للمرة الثانية خلال أسبوعين.. وزير الخارجية العُماني في طهران روحاني لأرياسا: تنمية العلاقات الإيرانية الفنزويلية في المجالات كافة
في ثاني زيارة له خلال أسبوعين إلى طهران، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره العُماني يوسف بن علوي، أمس، حيث بحثا معاً مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما فيها التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، وأكد الطرفان خلال اللقاء “العلاقات الأخوية والممتازة والاستراتيجية بين الجانبين”، كما تبادلا وجهات النظر بشأن آخر التطورات الإقليمية.
وزير الخارجية العُماني زار طهران في 8 كانون الثاني الجاري، وحضر أعمال منتدى طهران الدولي للحوار.
كما التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا، حيث أكد روحاني أن الشعوب المستقلة والمقاومة صامدة أمام الضغوط الأمريكية، وستحقق الانتصار في نهاية الطريق، وتجعل أمريكا تندم على مؤامراتها، مضيفاً: إن الإدارة الأمريكية تحوّلت إلى منفذة لسياسات الكيان الصهيوني في العالم. ووصف الرئيس الإيراني علاقات بلاده مع فنزويلا بأنها إيجابية وودية، مؤكداً ضرورة بذل الجهود لتعزيزها في جميع المجالات، مضيفاً: إن الحظر الأمريكي غير القانوني ضد الشعب الإيراني، والضغوط والمؤامرات ضد الشعب والحكومة الفنزويلية إجراءات يمكن تصنيفها على أنها جرائم ضد البشرية، كما شدّد على وقوف بلاده إلى جانب فنزويلا بكل قوتها، مبدياً الاستعداد لعقد لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في المستقبل القريب، وتابع: إن بلاده على أتم الاستعداد لتنمية العلاقات والتعاون في جميع المجالات مع البلد الصديق فنزويلا.
وبحسب الرئيس الإيراني فإن طهران وكراكاس بإمكانهما تنمية علاقات التعاون الثنائية في جميع المجالات، وخاصة المناجم والطاقة وتشييد محطات الكهرباء والمجالات العلمية والتقنية، كما يتم الاستعداد لانعقاد اللجنة المشتركة للتعاون الثنائي في القريب العاجل.
بدوره، أعرب وزير الخارجية الفنزويلي عن تعازيه وتعاطفه مع الحكومة والشعب الإيراني باستشهاد الفريق قاسم سليماني، وقال: “نحن على اطمئنان أن الشعوب والحكومات المستقلة ستواجه الضغوط ومؤامرات الأعداء، وستدافع عن حقوقها ومصالحها”، وأشار إلى العلاقات الشاملة بين فنزويلا وإيران، مضيفاً: إن انعقاد اجتماعات لجنة التعاون المشتركة بين البلدين سيوسع التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والمجالات الأخرى.
في الأثناء، أعلنت اللجنة الخاصة التابعة لمنظمة الطيران المدني الإيراني أن صاروخين أطلقا على الطائرة الأوكرانية (بوينغ 737) التي تحطمت في إيران في الثامن من الشهر الجاري.
وجاء في التقرير التمهيدي الثاني للجنة حول الحادثة: “إن صاروخين من طراز (ام تور) أطلقا على الطائرة من جهة الشمال وإن التحقيق جار حول كيفية تأثير هذين الصاروخين في وقوع الحادث، وكذلك تحليل هذا الإجراء”.
وأضاف التقرير: إنه وفقاً للمعلومات المستخرجة من الرادار، فإن البيانات المتعلقة بالطائرة وارتفاعها قد اختفت من شاشة الرادار حين بلوغها ارتفاع 8 آلاف و 100 قدم ولم يتم استلام أي رسالة من الطيار بوجود ظروف غير طبيعية.
وذكر التقرير أن الطائرة تجاوزت بعد انخفاض ارتفاعها منطقة سكنية، وكان أول ارتطام لها بعوائق في متنزه، ومن ثم ارتطم الهيكل بالأرض ،وبعد تخطيها ساحة لكرة القدم تناثرت أجزاؤها تماماً، واندلعت النيران فيها، وأشار إلى تضرر الصندوقين الأسودين بسبب الحادث والنيران، موضحاً أن الذاكرة الرئيسية لكلا الجهازين موجودة إلا أن ضرراً لحق بالقطع الرئيسية فيهما، لافتاً إلى أن التحقيقات اعتبرت أن احتمال وقوع الحادث بسبب الأشعة الليزرية أو الالكترومغناطيسية غير وارد.
