دمشق وموسكو: واشنطن تحاول الحفاظ على بؤر التوتر لمواصلة نهب الموارد الطبيعية في سـوريـة
جدّدت سورية وروسيا إدانتهما الممارسات التصعيدية للولايات المتحدة والهجمات التي تشنها قواتها في المنطقة، ومحاولاتها المستمرة الحفاظ على بؤر التوتر في سورية لتبرير وجود قواتها اللاشرعي في أراضيها، ومواصلة نهب مواردها الطبيعية لأطول فترة ممكنة، فيما شدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية حتى القضاء عليه بشكل نهائي، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها.
وأشارت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين، في بيان مشترك، إلى أن “الجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية تدينان الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وتطالبان واشنطن بالامتثال لمبادئ الأمم المتحدة”، ولفت البيان إلى أن “الولايات المتحدة تحاول بأي وسيلة كانت الحفاظ على بؤر التوتر في سورية لتبرير وجود قواتها فيها ومواصلة نهب الموارد الطبيعية في البلاد لأطول فترة ممكنة دون عقاب”، وأوضح البيان أن “انسحاب الوحدات العسكرية الأمريكية سيساهم بلا شك بتقليل التوترات في المنطقة”، محذّراً من “العواقب الوخيمة لإجراءات الولايات المتحدة في سورية لجهة تفاقم الوضع المتردي جدا في مخيمي الركبان والهول”.
وتحتجز قوات الاحتلال الأمريكية في منطقة التنف آلاف المدنيين، وتؤمّن الغطاء والدعم لمجموعات إرهابية تنتشر في مخيم الركبان تعمل على ابتزاز المهجرين والسيطرة على معظم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المخيم، ما يفاقم الأوضاع الكارثية للمدنيين ويهدّد حياة الكثيرين منهم، وخاصة الأطفال.
وطالب البيان الولايات المتحدة “بالكف عن ممارسة تأثير مزعزع للاستقرار على الوضع في منطقة الشرق الأوسط والامتثال الصارم لمبدأ احترام سيادة الدول ومبادئ الأمم المتحدة”.
إلى ذلك، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية حتى القضاء عليه بشكل نهائي والتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها لافروف أمام طلاب معهد العلاقات الدولية في أوزبكستان تطرقت إلى الأوضاع في دول المنطقة، واعتبر في كلمته أن “استعادة الدولة” في ليبيا مازالت بعيدة المنال، وأضاف: “إن التصرفات المتهورة للولايات المتحدة في المنطقة أدت إلى عواقب وخيمة حيث تم تدمير العراق وليبيا وما زال مفهوم استعادة الدولة في ليبيا بعيد المنال”.
وفي أنقرة، أكد الجنرال التركي المتقاعد أحمد ياووز أن الحوار المباشر مع الدولة السورية هو الوسيلة الوحيدة لحل كل مشاكل تركيا في سورية، وفي مقدمتها التخلص من إرهابيي “جبهة النصرة” في إدلب، وقال، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، “إنه كلما تأخر الحوار بين دمشق وأنقرة ستحاول أطراف عديدة ومنها أمريكا ودول خليجية الاستفادة من الوضع الناتج عن الخلافات المستمرة بين الدولتين”، وشدد على أن نظام رجب طيب أردوغان يدعي حرصه على سيادة ووحدة سورية الجغرافية والسياسية ولكنه يتصرّف عكس ذلك.
وفي براغ، أكدت النائب في البرلمان الأوروبي عن جمهورية التشيك كاترجينا كونيتشنا أن صمت الاتحاد الأوروبي إزاء القوى المحتلة لأراض سورية يجعله لاعباً دولياً ضعيفاً، مشبهة الاتحاد في هذه الحالة “كمن يدفن رأسه في الرمل”.
وفي مقال نشرته بموقع ارغومينت الإلكتروني، أشارت كونيتشنا في هذا السياق إلى عدوان النظام التركي على الأراضي السورية واحتلاله أجزاء منها، وإلى الممارسات الأمريكية العدوانية بحق شعوب المنطقة، وأضافت: إن الاتحاد الأوروبي “يجعل من نفسه بصمته حيال تلك الممارسات لاعباً دولياً ضعيفاً، في الوقت الذي يحاول فيه زيادة قوته على الساحة الدولية”، واعتبرت أن “القطار قد فات الاتحاد” في العديد من القضايا الرئيسية وبالتالي لم يعد بإمكانه اللحاق بها ولذلك يتوجب عليه التعلم من الأخطاء التي ارتكبها وإصلاح نفسه.
وشددت على أن تركيا بزعامة نظام رجب طيب أردوغان ليست دولة حليفة للاتحاد الأوروبي، موضحة أن هذا النظام لا يتورع عن القيام بخطوات تتوجه ضد مصالح الاتحاد، وأضافت: “إن تركيا لا يمكن أن تكون دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولا يمكن القبول باستمرار احتلالها لقسم من أراضي قبرص”.