مختلف المحافظات، وتلتقي بلجانها التنفيذية، وتتعرف على رؤيتها عن قرب بعيداً عن تصورات اللجان الفنية التي كانت المفصل الأسوأ خلال السنوات الماضية مع قصر نظرها وتبدل أدوارها حسب مصالحها.
مؤيد البش