ابتزاز مقابل الحماية
قبل أيام أعلن ترامب أن “السعودية أودعت بالفعل مليار دولار في البنك” كي تستمر الولايات المتحدة في نشر قوات في المملكة، وأكد في مقابلة مع شبكة” فوكس نيوز الأمريكية “أبلغنا السعودية أنها بلد غني جداً، وعليها أن تدفع مقابل القوات الإضافية، لذا أودعت السعودية بالفعل مليار دولار في البنك”، مضيفاً: “دفعت السعودية، بناء على طلبي، مقابل كل ما نفعله، ونحن لن نتحمّل نفقات عمليات نشر القوات، لذا على الدول الغنية أن تدفع”.
أخبرت “لورا إنغراهام”، التي أجرت المقابلة عبر “فوكس نيوز”، ترامب أن الدول التي تستضيف القواعد الأمريكية تدفع للخزانة الأمريكية، فيما أكد ترامب أن “كوريا الجنوبية قدّمت 500 مليون دولار.. ، “يجب أن تساعدنا على المضي، لدينا 32000 جندي في كوريا الجنوبية يوفرون الحماية لها، لذا ينبغي أن يدفعوا”.
بينما اتهم “أماش النائب الجمهوري بالكونغرس الأمريكي: ترامب بالنكوص عن تعهده في حملته الانتخابية بإخراج الجنود الأمريكيين من الشرق الأوسط.
في الأسبوع الماضي، أمر ترامب باغتيال قاسم سليماني، بطائرة من دون طيار في بغداد، وردت إيران بالصواريخ الباليستية على قاعدة جوية عراقية تضم جنوداً أمريكيين، فيما نشرت إدارة ترامب آلاف الجنود الإضافيين في المنطقة.
وقال أماش لـ “إن بي سي نيوز” في تشرين الأول: “هناك أشخاص يدعمون الرئيس، لكن من الجلي أنه لا يعيد القوات إلى الوطن، إنه ينقلهم إلى أجزاء أخرى من الشرق الأوسط فحسب”، مضيفاً: “إن ترامب يعيد القوات إلى العراق، وينقل قوات أخرى إلى السعودية، ويستخدم قواتنا كمرتزقة، وطالما أن السعودية تدفع، يرى ترامب أنه من الجيد إرسال الجنود إلى هناك”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت، في تشرين الأول الماضي، إرسال عدد كبير من القوات الإضافية والمعدات العسكرية إلى السعودية، مرجعة ذلك إلى ما سمّته “حماية مصالحها في المنطقة وردع إيران”، وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك أسبر حينها:”إن بلاده ستنشر 3 آلاف جندي أمريكي في السعودية، ومنصات صواريخ باتريوت، فضلاً عن طائرات مقاتلة وقطع بحرية”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أرسلت الولايات المتحدة حوالي 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط من الفرقة 82 المحمولة جواً كإجراء احتياطي، ليصبح عدد الجنود الذين أرسلتهم الولايات المتحدة بالفعل حوالي 14000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط منذ شهر أيار.
منذ توليه الرئاسة، زعم ترامب أنه سوف يسحب كل قواته من منطقة الشرق الأوسط ولن يقحمهم في الحروب بعد الآن، إلا أن ما حصل هو العكس مرسخاً سياسة الابتزاز التي اعتاد عليها مع ممالك الخليج مقابل توفير الحماية لها.
سمر السمارة