الاحتلال يدمّر محاصيل غزة الزراعية بمواد كيميائية سامة
جددت قوات الاحتلال، أمس، استهداف المزارعين الفلسطينيين شرق قطاع غزة المحاصر، وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق حيي الزيتون والشجاعية شرق القطاع، ما اضطرهم إلى مغادرة أراضيهم، فيما وقف المزارع الفلسطيني زهير البسيوني من بيت حانون شمال قطاع غزة مصدوماً، وهو يتفقد أراضيه، بعد أن رشها طيران الاحتلال بمواد كيميائية سامة، مدمراً المحاصيل الزراعية فيها، وتمّ ذلك بالتزامن مع فتح الاحتلال سدود مياه الأمطار، ما تسبب بإغراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في المنطقة وخسائر جسيمة للمزارعين.
ويقول البسيوني: “الاحتلال يتعمّد تدمير محاصيلنا الزراعية، وهو يتبع سياسة الأرض المحروقة، وعملية الرش تسببت في تدمير مزرعتي، التي تبلغ مساحتها 35 دونماً والمزروعة بالخضار والحبوب”، وأشار إلى أن رذاذ المبيدات الكيميائية التي ترشها طائرات الاحتلال عدة مرات في العام تصل إلى عمق 1200 متر شرق القطاع، ما يؤدي إلى تدمير المزروعات والبيئة والمياه والحيوانات، التي نفق الكثير منها خلال الأيام الماضية لتناولها الأعشاب التي تعرّضت لعملية الرش بمواد كيميائية من قبل الاحتلال، فيما أوضح المزارع صابر الزعانين أن جريمة الاحتلال برش المزروعات على الأراضي شرقي وشمالي قطاع غزة بطول 50 كيلومتراً وبعمق مئات الأمتار تهدف لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشيراً إلى أن عمليات الرش طالت أكثر من 23 ألف دونم من بيت حانون شمالاً حتى رفح جنوباً.
ويقول المزارع توفيق حمد: إن الاحتلال فتح السدود الموجودة على الأودية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ما تسبب بإتلاف أرضه المزروعة بالبقوليات والقمح والخضار، وجرفت المياه المتدفقة كل شيء في المكان وحاله ينطبق على الكثير من المزارعين الذين خسروا حقولهم التي تعد مصدر قوت عائلاتهم.
الخبير في مجال البيئة توفيق اجميعان بيّن أن رش الاحتلال مواد سامة على المحاصيل الزراعية يعد انتهاكاً سافراً للمواثيق الدولية التي تشدد على المحافظة على الموارد الطبيعية، فيما يقول الباحث الحقوقي حسين حماد: إن رش الاحتلال الإسرائيلي المزروعات بمواد كيمائية وفتح السدود لإغراق الأراضي في قطاع غزة جريمة حرب.
يأتي ذلك فيما طالب مئات الفلسطينيين خلال وقفة تضامنية مع الأسرى الأطفال في معتقلات الاحتلال، أمام مبنى الصليب الأحمر الدولي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، ووقف جرائم الاحتلال بحقهم، والعمل على إطلاق سراحهم.
وذكرت وكالة معاً أن المشاركين في الوقفة التي نظّمها نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال رفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى الأطفال، ورددوا شعارات تندد بجرائم الاحتلال بحقهم، مطالبين المجتمع الدولي بإطلاق سراحهم وتوفير الحماية الدولية لهم.
وطالب أمجد النجار مدير نادي الأسير في مدينة الخليل بضرورة تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للاطلاع عن كثب على الانتهاكات اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الأسرى الأطفال، والعمل على وقفها، ومحاسبة المسؤولين عنها، وأوضح أن اعتقال قوات الاحتلال للأطفال الفلسطينيين خرق فاضح للقوانين والمواثيق الدولية واتفاقية حقوق الطفل، مشيراً إلى أن هناك 220 طفلاً في معتقلات الاحتلال يتعرضون لكل أشكال التعذيب، داعياً اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة تجاه الشعب الفلسطيني وأطفاله.
وفي دمشق، نظّمت لجنة الأسرى والمحررين في الشتات التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقفة تضامنية لدعم الأسرى الفلسطينيين المرضى والمضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على ممارسات الاحتلال العنصرية والتعسفية بحقهم، وذلك أمام مقر مكتب بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وسلّم المشاركون في الوقفة مذكرة لبعثة الصليب الأحمر، طالبوا فيها بوضع حد للسياسات العنصرية والإجراءات التعسفية التي تمارس تجاه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي والمعاملة السيئة والقاسية التي يتعرضون لها والتي وصلت إلى حد تهديد حياة بعضهم.
وطالب المشاركون الصليب الأحمر بتنشيط وتفعيل دوره مع الهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان لتقديم المسؤولين في حكومات الاحتلال إلى محاكم دولية لمحاسبتهم. كما تضمنت المذكرة أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال خلال عام 2019 نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وهم الأسير فارس أحمد بارود وعمر عوني يونس ونصار ماجد طقاطقة وبسام السايح وسامي أبو دياك.
بدوره أكد نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدمشق مارسل تالمن اهتمام اللجنة بوضع الأسرى الفلسطينيين، مشيراً إلى تنسيق اللجنة مع السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي للحد من تفاقم الأوضاع السيئة للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
شارك في الوقفة عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية وهيئات ولجان الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين.
وفيما جدد وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن دعوته الدول الأوروبية إلى الاعتراف بفلسطين كدولة، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة تعيش ضمن حدود آمنة، اقتحم 102 مستوطن المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، في وقت اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في القدس المحتلة والخليل وبيت لحم ورام الله، وداهمت منازل الفلسطينيي، وفتشتها، واعتقلت 12 منهم.