الحكومة اللبنانية على أعتاب الولادة
تواصلت الاعتصامات والاحتجاجات وقطع الطرقات في بعض المناطق اللبنانية للمطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة وتحسين الوضع المعيشي ومحاربة الفساد، فيما أكّد وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل أنّ حكومة الرئيس المكلّف حسان دياب أصبحت على أعتاب الولادة، مشيراً إلى أنّها ستضمّ 18 وزيراً مختصّاً، وأشار في تغريدته على تويتر عقب لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ودياب، أنّهم سينتقلون إلى تأليف الحكومة الجديدة بأسرع وقت.
وشدّد خليل على أنّ اختيار أسماء الاختصاصيين تمّ بناءً على معايير موحّدة تضمن التمثيل الأوسع لشرائح المجتمع اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أنّ مصادر وزارية لبنانية ذكرت الأربعاء أنّ “الاتفاق النهائي بشأن شكل الحكومة سيتبلور الخميس مرجّحةً ولادتها الجمعة”، ووفق المصادر: تمّ الاتفاق على توزيع الوزارات السيادية الأربع: الدفاع الوطني، الداخلية والبلديات، المالية، الخارجية والمغتربين.
وكان عدد من المحتجين قد نفذوا وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت، رفضاً للتوقيفات التي نفذتها القوى الأمنية الأربعاء، كما سجل اعتصام أمام وزارة الداخلية وثكنة الحلو وفي شارع بلس بالحمرا، للمطالبة بإطلاق الموقوفين.
كذلك نفذ اعتصام احتجاجي أمام سرايا طرابلس، فيما قطع محتجون طرقاً في عدد من المناطق اللبنانية، صباح أمس، قبل أن يعيد الجيش فتحها. وتجمع عدد من الطلاب أمام سنترال جونية، وأقفلوا مدخله ومنعوا دخول الموظفين والمواطنين، مرددين الهتافات ضد السياسة المالية والمصرفية، وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن المحتجين قطعوا طريق ضهر العين وطريق كفرعقا في الكورة شمال لبنان بالإطارات المشتعلة.
وفي صيدا قطع المحتجون الأوتوستراد الشرقي بالإطارات المشتعلة وشارع رياض الصلح عند محلة البوابة الفوقا والقياعة والطريق البحرية بالمستوعبات المشتعلة.
أما في عكار لا تزال طريق عام حلبا مقطوعة من قبل عدد من المحتجين منذ ليل الثلاثاء الماضي بالأتربة والعوائق الحديدية والبلاستيكية والبراميل والإطارات.
وفي طرابلس شمال لبنان يستمر قطع الأوتوستراد في البداوي بالاتجاهين بالعوائق الاسمنتية والشاحنات ما أدى إلى تعذر وصول المدرسين من طرابلس والجوار إلى مدارسهم في البداوي والمنية وعكار وشل الحركة على مختلف الأصعدة.
وأفادت غرفة التحكم المروري بأن الطرقات المقطوعة في البقاع هي تعلبايا وسعدنايل وجديتا العالي والمرج ومستديرة زحلة وكسار، وأشارت إلى أن الطرق المقطوعة ضمن محافظة الشمال هي ساحة حلبا وساحة العبدة والمحمرة والبيادر ومرياطة والمنية والبحصاص والبداوي وساحة النور ودوار السلام وجسر البالما ووادي هاب بشكل جزئي وضهر العين ودوار المرج الميناء، وبينت أن جميع الطرقات ضمن منطقة بيروت سالكة بعد أن عمل الجيش اللبناني على فتحها خلال الليلة الماضية.
وفي صور كل الطرق العامة والفرعية المؤدية إلى المدينة مفتوحة كما أن المدارس الرسمية والخاصة فتحت أبوابها كالمعتاد.
وفي سياق أحداث ليل الأربعاء، نفت وزيرة الداخلية ريا الحسن إصدارها أمراً باستخدام العنف ضد المتظاهرين، مشيرة الى أن الاعتداء على الصحافيين “أمر غير مبرر”.
وفي تصريح صحافي خلال اعتصام نفذه صحافيون أمام وزارة الداخلية تنديداً بالعنف الأمني، أكدت الحسن أن هناك آليات محاسبة ستعاقب العناصر الذين اعتدوا على المتظاهرين والصحافيين، وأضافت: إن “لبنان يعيش حالة صعبة ولا يجوز أن يمر ما حدث البارحة مرور الكرام”.
من جانبه، وجّه المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان اعتذاراً شديداً إلى كل المصورين والمراسلين الذين تعرضوا للعنف على يد القوى الأمنية ليلة الأربعاء، خلال تغطيتهم الاعتصام أمام ثكنة الحلو في بيروت، وقال في مؤتمر صحافي: إن قوى الأمن “تواجه الكثير من المندسين بين المتظاهرين”، مشيراً إلى أن “ثلث عديد قوات مكافحة الشغب تقريباً مصاب بجراح”.