الإرهابيون يمنعون الأهالي من الوصول إلى ممر أبو الضهور لليوم الثالث.. خروج عشرات المدنيين عبر ممر الحاضر
لليوم الثالث على التوالي، شهد ممر الحاضر بريف حلب الجنوبي خروج عشرات المدنيين قادمين من مناطق انتشار الإرهابيين بريفي إدلب وحلب، إلى المناطق الآمنة التي طهّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، فيما عادت عبر مركز نصيب الحدودي دفعة جديدة من الأسر المهجّرة التي كانت تقيم في مخيم الأزرق بالأردن إلى قراها وبلداتها التي حرّرها الجيش من الإرهاب.
سياسياً، أكد سازكين تانري كولو، عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري، أن رئيس النظام رجب طيب أردوغان جعل تركيا بوابة لدخول وخروج الإرهابيين، مشيراً إلى إدخاله عشرات الآلاف منهم إلى سورية، ونقل أعداد منهم إلى ليبيا، فيما أكد رئيس اللجنة الروسية للتضامن مع شعبي سورية وليبيا سيرغي بابورين أن وجود أي قوات أجنبية في سورية دون موافقة حكومتها هو احتلال لأراضيها.
وفي التفاصيل، يستمر توافد المدنيين إلى ممر الحاضر قادمين من مناطق انتشار المجموعات الإرهابية بريفي حلب وإدلب، حيث استقبلت الجهات المعنية العشرات منهم، وأمّنت لهم حافلات لنقلهم باتجاه المناطق الآمنة التي طهّرها الجيش من الإرهاب ومن مخلّفاته.
وفي محاولة يائسة من الإرهابيين لمنع المدنيين الراغبين بالخروج إلى المناطق الآمنة، نشرت المجموعات الإرهابية المنتشرة في محافظة إدلب مرتزقتها لقطع الطرق أمام الأهالي الراغبين بالخروج والتوجّه إلى ممر أبو الضهور، ومن ثم إلى المناطق الآمنة، إضافة إلى منع السيارات التي تقل الأهالي من الوصول إلى نقاط الجيش العربي السوري، فيما تواصل الجهات المعنية اتخاذ جميع الإجراءات والتحضيرات اللوجستية لاستقبال أي مواطن يخرج من مناطق انتشار الإرهابيين، وتقديم المساعدة الفورية له، حيث يوجد طاقم طبي وآخر لتقديم الغذاء وحافلات لنقل الأهالي إلى مناطق إقامة مؤقتة لهم.
وأقامت الجهات المعنية، بإشراف الجيش العربي السوري، 3 ممرات إنسانية في منطقة أبو الضهور جنوب شرق إدلب وبلدة الهبيط بالريف الجنوبي ومنطقة الحاضر بريف حلب الجنوبي لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار الإرهابيين في إدلب وريف حلب إلى المناطق التي حرّرها الجيش من الإرهاب.
بالتوازي، عدد من الأسر، جل أفرادها من الأطفال، عادت إلى الوطن عبر مركز نصيب الحدودي مع الأردن، بعد سنوات قضتها في مخيم الأزرق للاجئين السوريين، حيث تم تأمين سيارة أقلتهم إلى أماكن إقامتهم الدائمة في المناطق التي حرّرها الجيش من الإرهاب، بعد أن تم تسجيل بياناتهم الشخصية.
وأشار رئيس مركز هجرة نصيب العقيد مازن غندور إلى أن المركز يشهد منذ افتتاحه عودة مستمرة للأسر والمواطنين المهجّرين الذين يقيمون في مخيمات اللجوء بالأردن في ظل الأمن والأمان الذي تنعم به مناطق سكنهم الدائمة في سورية بعد تحريرها من قبل الجيش، مبيناً أن عدد العائدين بموجب تذاكر مرور منذ منتصف تشرين الأول من العام 2018 حتى اليوم بلغ 74400 شخص.
أحمد الرفاعي العائد إلى درعا وسامي الزرعوني العائد إلى ريف دمشق، أعربا عن فرحتهما بالعودة إلى أرض الوطن بعد معاناة مريرة استمرت لسنوات في مخيمات اللجوء التي تفتقد لمقومات الحياة.
وأعرب علي رمضان العائد إلى الرقة عن فرحته بالعودة، راجياً من الله أن يجمع شمل كل السوريين على أرض الوطن.
