الشورى الإيراني ينذر الترويكا الأوروبية بخفض مستوى العلاقات
حذّر مجلس الشورى الإسلامي في إيران الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، من تنفيذ “آلية فض النزاع” في الاتفاق النووي، مؤكداً أن طهران ستدافع عن مصالحها، وتخفّض مستوى علاقاتها مع هذه الدول إن لم تكف عن ممارساتها العدائية ضد الجمهورية الإسلامية.
وجاء في بيان لأعضاء مجلس الشورى وقّعوه أمس: إن تنفيذ الدول الأوروبية آلية فض النزاع دليل على إذلال أمريكا لتلك الدول، حيث أثبتت أن مشكلتها ليست مع إيران، بل بتبعيتهم المذّلة للولايات المتحدة، وأشار إلى أن أحداث الأيام الأخيرة كانت جزءاً بسيطاً من إرهاب الحكومات ضد الشعب الإيراني، لافتاً إلى أن اغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني بصواريخ أمريكية قرب مطار بغداد في الـ3 من الشهر الجاري أثبت ذلك، وما يضمرونه من عداء لهذا الشعب.
وفي السياق أكد رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني عزم طهران اتخاذ قرارات جدية بشأن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال نفذت دول الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تدابير غير عادلة في استخدامها المادة 37 لاتفاق آلية فض النزاع، وقال: إن المشكلة ليست في تصرفات إيران، وإنما في سلوك الولايات المتحدة، التي انتقدتم مرات عدة خروجها من الاتفاق النووي، وتهديداتها التي تجبر دولاً أوروبية قوية على إتباع نهج غير لائق وغير عادل، موضحاً أن أحد وزراء الدول الأوروبية أعلن صراحة أن واشنطن هددتهم بأنه في حال عدم تنفيذ آلية فض النزاع، فإن رسوم استيراد السيارات عليهم ستزيد بمقدار 25 بالمئة.
وبيّن لاريجاني أن إيران ليست من دعاة التهديد، وقد تأنت كثيراً رغبة منها بالحفاظ على الاتفاق، فيما أوروبا تكتفي بإصدار البيانات السياسية، والولايات المتحدة تواصل أعمالها العدائية ضدنا.
وأضاف: نعلنها صراحة إذا اتخذت أوروبا إجراءات غير عادلة في استخدامها المادة 37 لاتفاق آلية فض النزاع فإن الجمهورية الاسلامية ستتخذ قرارات جادة في تعاونها مع الوكالة الذرية، وأن لائحتها جاهزة في المجلس.
كما ندد نائب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى، النائب محمد جواد نوبندكاني، بسياسات البلدان الأوروبية وعدّها بأنها باتت جزءاً من مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهض لإيران عبر تفعيل “آلية فض النزاع”، وقال: “إن خطوة الترويكا الأوروبية الأخيرة في تفعيل آلية فض النزاع ضد إيران، والتي التزمت بجميع تعهداتها في الاتفاق النووي بإقرار مسؤولي الاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمين العام للأمم المتحدة، تشير إلى كذبها أثناء المفاوضات وما بعدها، وهذا الموضوع سيبقى حياً في ضمائر الشعب الإيراني، ويؤكد أنها جزء من مشروع ترامب المعادي لإيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال الأسبوع الماضي: إن الدول الأوروبية الثلاث استسلمت أمام أمريكا فيما يخص الاتفاق النووي، مؤكداً أن تفعيل آلية فض النزاع ضمن الاتفاق لا أساس قانونياً له، وخطأ استراتيجي سياسي.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مجدداً التزامهما بالاتفاق النووي الموقّع مع إيران، وأشارت متحدثة باسم الحكومة البريطانية في بيان إلى أنه فيما يتعلق بإيران فقد اتفق جونسون وماكرون بعد لقائهما على هامش المؤتمر الدولي حول ليبيا في برلين على أهمية عدم التصعيد، والعمل مع الشركاء الدوليين لإيجاد حل دبلوماسي لمواجهة التوتر الحالي.
وكانت إيران ومجموعة “5+1” توصلت في الـ 14 من تموز عام 2015 إلى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في الثامن من أيار عام 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالقرار رقم 2231.
في الأثناء، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أن اغتيال الفريق قاسم سليماني كان خطأ استراتيجياً ارتكبته أمريكا أدى إلى إيجاد منعطف كبير في غرب آسيا والخليج وله تداعيات جيوسياسية مؤثرة، وأشار، خلال ندوة عقدت في كلية العلاقات الدولية في وزارة الخارجية الإيرانية، إلى أن عملية الاغتيال والرد الصاروخي الإيراني زادا من قوة محور المقاومة، موضحاً أن مكافحة الجماعات الإرهابية، ومنها “داعش”، في المنطقة ستستمر من قبل هذا المحور رغم كل التحديات.
من جهته انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قرار الرئيس الفرنسي إرسال حاملة طائرات إلى منطقة الخليج، وقال في تغريدة على موقع تويتر: إن تواجدكم العسكري في الخليج خطأ كبير، فيما أعلنت البحرية الإيرانية أنها أوقفت ثلاثة قوارب صيد كويتية غير مصرح بها في مياه الخليج.
ونقلت العلاقات العامة للمنطقة البحرية الثالثة لحرس الثورة الإسلامية الإيراني عن الأدميرال علي رضا أحمدي قوله: إن هذه القوارب أوقفت في ميناء ماهشهر بعد أن دخلت المياه الإيرانية بشكل غير مشروع، وأضاف: تم رصد هذه القوارب وتوقيفها من قبل مجموعة المنطقة البحرية الثالثة التابعة لحرس الثورة قرب منطقة منصات نفطية، موضحاً أنه تمّ اعتقال 9 أشخاص في هذه القوارب، وتسليمهم إلى السلطات القضائية.