دفاعاتنا الجوية تتصدّى لعدوان يستهدف مطار الـ “تي فور” خروج عشرات المدنيين عبر ممري أبو الضهور والحاضر
تصدّت الدفاعات الجوية لعدوان نفذته طائرات إسرائيلية استهدف مطار الـ “تي فور” في ريف حمص الشرقي، في وقت شهد ممرا أبو الضهور والحاضر، أمس، خروج عشرات المدنيين قادمين من مناطق انتشار الإرهابيين بريفي إدلب وحلب إلى المناطق الآمنة التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، فيما استهدفت التنظيمات الإرهابية محيط ممر الحاضر بالقذائف، في محاولة يائسة لدب الذعر في نفوس المدنيين الراغبين في الخروج من مناطق انتشار الإرهابيين، ومنعهم من الوصول إلى الممر لاستمرار اتخاذهم دروعاً بشرية..
يأتي ذلك فيما استشهد مدنيان وأصيب آخرون نتيجة إطلاق مجموعات “قسد” النار على أهالي قرية البصيرة شمال مدينة دير الزور الذين خرجوا بمظاهرة تنديداً بممارساتها بحق الأهالي في المنطقة، في وقت شدّد نائب مدير معهد رابطة الدول المستقلة فلاديمير يفسييف على ضرورة العمل لإخراج قوات الاحتلال الأمريكي من كل الأراضي السورية.
وفيما جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على استمرار بلاده في تقديم الدعم لسورية في مكافحة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها، أعلنت البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيناقش في العشرين من كانون الثاني الجاري تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما في نيسان من عام 2018.
وفي التفاصيل، أعلن مصدر عسكري أن دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان جوي نفذته طائرات إسرائيلية على مطار الـ تي فور بريف حمص الشرقي من اتجاه منطقة التنف على الحدود السورية العراقية وأسقطت عدداً من الصواريخ.
وقال المصدر: حوالي الساعة العاشرة وعشر دقائق من مساء أمس الثلاثاء الواقع في 14-1-2020 قام الطيران الإسرائيلي بعدوان جوي جديد على مطار الـ تي فور من اتجاه منطقة التنف.
وأضاف المصدر: إن وسائط دفاعنا الجوي تصدت على الفور للصواريخ المعادية وأسقطت عدداً منها، في حين وصلت أربعة صواريخ إلى المنطقة المستهدفة واقتصرت الأضرار على الماديات.
يأتي ذلك فيما وصل عشرات المدنيين إلى ممر أبو الضهور جنوب شرق إدلب قادمين من مناطق انتشار المجموعات الإرهابية في المحافظة، حيث كانت في استقبالهم الجهات المعنية، وقدّمت النقطة الطبية خدماتها للمرضى، وتم نقلهم بعد ذلك عبر حافلات إلى المناطق المحررة من الإرهاب بعد تأمينها بالخدمات الأساسية. ومن جنوب حلب، ولليوم الثاني، يستمر توافد المدنيين إلى ممر الحاضر قادمين من مناطق انتشار المجموعات الإرهابية بريفي حلب وإدلب، حيث استقبلت الجهات المعنية العشرات منهم، وأمّنت لهم حافلات لنقلهم باتجاه المناطق الآمنة.
وأقامت الجهات المعنية، بإشراف الجيش العربي السوري، 3 ممرات إنسانية في منطقة أبو الضهور جنوب شرق إدلب وبلدة الهبيط بالريف الجنوبي ومنطقة الحاضر بريف حلب الجنوبي لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار الإرهابيين في إدلب وريف حلب إلى المناطق التي حررها الجيش من الإرهاب.
بالتوازي سقط عدد من القذائف، أطلقها الإرهابيون، في محيط ممر الحاضر جنوب حلب، بالتزامن مع وجود عشرات المدنيين فيه قادمين من مناطق انتشار الإرهابيين تمهيدا لإيصالهم إلى قراهم التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
بالتوازي، ذكرت مصادر أهلية وإعلامية متطابقة أن مجموعات “قسد” أطلقت الرصاص الحي باتجاه مجموعة من أهالي قرية البصيرة بريف دير الزور الشمالي تظاهروا ضدها جراء ممارساتها القمعية تجاه أهالي المنطقة، حيث قطعوا الطريق المؤدية إلى القرية بالإطارات المشتعلة، ورفع عدد منهم يافطات تندد بتلك الممارسات وتطالبهم بالرحيل فوراً عن المنطقة، وبيّنت أن إطلاق مجموعات “قسد” الرصاص على المتظاهرين أدى لاستشهاد مدنيين اثنين وإصابة 3 آخرين بالقرب من جسر القرية.
وشهدت الأشهر الماضية خروج مظاهرات على نطاق واسع ضد ميليشيا “قسد” في أرياف دير الزور والحسكة والرقة احتجاجاً على ممارسات الميليشيا وفقدان حالة الأمان في مناطق انتشارها وحالات الخطف والقتل وسرقة النفط بالتعاون مع الشركات غير القانونية التي تتعامل معها بحماية قوات الاحتلال الأمريكي.
