منتخبنا الأولمبي حقق المطلوب آسيوياً.. ودروس تنتظر اتحاد الكرة ..للاستفادة !!
لم يكن خروج منتخبنا الأولمبي من ربع نهائي كأس آسيا مفاجئاً بالنظر إلى أننا نسير كروياً دون خطة أو استراتيجية، صحيح أن طموحنا أكبر من ربع النهائي، لكن واقع حالنا لا يؤهلنا لنكون في الصف الأول آسيوياً، فالتعويل على “القتالية” والمهارات الفردية يمكن أن يفيد في مباراة، لكنه بالتأكيد لن يحمل معه النجاحات على المدى الطويل.
الفشل في بلوغ الاولمبياد سيجبرنا مرة أخرى على تأجيل أحلامنا في مشاهدة أحد منتخباتنا يصل للعالمية، لكنه أيضاً سيعطينا مجموعة من النقاط التي يجب علينا أن نبني عليها علّنا نستفيد هذه المرة من تجربتنا.
تحت الضغط
ربما تكون إحدى ميزات لاعبينا في مختلف الفئات أنهم يمتلكون القدرة على اللعب تحت الضغط مع ارتقاء مستواهم عند ملاقاة الفرق الأفضل فنياً، وبمقدار ما تكون هذه النقطة ميزة في بعض المباريات، بمقدار ما تكون نقمة في أخرى، وهو الأمر الذي ظهر في لقاءي قطر والسعودية. فالأداء الأفضل لمنتخبنا كان في مبارتي اليابان واستراليا رغم الفوارق الكبيرة، فيما كانت المباراة الأسوأ ضد السعودية التي دخلها لاعبونا مرتاحين نفسياً وبخيارات متعددة، طبعاً نتيجة المباراة كانت مؤثرة بشكل كبير في طريق البطولة برمته.
طبعاً هذه الخصلة تعود لطريقة تنشئة لاعبينا التي لا تعطي الجانب النفسي أي اعتبار، ليكون الفكر القائم على شحن الهمم والمعنويات هو الوسيلة الوحيدة قبل أية بطولة أو استحقاق، وهذا أمر وجبت معالجته في تكوين مدربينا قبل لاعبينا.
عقدة المدرب
البطولة ونتائجها أعطت دليلاً جديداً على أن مدربنا الوطني يمتلك القدرة على تحقيق أفضل النتائج بغض النظر عن النقد غير المنطقي، فالفوز على اليابان مر مرور الكرام عند من يعاني من عقدة المدرب الأجنبي، وفي ذلك إجحاف كبير بحق مدربنا الحكيم الذي لعب على قدر إمكانياتنا ولم يستسلم لصعوبة المجموعة، أو للظروف المعاكسة التي زادت من تأزم الموقف.
وما قيل عن الحكيم والمنتخب الأولمبي ينطبق على منتخب الرجال ومدربه الإبراهيم اللذين عملا ونجحا رغم أن ما يقدم لهما لا يقارن بما قدم للمدرب الأجنبي سابقاً، وتحمّلا مرارة الانتقادات والتجريح، وعدم التقدير الذي جاء أحياناً من الوسط الكروي. ولكي نكون منطقيين فإن حلم الاولمبياد لم يتحقق، لكن مدرب المنتخب لا يتحمّل المسؤولية، وعلى من يريد تحميله الفشل أن يبحث عن أسباب أخرى.
أساس المشكلة
التعمق بحال كرتنا يجبرنا على العودة لأساس المشكلة المتمثّلة بالفئات العمرية التي تعاني منذ سنوات من نقص الاهتمام، وعدم الالتفات لاحتياجاتها، فالمنتخب الأولمبي يعد حصيلة عمل منتخبي الناشئين والشباب، ومنهما يجب أن تخرج اللبنة الأساسية لتشكيله.
لكن الذي حصل كان معاكساً للتكوين الصحيح، فمنتخبا الشباب والناشئين غابا عن النهائيات الآسيوية في السنوات الأخيرة، ولم يتركا أية بصمة تذكر، ونتائجهما كانت كارثية، لكن ذلك لم يغير من طريقة عمل الاتحادات المتعاقبة التي أصرت على معاملة مسابقات الفئات العمرية على أنها من الكماليات.
وعلى اعتبار أننا أمام اتحاد جديد فالأمل أن نرى استراتيجية متكاملة لاستعادة هذه الفئات لنجاحها الذي كان، وفي أسرع وقت ممكن.
نجوم للمستقبل
ختاماً مشاركة الأولمبي وإن كانت لم ترو ظمأ جماهيرنا المتعطشة للإنجاز، لكنها أظهرت مجموعة من الأسماء التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب، فالأرناؤوط والبري وأمين والحلاق حجزوا مكاناً لهم مع منتخب الرجال في قادم مباريات التصفيات المونديالية، وكل ما يتوجب على القائمين على المنتخب زجهم في التوقيت الصحيح لاكتساب الثقة، فما يمتلكونه من قدرات لا ينقصه سوى التوظيف الصحيح، وكلنا ثقة أنه سيحصل في قادم الأيام.
مؤيد البش