وقال التقرير: إن إيران قدمت طلباً لمختبرات التحقيق في الحوادث الجوية في فرنسا وأمريكا لإعلامها وتزويدها بالأجهزة اللازمة لفك شفرة الصندوقين، إلا أنهما لم تردا على هذا الطلب لغاية الآن، لكنهما أعلنتا قائمة بالأجهزة اللازمة، حيث تم وضعها تحت تصرف المسؤولين للعمل على شرائها.
وبناء على تقرير شرطة الجوازات في مطار (الإمام الخميني)، فقد كان 146 راكباً يحملون جوازات إيرانية و10 أفغانية و5 كندية و4 سويدية و2 أوكرانية، إضافة إلى طاقم الطائرة الـ 9 الأوكرانيين.
بالتوازي، جدد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أن بلاده سترد على جميع أنواع التهديدات التي تستهدفها وعلى أي مستوى كانت، وقال: “إنه بغية تحقيق الاقتدار لا بد من توفير جميع مقوماته ومنها الاقتصادية والثقافية والعلمية والدفاعية والعسكرية”، مضيفاً: “إن القدرة الدفاعية توفر قدرة المقاومة والصمود أمام مطامع الأعداء، ونصبح في ظل ذلك قادرين على الدفاع عن المصالح الوطنية”.
ورأى حاتمي أنه أمام مؤامرات العدو، فإن طهران أمام خيارين، إما أن تتخلى عن استقلالها، وإما أن تتقدّم في جميع العناصر الباعثة على الاقتدار لصون استقلالها.
واستعرض تاريخ عداء أمريكا للشعب الإيراني، مشيراً إلى المؤامرات الثقافية والاقتصادية وإثارة الأزمات الاجتماعية وفرض إجراءات الحظر وإيجاد الإرهابيين في المنطقة واغتيال الفريق قاسم سليماني، والتي تأتي كلها في سياق محاولة إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من جهة ثانية، وفي إطار الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على الدول الحليفة لها لإرسال قطع حربية إلى الخليج، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها سترسل وحدة لمكافحة القرصنة إلى مضيق هرمز، مضيفة إنها تعتزم توسيع مهام وحدة مكافحة القرصنة العاملة حالياً قبالة السواحل الإفريقية لتشمل المنطقة المحيطة بمضيق هرمز، وأكدت أنه رغم اعتزام كوريا الجنوبية إرسال قوات إلى المنطقة والخليج إلا أنها لن تنضم إلى تحالف قوات دولي.
وقال مسؤول بالوزارة للصحفيين: إن حكومة بلاده قررت توسيع انتشار وحدة تسونجيه العسكرية بشكل مؤقت، نظراً للوضع الراهن في الشرق الأوسط لضمان سلامة مواطنيها وسفنها في المنطقة، وذلك سيكون تحت قيادة الجيش الكوري الجنوبي.
وتتمركز وحدة تسونجيه في خليج عدن منذ عام 2009 للمساعدة في التصدي للقرصنة، وذلك بالشراكة مع دول إفريقية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ووفقاً لتقرير حكومي بكوريا الجنوبية صدر في عام 2018، فإن الوحدة مؤلفة من 302 فرد، وتضم مدمرة وطائرة هليكوبتر لينكس مضادة للغواصات وثلاثة زوارق سريعة.
وأوقفت كوريا الجنوبية، وهي خامس أكبر مستورد للنفط في العالم وأحد أكبر مستوردي النفط الإيراني، استيراد الخام من الجمهورية الإسلامية في أيار بعد إلغاء إعفاءات ترتبط بالعقوبات الأمريكية على طهران.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية قد أكدت أن المهمة البحرية بقيادة أوروبية في مضيق هرمز لاقت دعماً سياسياً من المزيد من الدول، وهم ألمانيا وبلجيكا والدنمارك واليونان وإيطاليا وهولندا والبرتغال فضلاً عن فرنسا.