سياسياً، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على استمرار بلاده في تقديم الدعم لسورية في مكافحة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها، وشدد، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السيرلانكي دينيش جوناديفاردن في العاصمة السيرلانكية كولومبو، على ضرورة بسط الدولة السورية سلطتها على كامل أراضيها، مشيراً إلى ضرورة القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب، ولفت إلى أن نقل الإرهابيين من إدلب الى ليبيا أمر خطير من شأنه أن يعقّد الوضع في المنطقة.
وفيما استعرض الرئيس اللبناني الأسبق العماد إميل لحود مع سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم المستجدات على الساحة الإقليمية وآخر التطورات في المنطقة، شدّد نائب مدير معهد رابطة الدول المستقلة فلاديمير يفسييف على ضرورة العمل لإخراج قوات الاحتلال الأمريكي من كل الأراضي السورية، وقال: “إن سورية ومعها دول وقوى محور المقاومة تعمل على إخراج الأمريكيين بينما هناك دول أخرى كمشيخات الخليج ومنها قطر التي توجد قاعدة أمريكية كبيرة في أراضيها لا ترغب في خروجهم”، وأضاف: “إن الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي في المنطقة هو عنصر زعزعة للاستقرار وتسبب بأزمات كبيرة فيها”، مجدداً التأكيد على أن روسيا ستواصل دعمها لسورية حتى تحرير جميع أراضيها، وهذا ما ينطبق على الجولان السوري المحتل أيضاً.
ولفت يفسييف إلى أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دمشق مؤخراً تؤكد عمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، موضحاً أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها كي تبقى سورية دولة مستقلة ذات سيادة على كامل ترابها الوطني.
بدوره أعلن مدير مركز دراسة تركيا المعاصرة التابع لمعهد الاستشراق أمور غادجييف أن التدخل التركي في شؤون ليبيا هو تدخل سافر في شؤون دولة ذات سيادة، موضحاً أنه يهدف إلى نهب ثروات ليبيا النفطية كما فعلوا في سورية.
وفي براغ، طالب حزب القراصنة التشيكي حكومة بلاده بفرض عقوبات اقتصادية على نظام رجب طيب أردوغان بسبب عدوانه المتواصل على سورية، مشدداً على ضرورة إبقائها حتى يوقف النظام عدوانه ويسحب قواته من الأراضي السورية.
وأشار عضو مجلس النواب التشيكي فرانتيشيك كوبرجيفا وعضو البرلمان الأوروبي عن تشيكيا ميكولاش بيكسا، وهما من حزب القراصنة، إلى أنهما قدّما عريضة بهذا الشأن لرئاسة الحكومة التشيكية تتضمن أيضاً تواقيع المئات من المواطنين، موضحين أن إدانة مجلس النواب التشيكي العدوان التركي وإيقاف مبيعات الأسلحة إلى تركيا غير كاف ويتوجب فرض العقوبات الاقتصادية عليها وإنهاء المحادثات الخاصة بضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بشكل كامل.
يأتي ذلك فيما أعلنت البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيناقش في العشرين من كانون الثاني الجاري تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما في نيسان من عام 2018.
وقال المتحدث الصحفي باسم البعثة فيودور ستريجوفسكي: “إن روسيا تقدمت بمبادرة بشأن عقد اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الدولي بصيغة (آريا) لمناقشة الوضع المحيط بتقرير المنظمة”.
وجلسات صيغة آريا عبارة عن اجتماعات ذات طابع غير رسمي وسري للغاية تمكن أعضاء مجلس الأمن من تبادل الآراء بطريقة صريحة وخاصة مع الأشخاص الذين يعتقد عضو أو أعضاء المجلس الداعين إلى الاجتماع الذين يتولون أيضا دور ميسري أو منظمي الاجتماعات أن من المفيد الاستماع إليهم أو الذين يرغبون في إيصال رسالة إليهم.
وأوضح ستريجوفسكي أن “هذا الاجتماع سيركز على التحقيق في هذا الحادث والذي أجرته بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية .. ومن المزمع عقد الاجتماع بعد ظهر يوم 20 كانون الثاني الجاري”.
وكان موقع ويكيليكس كشف في كانون الأول الماضي عن دليل جديد على تلاعب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتقرير النهائي حول الهجوم الكيميائي المزعوم بدوما ونشر أربع وثائق تكشف أن “اختصاصيين في علم السموم استبعدوا أن تكون الوفيات جاءت جراء التعرض لمادة الكلورين”، وأن وثيقة أخرى بينت استناداً إلى رسائل بريد الكتروني تم تبادلها بين أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن المسؤول الرفيع في المنظمة سيباستيان براها أمر بسحب التقرير الذي يحمل نتائج مخالفة حول الهجوم الكيميائي المزعوم من أرشيف المنظمة وحذف جميع آثاره.