وعادت في الرابع من الشهر الماضي دفعة من المواطنين المهجّرين بفعل الإرهاب قادمة من مخيم الأزرق، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لإعادة المواطنين المهجّرين إلى مناطقهم التي طهّرها الجيش من الإرهاب.
يأتي ذلك فيما استشهد مدنيان جراء انفجار لغم من مخلّفات الإرهابيين بريف السويداء الشمالي الشرقي أثناء زراعة أرضهما، وذكر مصدر في قيادة شرطة السويداء أن شخصين بعمر 55 و40 عاماً استشهدا إثر انفجار لغم من مخلّفات الإرهابيين على تخوم البادية إلى الشرق من قرية دوما بريف السويداء الشمالي الشرقي أثناء عملهما في حقولهما.
وارتقى العديد من المواطنين، وجرح آخرون على مدى السنوات السابقة جراء اعتداءات إرهابيي تنظيم “داعش”، الذين كانوا ينتشرون في بادية السويداء على القرى الآمنة المتاخمة لها أو زرع العبوات الناسفة والألغام على جانبي الطرق والأراضي الزراعية قبل أن يطهّر المنطقة الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوى الرديفة والحليفة وصولاً إلى تلول الصفا شرقاً في أواخر عام 2018.
سياسياً، أكد سازكين تانري كولو عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري أن رئيس النظام رجب طيب أردوغان جعل تركيا بوابة لدخول وخروج الإرهابيين، مشيراً إلى إدخاله عشرات الآلاف منهم إلى سورية ونقل أعداد منهم إلى ليبيا.
وفي حديث متلفز قال كولو: “أردوغان تدخّل بشكل سافر في سورية، ودعم التنظيمات الإرهابية، وفتح أبواب تركيا على مصراعيها لدخول عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين جاؤوا إلى سورية من ثمانين دولة، والبعض منهم الآن يغادرها، ويذهب إلى ليبيا خدمة لمخططات وأهداف أردوغان، بدليل أن أنقرة تدفع لهؤلاء المرتزقة مرتبات عالية، وتمنحهم الجنسية التركية بعد عودتهم من ليبيا”، وأشار إلى انتهاج أردوغان سياسات استعمارية توسعية في سورية وليبيا والمنطقة، وأضاف: “حذّرنا أردوغان من مغبة التدخل في سورية، ولكنه لم يستمع إلينا، وقام بدعم المجموعات الإرهابية بسبب عقيدته الإخوانية، كما أصبح طرفاً في الصراعات العربية، واستغلها بشكل مباشر حتى لم يبق لتركيا أصدقاء في المنطقة”.
ولفت إلى أن رئيس النظام التركي يستخدم المهجّرين السوريين بفعل الإرهاب ورقة في ابتزاز أوروبا التي يهددها ويتوعدها بإرسالهم إليها.
ويؤكد الكثير من الساسة الأتراك أن نظام أردوغان تدخّل بشكل سافر وخطير في شؤون سورية، وقدّم كل أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية فيها، وأن سياساته الفاشلة حيالها تشكّل خطراً على تركيا.
وفي موسكو، أكد رئيس اللجنة الروسية للتضامن مع شعبي سورية وليبيا سيرغي بابورين أن وجود أي قوات أجنبية في سورية دون موافقة حكومتها هو احتلال لأراضيها، وقال: “هذه المسألة لا يمكن حلها إلا من قبل السوريين أنفسهم، فإذا طلبوا بقاء جهة ما في أراضيهم، فهذا من حقهم، وإذا رفضت أي جهات مغادرة أراضيهم، فسيعني ذلك احتلالاً غير شرعي للأراضي السورية”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة أكدت أنها لا تحسب أي حساب لقواعد القانون الدولي في احترام سيادة البلدان الأخرى.
من جانبه، أكد الخبير الروسي بشؤون الشرق الأوسط أندريه ستيبانوف أن عملية تحرير إدلب من التنظيمات الإرهابية تشكّل ضرورة وأولوية لإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أنحاء سورية، مشدداً أيضاً على ضرورة إنهاء وجود القوات الأجنبية المحتلة، ولفت إلى أن السياسة الأمريكية في المنطقة تعتمد على مبدأ خلق الفوضى وعدم الاستقرار، وهي سياسة “غير متزنة وطائشة”، مؤكداً أن الوجود الأمريكي في سورية والعراق محكوم عليه بالزوال، وأن خروج القوات الأمريكية مسألة وقت فقط.