الصين: الحفاظ على سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية
جددت الصين تأكيدها، أمس، أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، فيما أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية بياناً حول نتائج اجتماعات مؤتمر برلين للتسوية الليبية، قال فيه: “إن مؤتمر برلين يقضي على الأطماع التركية في ليبيا والمنطقة، ورفض أية تدخلات أو حلول عسكرية للأزمة الليبية بما يحقق مصالح الشعب الليبي ووحدة واستقرار الأراضي الليبية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في مؤتمر صحفي: “إن بكين حافظت دائماً على موقف موضوعي ونزيه بشأن قضية ليبيا، وتمسكت بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية”، ولفت إلى أن بكين أصرت على دفع عجلة التسوية السياسية لقضية ليبيا برعاية الأمم المتحدة، مشدداً على أن بلاده مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز تنفيذ نتائج قمة برلين وتقديم مساهمة إيجابية في استعادة السلام والاستقرار والتنمية في ليبيا.
وكان عقد في العاصمة الألمانية برلين الأحد مؤتمر يهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار والتمهيد لإطلاق عملية سلام في ليبيا، أكد المشاركون فيه ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وأن حل الأزمة فيه يكون عبر عملية سياسية شاملة.
وزاد من تأزم الأوضاع في ليبيا مؤخراً وصول مجموعات من الإرهابيين المرتزقة الذين أرسلهم النظام التركي من شمال سورية إلى ليبيا.
وفي بروكسل، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ضرورة العمل على تعزيز وقف إطلاق النار في ليبيا والتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها، وأوضح أن الاتحاد يبحث كل الخيارات لدعم وقف رسمي لإطلاق النار في ليبيا إذا تم إبرام اتفاق نهائي بهذا الشأن، مشيراً إلى أهمية تعزيز مراقبة حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا براً وبحراً وجواً، ولفت إلى وجود مقترح حول إرسال فريق يتضمن بعثة بقيادة عسكرية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في ليبيا.
وأشار بوريل إلى ضرورة استئناف العملية البحرية التي كان الاتحاد الأوروبي ينفّذها منذ عام 2015 في مياه ليبيا لإنقاذ المهاجرين ومكافحة تهريب البشر والأسلحة وتدريب أفراد خفر السواحل الليبية والتي توقفت الربيع الماضي.
وعبّرت الجزائر عن استعدادها لتنظيم حوار بين الأطراف الليبية لإيجاد حل للأزمة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الرئيس عبد المجيد تبون، والذي أضاف: “إننا مطالبون بوضع خارطة طريق واضحة المعالم وملزمة للطرفين، تشمل تثبيت الهدنة، والكف عن تزويد الأطراف الليبية بالسلاح لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة كلها”.
ودعا الرئيس الجزائري أطراف النزاع إلى “طاولة المفاوضات لحل الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية لتفادي الانزلاق نحو المجهول”، مشيراً إلى أن “أمن ليبيا هو امتداد لأمننا، وأفضل طريقة لصون أمننا القومي هو التعامل والتكاتف مع جيراننا لمواجهة الإرهاب والتطرف”.
وشارك في مؤتمر برلين 11 دولة و3 منظمات دولية وإقليمية، بالإضافة إلى المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
إلى ذلك أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن “تركيا مازالت تعوّل على جماعة الإخوان في إحياء مشروعها الامبراطوري التوسعي في الشرق الأوسط، فبعد أن فشلت تركيا في استخدام الطابور الخامس من الإخوان في مصر من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد للسيطرة عليها، وجدت ضالتها المنشودة في جماعة الوفاق الليبية المنحلة، التي هي مزيج من الإخوان والدواعش والقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية”، وأضاف: “أهداف تركيا من وراء إشعال الأزمة في ليبيا، وإعادة تنظيم داعش الإرهابي هناك، تتلخص في: إحياء الامبراطورية العثمانية التي تسيطر على الشرق الأوسط، وأن يتوج أردوغان سلطاناً عليها”، وتابع: “كما تهدف تركيا إلى تهديد دول أوروبا بإرسال المزيد من الإرهابيين، من خلال تأصيل وجود تنظيم داعش على البحر المتوسط، حيث تسعى لاستخدام التنظيم كأحد أدواتها ضد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال، وقبلها اليونان وقبرص، وهو أمر ليس بالجديد على القيادة التركية”. وأضاف مرصد الإفتاء: “صرّح أردوغان من قبل بأنه قادر على فتح بوابات الوصول إلى أوروبا أمام اللاجئين والإرهابيين لإغراق أوروبا، وربما إحراقها بنيران الإرهاب”، ودعا إلى الوقوف بحزم أمام هذه المخططات الشيطانية التي تغذي الإرهاب، وتنشر الفساد في الأرض، والتصدي للأطماع التركية اللامحدودة التي تنذر بالتصعيد الإقليمي، وإدخال المنطقة في صراعات مريرة وموجة جديدة من الفوضى والعنف والإرهاب.