روحاني: ترامب يخرق وعوده.. والاتحاد الأوروبي غير مستقل

حذّر القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء حسين سلامي، حلفاء الولايات المتحدة بأن “عليهم الكف عن أعمالهم الشريرة، وعدم تكرار أخطائهم التي ارتكبوها ضد إيران”، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة أن تعمل شعوب المنطقة على طرد القوات الأمريكية منها، وقال، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية أمس: “إن القوات الأمريكية ليست في أمان بالمنطقة اليوم، وقوات الاتحاد الأوروبي ربما تكون في خطر غداً”، مضيفاً: إن استهداف قاعدة عين الأسد يعني أننا لن نستسلم أمام الولايات المتحدة، وسنرد على أي هجوم، وسنرد على اغتيال الفريق قاسم سليماني بإخراج أمريكا من المنطقة، وسنعمل على ذلك ولو طال الزمن.
وشدّد روحاني على أن الولايات المتحدة تعمل على زعزعة أمن المنطقة، وتتدخل في شؤون العراق ولبنان وليبيا، وتنهب النفط السوري، وتمنع تصدير الدواء إلى إيران، مضيفاً: إن ذلك لن يكون لصالح أحد، وسيضر بأوروبا وأمريكا وآسيا، وتابع: “لقد أخطأتم في المنطقة، وأخطأتم في العقوبات، وأخطأتم في اغتيال الفريق سليماني”، مشدداً على أن أمريكا هي المسؤولة عن الجرائم المرتكبة بحق إيران في الحرب المفروضة عبر العقوبات والحظر الاقتصادي.
وحول الاتفاق النووي، قال روحاني: “إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يفي بالتزاماته بموجب الاتفاق”، مشدّداً على أن كل الخطوات التي اتخذتها إيران يمكن الرجوع عنها، وانتقد دعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتطبيق ما سمي “صفقة ترامب”، مبيناً أن الرئيس الأمريكي يخرق وعوده دائماً.. فيما الاتحاد الأوروبي لا يتصرّف كتكتل مستقل، بينما نحن مازلنا ندعوه من جديد للعودة إلى الاتفاق.
بدوره شدّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن زيادة التوترات الإقليمية نابعة عن جهل وغطرسة الولايات المتحدة، وقال، في المؤتمر السنوي لحوار رايسينا في العاصمة الهندية نيودلهي: “إن التطورات خلال الأسبوعين الأخيرين كانت مؤلمة جداً، وهي ناجمة عن الرؤية الأمريكية المتغطرسة للمنطقة، وخصوصاً أن أمريكا تنظر إلى المنطقة برؤيتها، وليس من منظور شعوب هذه المنطقة، وشدّد على أن عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني كانت انتهاكاً أمريكياً لسيادة العراق، مضيفاً: إن سليماني كان قوة مؤثّرة في مكافحة “داعش”، ولم يفرح لاغتياله سوى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتنظيم “داعش” الإرهابي.
وفيما يخص قرار الترويكا الأوروبية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بتفعيل آلية فض النزاع في الاتفاق النووي، أكد ظريف أن إنقاذ الاتفاق النووي رهن بالإجراءات التي يجب أن تتخذها أوروبا، وأضاف: إن الأمر الجيد في الاتفاق النووي هو أنه كان يقوم على الثقة، لذلك لدينا آليات يمكن تفعيلها في حالة نقض بنود الاتفاق، واستندت إلى عدم الثقة التي كانت قائمة بين إيران وأمريكا، وهذه الآليات نصّت عليها المادتان 36 و37 في الاتفاق النووي”، موضحاً أن الاتحاد الأوروبي لم ينفّذ وعوده، بل ونكث أيضاً بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
في سياق متصل، أكد مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي أن إيران تصرفت حيال الاتفاق النووي كما فعل الأوروبيون تماماً، هم أبقوا عليه، لكنهم لم يفوا بالتزاماتهم، ونحن بدورنا ملتزمون به، ولكننا لا نفي بتعهداتنا تجاهه، مشيراً إلى أن نقاشات إيران مع الأطراف الأخرى بالاتفاق كانت تدور حول خروج أمريكا منه وعدم التزامها بتعهداتها، إضافة إلى منع الدول الأخرى من الوفاء بالتزاماتها.
وبشأن تفعيل الترويكا الأوروبية آلية فض النزاع ضمن الاتفاق النووي، قال واعظي: ما أعلنه الأوروبيون مجرد دعاية وليس له أي أساس، ويبدو أنه من موقع ضعف وانفعال.
دولياً، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تفعيل الترويكا الأوروبية لآلية فض النزاع ضمن الاتفاق النووي مع إيران يقلل من فرص الحفاظ على خطة العمل الشاملة، ويهدد بانهيار هذا الاتفاق، وأوضح أن محاولة الثلاثي الأوروبي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) تفعيل آلية فض النزاع وفقاً للفقرة 36 من الاتفاق النووي الإيراني تعد خطوة غير بنّاءة تخفض بشكل حاد من إمكانية الحفاظ على الاتفاق، وأضاف: “إن هذا القرار يثير قلقاً كبيراً”، مضيفاً: خلافاً لتصريحاتنا الداعية إلى الحفاظ على الاتفاق النووي وتخفيض التوتر، نحن نوضّح خلال اتصالاتنا مع الأوروبيين أننا نعتبر أن سعيهم لتفعيل هذه الآلية غير بنّاء ولا سند قانونياً لذلك، ولا أساس سياسياً.
من جهة ثانية، وفي موضوع الطائرة الأوكرانية المنكوبة، أعلن رئيس المحكمة الجنائية في طهران القاضي محمد شهرياري أنه تم تحديد هوية أغلبية ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي سقطت قرب طهران الأسبوع الماضي، وقال: تم تحديد هوية 9 ضحايا من أفراد طاقم الطائرة، وهم طيار ومساعداه ومضيفان وأربع مضيفات، كما تم تحديد هوية 145 جثة من ضحايا الطائرة ليصل المجموع الإجمالي إلى 154 جثة تم تحديد هوياتهم بينهم 4 أفراد من أسرة سويدية.
وأضاف: تحديد هويات جميع الضحايا اكتمل تقريباً، وسيتم تحديد الضحايا الآخرين بحلول نهاية هذا اليوم، مشيراً إلى أنه تم تسليم جثث 70 شخصاً من ضحايا الطائرة إلى أسرهم، وما زالت العملية مستمرة.
في حين أعلن المساعد التنسيقي لرئيس هيئة الأركان الإيرانية العميد علي عبد اللهي أنه يجري حالياً التحقيق في احتمال استخدام الحرب الالكترونية في حادث سقوط الطائرة الأوكرانية، مشدداً على أنه في الوقت الحاضر لا توجد أي مشكلة في مجال الأمن الجوي الإيراني.
وفيما يتعلق بالفيديو الذي يصوّر لحظة إصابة الطائرة المنكوبة بصاروخ قال عبد اللهي: هذا الموضوع له بعد مخابراتي يجب أن تحقق فيه الأجهزة الاستخباراتية، ولكن في المراجعة الفنية لا يمكن توثيق العديد من الأفلام ومسائل الفضاء الافتراضي، لأنه من الممكن أن تكون هذه الأفلام مزيفة.