دراسة تحذر من مخاطر أبخرة الوقود في تطوّر أمراض السرطان
دمشق – فداء شاهين
حذّر الباحث في هيئة الطاقة الذرية الدكتور عدنان اختيار من مخاطر أبخرة الوقود التي يتعرض لها عمال محطات المحروقات لأنها مواد مسرطنة حسب منظمة الصحة العالمية وتؤثر في الخلايا الظهارية التي تكون أكثر عرضة للتأثر بالمواد البترولية الناتجة عن مشتقات النفط.
وبيّن اختيار لـ”البعث” أنه تمّت دراسة هذه الآثار مع تركيز العناصر التي تخرج من محطات الوقود، وكذلك دراسة الآثار الوراثية على الغشاء المخاطي للفم وعلى الخلايا اللمفاوية الدموية، حيث تمت ملاحظة زيادة كبيرة بنسبة التخربات الوراثية التي قد تكون منبّهاً لتطور أمراض كالسرطان لاحقاً، علماً أن أكثر من 90% من أمراض السرطان تظهر في الأنسجة الظهارية.
وأوضح اختيار أن البنزين يتبخر بسهولة في البلاد الحارة والاستوائية بالمقارنة مع البلاد الباردة والمعتدلة، وبالتالي يكون عمال محطات الوقود عرضة للأبخرة حيث يقومون بتعبئة الوقود للسيارات من دون ارتداء أي أجهزة واقية أو التشجيع على الخدمة الذاتية.
وأشار اختيار إلى أنه تم تقييم متوسط تركيز أكاسيد النتروجين (NOX) والمركبات العضوية الطيارة (VOCS) والهيدروكربونات العطرية، “العطرية” في 3 محطات وقود في مدينة دمشق وريفها كان متوسط تركيز أكاسيد النتروجين في محطات الوقود المدروسة ضمن الحدود المسموح بها في المواصفات القياسية السورية، أما متوسط تركيز المركبات العضوية الطيارة (VOCS) فقد تجاوز الحد المسموح به “50 جزء في المليون” في محطتي المزة وبرزة، وكان أقل من ذلك في ضوء القمر، أما متوسط تركيز العوالق التنفسية “أقل من 10 ميكرونات” في الهواء الجوي لمحطة ضوء القمر فكان أقل منه في محطتي برزة والمزة، أما تركيز العناصر “Pb، Zn، Cd وCu نانوغرام/م3” الممتزة على العوالق التنفسية في محطات الوقود المدروسة فكان ضمن الحدود المسموح بها حسب المواصفات القياسية السورية.
ولفت اختيار إلى الحل المتمثل بضرورة تزويد مضخات البنزين بساحبات هواء ومراقبة العاملين، حتى لا تخرج الغازات التي تؤدّي إلى تلوث الهواء الذي يستنشقه، كما يجب دراسة موقع المحطات وأن تكون في مناطق مهواة بشكل جيد.