34 أسقفاً يدعون حكومات بلدانهم إلى الاعتراف بدولة فلسطين
تصعّد قوات الاحتلال اعتداءاتها بحق الفلسطينيين بقصد تهجيرهم والتضييق عليهم، ولا سيّما في القدس المحتلة، حيث أبعدت، أمس، عدداً من المقدسيين عن المسجد الأقصى المبارك، بينهم الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإٍسلامية العليا وخطيب المسجد لمدة أسبوع، بتهمة “التحريض من خلال خطب الجمع وتعريض المواطنين للخطر”، ولفت صبري أن الاحتلال حقق معه وأبعده أكثر من 10 مرات عن الأقصى لفترات متفاوتة.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة عصيدة في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وأطلقت قنابل الغاز السام صوب الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في القدس المحتلة والخليل وبيت لحم ورام الله وقلقيلية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 18 منهم.
وللمرة الـ 173، هدمت قوات الاحتلال قرية العراقيب الواقعة في منطقة النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إذ اقتحمت القرية بعدد من الجرافات، وهدمت منازل الفلسطينيين وخيمهم، وشرّدت عائلاتهم.
وردّاً على جرائم الاحتلال المتكرّرة، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية صمت المجتمع الدولي الذي يشجّع سلطات الاحتلال على التمادي في مخططاتها الاستعمارية في قطاع غزة المحاصر، مطالبةً بتوثيق جريمة إغراق الأراضي الزراعية بالمياه التي ترتقي لمستوى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وأوضحت الخارجية أن إقدام سلطات الاحتلال بشكل متعمّد على فتح سدود مياه الأمطار مجدداً، وللمرة الثالثة في غضون عشرة أيام، لإغراق الأراضي الزراعية ورشّها بالمبيدات الضارة في قطاع غزة جزء لا يتجزأ من عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني، ويأتي ضمن مخططات الاحتلال لإحكام حصاره على القطاع وإغلاقه بشكل كامل في انتهاك سافر للقوانين الدولية.
ودعت الخارجية المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى رفع هذه الجريمة إلى المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين وفق القانون الدولي وميثاق روما.
في سياق آخر، دعا 34 أسقفاً كاثوليكياً من مجموعة “التنسيق مع الأرض المقدسة” التي تضم أساقفة من عدّة كنائس في أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب إفريقيا حكومات بلدانهم إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
وفي بيان أصدره الأساقفة في ختام زيارتهم مدينتي رام الله والقدس المحتلة أشادوا بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، مؤكدين أهمية تطبيق القانون الدولي والحاجة إلى “اتباع خطا الكرسي الرسولي في الاعتراف بدولة فلسطين”، وضرورة وقف انتهاكات حقوق الإنسان، ورفض دعم المستوطنات.
وأوضح راعي الكنيسة اللاتينية المضيفة في رام الله جمال خضر أن اختيار الأساقفة لمدينة رام الله مقراً لإقامتهم أتاح لهم فرصة لقاء الفلسطينيين، والوقوف على معاناتهم تحت الاحتلال، مشيراً إلى أن الأساقفة تأثروا بزيارتهم إلى جمعية وكنيسة “أخوات كومبوني التبشيرية” في أطراف القدس المحتلة، وشاهدوا المعاناة التي يسببها جدار الفصل العنصري للفلسطينيين، حيث يقسم الدير إلى نصفين، ويقسم الجمعية، ويمنع الوصول إلى المدرسة ودار الحضانة التي تعد جزءاً من مهمتهم.
من جهته، قال كمال شمشوم من دير اللاتين في رام الله: “إن الأساقفة أخذوا فكرة جيدة عن الوضع، وأصدروا بياناً قوياً.. نحن نرحّب بهذه الزيارات، لكننا لا نريد تعاطفاً فحسب، بل نريد أفعالاً على الأرض”.