“رجال تحت رحمة النساء”… كتاب عن تطوير الذات
إذا كنت تعاني من الشعور بالذنب أو القلق وتجد نفسك تنزلق بلا وعي إلى أنماط سلوكية تدمر ذاتك وتعد عقبة في طريق نجاحك وسعادتك فأنت بحاجة إلى قراءة كتاب “رجال تحت رحمة النساء (تطوير الذات)” لمؤلفته الدكتورة نعيمة حسن والصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، فمن خلاله ستضع قدمك على الطريق الذي يحقق لك الاعتماد الحقيقي على الذات فهو كتاب لكل من تتوق نفسه إلى السعادة وترك ميراث ينفع الناس جميعاً، كما أنه يساعدك على إدراك مدى الاختلاف بينك وبين شريكك من الجنس الآخر ويهديك إلى كيفية التواصل معه بطريقة سهلة وبسيطة، إنه يجعلك أكثر تقبلاُ وفهماً له ويفسر لك ردود أفعاله والتجاوب معه بشكل أفضل والاستبصار بالفروق الجوهرية بين الذكر والأنثى في طريقة التفكير التي تخلق كثيراً من المشكلات مع نصفك الآخر، ففي صفحات هذا الكتاب ستجد أموراً غريبة وصادمة في علاقة الرجل بالمرأة وستكتشف التغيير المفاجئ لشريكك، وستعرف لماذا يتصيد لك الأخطاء في كل مرة تحدث مشكلة بينكما وستتغلب على جروح قديمة سببتها لك علاقة مزعجة وستعرف من القائد في الخفاء وستدرك أن تغير أفكارك سيغير العالم من حولك .
يدعو الكتاب إلى ضرورة الاعتماد على منهج تربوي نربي أبناءنا عليه حتى لا يخرج لدينا جيل يستمتع بتعذيب المرأة وإهانتها ويحب تحقيرها والاستهزاء بها فـالأصل أن المرأة تتربى على الدلال والحب ولهذا أكبر خطأ يرتكبه الرجل عندما يعامل المرأة بالند أو القسوة فهذه لغة لا تحبها النساء ولا تفهمها بل تتضايق وتنفر منها، كما يقدم الكتاب في طياته مجموعة من النصائح للمرأة لتعلم كيفية التعامل مع الشريك عن طريق التوقف عن تقديم النصائح له والسعي نحو إيجاد نقطة حوار بينك وبين شريكك مما سيجعل الأمور تبدو أفضل، وإتباع بعض الأساليب للحفاظ على الحب لأطول فترة ممكنة وإعطاء النفس دفعة أمل وإيجابية عن طريق التعرف على تجارب مشابهة، فـعليك أن تثقي بنفسك ومهاراتك وإمكانياتك وأن لديك القدرة على تحقيق أكثر ما تريدين بل وتمنحين القوة لمن حولك مع الحرص ألا تزحمي حياتك بالأمور والأنشطة غير الضرورية لأن ذلك سيعزلك وسيؤدي في النهاية إلى إرهاقك واستهلاك وقتك وجهدك، وأن تحيطي نفسك بأشخاص يلهمونك فمن المفيد أن تجتمعي بأشخاص لهم تأثير إيجابي في حياتك يلهمونك القوة، وأن يكون لديك هدف في حياتك ترغبين في تحقيقه فهذا سيشغلك بشكل إيجابي ويعود عليك بالنفع، أما عن النجاح مع الشريك فهو يتطلب قدراً من التفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات والتغاضي عن الزلات والتعالي على الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء، أما إن قامت العلاقة على الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء والمشاجرات المستمرة على كل صغيرة وكبيرة فإن ذلك يسرع بتصدعها وتفككها ويشتت شمل العائلة وقد يقضي على كيانها أن الأخطاء تقع لك ولغيرك فنحن جميعاً لسنا ملائكة وتقبل وقوع الأخطاء والتجاوزات جزء من واقعية الحياة والأشخاص الواثقون من أنفسهم هم الأكثر ميلاً للترفع عن تصيد أخطاء الآخرين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس فهم من يتمتعون بأريحية واسعة تجعلهم متصالحين مع أنفسهم بعيدين عن التوتر والصراع لأن التسامح يمنحك فضاءً واسعاً ويجعل القضايا مهما كبرت صغيرة في نظرك وبالتالي تختصر على نفسك الكثير من المسائل التي تستهلك طاقةً ووقتاً، ثم يأخذنا الكتاب إلى موضوع العنف ضد الرجل ومع أننا عادة لا نسمع عبارة العنف ضد الرجال ومع ذلك فهم يتعرضون له وقد يكونون ضحايا لجرائم عنف من النساء، والشكل السائد للعنف النسوي ضد الرجل هو عنف لغوي نفسي من قبيل الإهانة والشتم والسب والتحقير والتشكيك في الرجولة، وقد لا يصدق البعض أن هناك جمعيات في الوطن العربي تهدف إلى الدفاع عن حقوق الرجل ورفع الظلم عنه وقد تكون غير مستساغة ومقبولة اجتماعياً ولكنها تدل على وجود عنف من النساء.
في النهاية تؤكد لنا صفحات الكتاب أن واقع الحياة يحمل تفسيرات عدة ومن الخطأ أن ننسى كل الضوء لنشغل أنفسنا بالظلام، فـالخير موجود في داخلك وتحتاج فقط إلى أن تجعل هذا النور يصل للآخرين وأن تمد جسوراً للتواصل بدلاً من نسفها فـعندما نمنح الحب للآخرين فأنت بطريقة غير مباشرة تهدي السعادة لنفسك.
لوردا فوزي