قبرص: النظام التركي يمارس القرصنة
جدّد الاتحاد الأوروبي تحذيره للنظام التركي من أي أعمال غير مشروعة للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وخصوصاً في المياه القبرصية، فيما أكدت قبرص أن النظام التركي يمارس القرصنة، ويصر على انتهاك الشرعية الدولية بإعلانه عن خطط جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، وخصوصاً في المياه الإقليمية القبرصية.
وقالت الرئاسة القبرصية في بيان: إن تركيا تحوّلت إلى دولة تمارس القرصنة في شرق المتوسط، وتصر على السير في طريق انتهاك الشرعية الدولية، الذي اختارته، وتجاهلت دعوات المجتمع الدولي على نحو متكرر، وخصوصاً نداءات الاتحاد الأوروبي، لإنهاء أنشطتها غير القانونية ضمن المياه القبرصية.
وسجّل آخر توغل في المياه القبرصية في الرقعة رقم 8، التي منحت قبرص رخص عمل فيها لشركتي الطاقة “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية، وفق مكتب الرئاسة.
ورفض رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تحذيرات الاتحاد الأوروبي المتكررة، وأعلن في خطوة استفزازية نيته إجراء أعمال تنقيب عن الغاز في البحر، الأمر الذي احتجت عليه قبرص، موضحة أن بعض أعمال التنقيب هذه تندرج ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان نشر على موقع الاتحاد الأوروبي على الانترنت، قبيل بدء المؤتمر الدولي في برلين لإحلال السلام في ليبيا، “إن على كل أعضاء المجتمع الدولي الامتناع عن أي عمل قد يمس بالاستقرار والأمن الإقليميين”، معتبراً أن نية النظام التركي إطلاق أعمال جديدة للتنقيب في المنطقة تؤثّر على هذا الاستقرار.
وأرسل النظام التركي العام الماضي سفينتي تنقيب لاستكشاف النفط والغاز قبالة قبرص، وهو ما دفع قادة الاتحاد الأوروبي إلى تحذير أردوغان من فرض عقوبات “محدّدة ومناسبة” على الأشخاص أو الكيانات المسؤولة عن أعمال التنقيب عن المحروقات غير المرخّصة في شرق المتوسط أو الضالعين في مثل هذه الأعمال.
ويتم وضع قائمة بالأسماء قد تطرح على طاولة البحث خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين اليوم في بروكسل، وستكون العقوبات على شكل منع من دخول أراضي الاتحاد الأوروبي وتجميد الأرصدة، كما سيحظر إقراض أموال للأشخاص والكيانات المدرجة على اللائحة.
وينوي النظام التركي، والمهدّد بعقوبات أوروبية بسبب أنشطة التنقيب التي يجريها قبالة قبرص، الاستناد إلى اتفاق مثير للجدل مبرم مع حكومة الوفاق حول ترسيم الحدود البحرية لتأكيد حقه في التنقيب عن المحروقات.
وأثار الاتفاق قلق اليونان، التي نددت باستمرار الانتهاك التركي للمياه الدولية في المتوسط، وتسعى الحكومة اليونانية إلى ترسيخ علاقاتها مع الرجل النافذ في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر، الذي استقبلته الجمعة.