“الاشتراكي الفنزويلي”: مؤتمر كولومبيا “قمة إرهابيين”
اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن تصريحات وزير خارجية أمريكا، مايك بومبيو حول تغيير السلطة في فنزويلا، يمكن اعتبارها تدخلاً بشؤونها، واعترافاً بـ “حملات لزعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة”، فيما وصف النائب الأول لرئيس الحزب الاشتراكي الفنزويلي الموحّد، ديوسدادو كابييو، حكومتي الولايات المتحدة وكولومبيا بأنهما المروجيْن الرئيسييّن للإرهاب في العالم، مشيراً، خلال المؤتمر الصحفي للحزب, إلى أن المؤتمر الوزاري الثالث للنصف الغربي للكرة الأرضية لمكافحة الإرهاب، والذي يعقد في كولومبيا، هو بحد ذاته “قمّة إرهابيين”، والإرهابيون في القارة الأميركية هم بقيادة ألفارو أوريبي وإيفان دوكي (الرئيس الأسبق والرئيس الحالي في كولومبيا)، وكذلك قادة الولايات المتحدة هم أكبر إرهابيين في العالم.
وأوضح كابييو أن وجود نائب المعارضة خوان غوايدو في تلك القمة لا يمثّل شيئاً بالنسبة لفنزويلا، وأنه موجود هناك لتلقّي الأوامر من وزير الخارجية الأميركي.
في سياق متصل اعتبر حزب الـ “فارك” الكولومبي أن التدريبات العسكرية بين بلاده والولايات المتحدة، والتي بدأت أمس، تشكّل تهديداً للسلام الإقليمي، وأنه “أمر عبثي أن تأتي القيادة الجنوبية للولايات المتحدة إلى كولومبيا للقيام بمناورات عسكرية مشتركة”.
وكان الرئيس الفنزويلي أصدر أمراً لجيش بلاده العام الماضي بإعلان حالة التأهب في الولايات المتاخمة لكولومبيا لمواجهة تهديدات الحكومة الكولومبية بشن عدوان عسكري على فنزويلا، كما أمر بإجراء مناورة عسكرية تحت شعار “السلام والسيادة” وذلك في ولايات زوليا وتاشيرا وأبوري وأمازوناس، التي تقع على الحدود بين فنزويلا وكولومبيا.
وقطعت كراكاس علاقاتها الدبلوماسية مع بوغوتا في شباط الماضي بعد أن اعترفت كولومبيا بزعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو رئيساً انتقالياً.
إلى ذلك، وتمثّلاً بالعبارة الشهيرة “من فمك أدينك”، وفق ما كتبته الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على حسابها في “فيسبوك”, قالت تعليقاً على اعتراف بومبيو المباشر بقيام واشنطن بزعزعة استقرار الوضع في فنزويلا: “هذا هو أيها الزملاء القانون الدولي على طريقة واشنطن.. لقد سمعنا اعترافاً مباشراً من قبل وزير الخارجية الأمريكية بحملات بلاده لزعزعة استقرار الوضع في دول ذات سيادة”، مضيفة: “عبثاً يذهب جهد السفراء الأمريكيين في إقناع الجمهور بسلمية وشرعية الإجراءات الأمريكية لتصدير الحرية”، وأردفت: “قام مايك بومبيو في جملتين بتبرير قاعدة الأدلة في القانون الروسي حول العملاء الأجانب وقانون الإنترنت السيادي وغيرها”، منوّهة إلى أن تصريحات بومبيو أثبتت مرّة أخرى أن الولايات المتحدة لم تتخل إطلاقاً عن أساليب التدخل في شؤون الدول المستقلة, وسياسة تغيير الأنظمة بكل الوسائل والسبل.
وأقر بومبيو في مقابلة مع محطة تلفزيونية كولومبية أمس الأول بتدخل بلاده في الشؤون الداخلية لفنزويلا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل لتغيير السلطة في هذا البلد.
وتابعت زاخاروفا: “سواء عبر القوة الناعمة أم من خلال الاستفزازات والانقلابات يتمّ تحديد ذلك في كل حالة بطرق مختلفة.. وقد استخدمت الولايات المتحدة الديمقراطية لعقود كأداة لتهيئة الوضع السياسي الداخلي المريح لواشنطن في هذه البلدان”.
وتتعرّض فنزويلا لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية، في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد، الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.