لبنان.. وقفات احتجاجية أمام البنك المركزي
استأنف المتظاهرون احتجاجاتهم في مختلف المدن اللبنانية، في إطار الحراك الذي تشهده البلاد منذ ثلاثة شهور للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومكافحة الفساد، فقد شهدت مدينة صيدا جنوب لبنان تحرّكات عدة احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، أطلق عليها اسم يوم “ثلاثاء الغضب”، حيث نفّذ المحتجون وقفة احتجاجية أمام فرع مصرف لبنان المركزي في المدينة، ردّدوا خلالها هتافات ضد سياسة المصرف النقدية، وسط إجراءات أمنية لعناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي في المكان. كما انطلق عدد من طلاب المدارس من أمام مداخل مدارسهم بمسيرات جابت شوارع المدينة باتجاه تقاطع ايليا، وهم يهتفون شعارات تؤيد الحراك. بالتوازي، انطلقت من ساحة ايليا في صيدا مسيرة جابت شوارع المدينة باتجاه عدد من المرافق العامة فيها والمصارف ومحلات الصيرفة، وقد رفع الطلاب الأعلام اللبنانية، مطلقين شعارات تؤكّد استمرار الحراك حتى تحقيق كل المطالب.
وفي جونيه، شرق بيروت لا يزال أوتوستراد جونيه مقفلاً بالاتجاهين عند نقطة جسر مدرسة الرسل، حيث يفترش المحتجون الطريق، فيما أقفل المحتجون طريق الصيفي باتجاه الرينغ بحاويات النفايات وسط تدافع بين القوى الأمنية والمتظاهرين، كما عمدوا إلى قطع بعض الطرق الداخلية في العاصمة.
ويشهد الأوتوستراد زحمة سير خانقة بالقرب من ثكنة الجيش في صربا والخط البحري من نادي اليخوت، وفي كل شوارع مدينة جونيه، بينما الطريق سالك في الاتجاهين عند نهر الكلب، كما قطع محتجون أوتوستراد جل الديب في شرق بيروت بالاتجاهين.
وفي محافظة البقاع شرقاً، أفيد عن فتح مستديرة زحلة، والسير عاد إلى طبيعته، فيما طرق سعدنايل – تعلبايا ومفرق جديتا العالي ما زالت مقطوعة، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن وقوع إصابات في منطقة البحصاص شمال لبنان، جرّاء التدافع بين الجيش اللبناني والمتظاهرين.
ويشهد لبنان منذ الـ 17 من تشرين الأول الماضي احتجاجات ومظاهرات للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي ومحاسبة الفاسدين.
إلى ذلك، اعتبر الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن التظاهرات، في بدايتها خصوصاً، شكّلت فرصةً حقيقيةً للإصلاح والمحاسبة، مشيراً إلى أن محاولات استغلال بعض القوى السياسية وبعض وسائل الإعلام للتحركات الشعبية “حرّف بعض الحراك عن تحديد مكامن الفساد الحقيقي وصانعيه بصورة صحيحة”.
وفي كلمته أمام أعضاء السلك الدبلوماسي ومديري المنظمات الدولية، عوّل عون على اللبنانيين الطيبين في الشوارع والمنازل “لمحاربة الفساد”، لكنه أشار إلى أن “هذا الوضع فاقم الأزمة الاقتصادية”، ما انعكس سلباً على “الوضع الأمني”، ولفت إلى أن الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية “الأسوأ” ضربت لبنان بسبب “عوامل خارجية” إلى جانب العوامل الداخلية، باعتباره بذل جهوداً للمعالجات الاقتصادية، لكنها وجهت بـ “العراقيل”، ما دفع الناس للنزول إلى الشارع، وأضاف: إن لبنان يدفع الآن ثمن 30 عاماً من السياسات المالية الخاطئة.
أمّا في حديثه عن الحكومة، فأكد عون أنها كانت منتظرة خلال الأسبوع الماضي إلّا أن بعض العراقيل حالت دون ذلك”، وأضاف: إن تشكيل الحكومة يستلزم “اختيار أشخاصٍ جديرين يستحقون ثقة الناس والمجلس النيابي”، مؤكداً أنّه سيبذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى الحكومة الموعودة، لكنّ هذا يتطلّب “بعض الوقت”.
وتوقّع الرئيس عون للبنان تطوّرات إيجابية في الأيام المقبلة خصوصاً مع بدء التنقيب عن ثرواته الطبيعية في مياهه الإقليمية، مجدّداً تمسّك بلده بحق استثمار كافة حقوله النفطية من جهة، ورفض أي محاولة اعتداء إسرائيلية من جهة أخرى، وشدّد على ضرورة تثبيت وترسيم الحدود البرية والبحرية اللبنانية لمساهمتها بتحقيق الاستقرار والهدوء في البلد.
وتأتي تصريحات عون، التي نشرت في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية على تويتر، غداة ليلة صاخبة شهدتها المدن اللبنانية، بعد استئناف المتظاهرين للاحتجاجات ليلاً، تمّ خلالها قطع طرقات في العديد من المناطق في الجنوب، منها النبطية وصيدا، وفي بيروت وطرابلس شمالاً.
بدوره، طلب وزير الخارجية جبران باسيل، عقب اجتماع تكّل لبنان القوي، من الرئيس المكلّف حسان دياب أن “يقوم بواجباته، ويشكّل الحكومة بأسرع وقت”، معتبراً أن حكومة تصريف الأعمال “لا تقوم بواجباتها، وباتت حكومة تعطيل أعمال”.