بعد نتنياهو.. غانتس يتعهّد بضم غور الأردن
في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وفي سياق الذهنية الصهيونية القائمة على التوسّع على حساب الأراضي الفلسطينية والعربية، وبعد أشهر من إعلان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عزمه ضم منطقة غور الأردن في الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني الغاصب، أعلن زعيم ما يسمى “أزرق أبيض”، بيني غانتس، أنه سيعمل على ضم الغور لـ”إسرائيل” بعد انتخابات “الكنيست” المقرّرة في 2 آذار، ووصف الغور بأنه “الجدار الدفاعي الشرقي لإسرائيل في أي سيناريو مستقبلي”.
وتأتي تلك التصريحات في محاولة من غانتس لكسب رضى المستوطنين.
وكانت القوى الفلسطينية أجمعت على رفض الإعلان، والذي يتمّ بغطاء من أنظمة التطبيع والمروجين لـ “صفقة القرن”، مؤكدة أن الرد الحازم على سياسة تهويد الأرض واستفحال الخطر الصهيوني يستوجب نبذ كل الرهانات على أوهام “السلام”.
يذكر أن الأمم المتحدة حذّرت رئيس وزراء الاحتلال من عواقب إعلانه، مؤكدة أنه لن يكون لهذه الخطط أساس قانوني دولي، حيث قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: “إن أي قرار تتخذه “إسرائيل” لفرض قوانينها وأحكامها وإدارتها فى الضفة الغربية المحتلة لن يكون له أساس قانوني دولي”، لافتاً إلى أن “موقف الأمين العام للمنظمة الدولية كان دائماً واضحاً وهو أن اتخاذ خطوات أحادية لن يساعد عملية السلام”.
في المقابل، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتيه: “إنّ السلطة الفلسطينية تواجه 4 حروب تشنها “إسرائيل” في آن واحد”، وأضاف: “إنّ هذه الحروب هي حرب جغرافية، من خلال توسيع المستوطنات والضغط الديموغرافي كما هو الحال من خلال هدم منازل الفلسطينيين في مناطق القدس والضفة لإجبارهم على مغادرة تلك المناطق والتضييق عليهم”.
وتابع: “أيضاً الحرب المالية بمصادرة أموال الفلسطينيين في ظروف مختلفة، وحرب على التاريخ والمقامات الإسلامية والمسيحية مثل المسجد الأقصى وقبر يوسف، والمسجد الإبراهيمي”، مشيراً إلى أن “إسرائيل” فرضت روايتها على تاريخ فلسطين المرتبط بهذه المناطق وغيرها”.
إلى ذلك، دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ أورسولا مولر المجتمع الدولي إلى ضمان الالتزام المتواصل بتقديم التمويل الثابت والمستدام للمساعدة في التخفيف من التحديات التي تواجه الفلسطينيين، وقالت في ختام زيارة استمرت ستة أيام للأراضي الفلسطينية المحتلة: “تقتضي الضرورة أن يواصل المجتمع الدولي تقديم الدعم على نحو ثابت ومستدام للوفاء باحتياجات الفلسطينيين وينبغي للدول الأعضاء أن تستمر في دعم تقديم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية”.
ودعت مولر إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، مجدّدةً التأكيد على التزام الأمم المتحدة بالوفاء بالاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء فلسطين.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مدينتي طولكرم وطوباس وبلدتي بورين وزوتا في نابلس ومخيم العروب وبلدتي بيت أمر ودير سامت في الخليل بالضفة الغربية واعتقلت ستة عشر فلسطينياً.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، أول أمس، خمسة عشر فلسطينياً في مناطق متفرقة بالضفة.
كما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
في الأثناء، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أقوى لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، مؤكدة أن رفض الاتحاد الأوروبي إجراءات الاحتلال في الأرض الفلسطينية، وخاصة بمدينة القدس المحتلة، “خطوة خجولة وغير كافية” وتأتي في وقت متأخر.
وأشارت الخارجية في بيان إلى أن استمرار الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني من خلال الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين والاستيلاء على أراضيه وهدم منازله وتصعيد اعتداءاته على المؤسسات التعليمية وتكثيف إقامة الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة جزء لا يتجزأ من ممارسات الاحتلال العدوانية التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وشددت على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة من استعادة أرضه وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.