روحاني للأوروبيين: إذا نقضتم التزاماتكم فعليكم تحمّل التبعات
هدّد وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين بفرض رسوم جمركية “عقابية” على قطاع السيارات الأوروبي، مكرراً تهديدات سابقة لواشنطن بهذا الصدد، فيما جدّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تأكيده أن بلاده لم تكن تسعى لامتلاك الأسلحة النووية، ولا زالت لا تسعى، مشدّداً، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية أمس، على أنه “لو أصبحت علاقتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيئة، فلن نسعى أيضاً لامتلاكها”.
واعتبر روحاني أن الولايات المتحدة “ارتكبت خطأ كبيراً، واخترقت القوانين، ونقضت التعهّدات”، آملاً أن “لا ترتكب أوروبا الخطأ نفسه”، مضيفاً: إذا التزمتم بتعهداتكم سنلتزم نحن أيضاً بتعهداتنا، بالنسبة لنا تهديداتكم لا قيمة لها، وجميع الأطراف تعلم أن الاتفاق مُلزم للجميع”، وتابع: “إذا أخطأتم ونقضتم التزاماتكم، فعليكم أن تتحمّلوا كل التبعات، وأنتم تعلمون أننا لسنا مسؤولين عنها”. كما رأى روحاني أن رفض أوروبا الالتزام بتنفيذ تعهداتها هو “تكبّر وغطرسة أمام الشعب الإيراني”، مشيراً إلى أنه “عليهم أن يعلموا أن شعبنا لا يُهزم أبداً”.
وانتقد الرئيس الإيراني أوروبا على عدم تنفيذها أياً من التزاماتها الأحد عشر في الاتفاق النووي، وقال: “الوفاء بالعهد والتاريخ والشرف أكبر قيمة من تعرفة السيارات.. لا يمكن للإنسان أن ينقض عهده وشرفه لأجل تعرفة جمركية”، في إشارة إلى تقارير تحدّثت أن الإدارة الأمريكية هدّدت بفرض رسوم 25% على سيارات أوروبية مستوردة إلى الولايات المتحدة في حال رفض فرنسا وبريطانيا وألمانيا اتهام إيران بخرق الاتفاق النووي.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الدول الأوروبية لم تستطع الوقوف أمام أطماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهديداته حتى بـ”بيعها شرفها”، وقال، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بشأن الإجراء الأخير للدول الأوروبية الثلاث بتفعيل آلية فض النزاع حول الاتفاق النووي: “إنه حينما باعت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا الأسبوع الماضي بقايا الاتفاق النووي للحد من زيادة رسوم حكومة ترامب على السلع الأوروبية المستوردة حذّرت بأن هذا الأمر سيجعل ترامب أكثر طمعاً بعد فقدان كل ركيزة وأساس أخلاقي وقانوني”، واعتبر أنه كان من الأفضل لأوروبا أن تظهر أداء أفضل في مجال ممارسة سيادتها.
وجاءت إشارة ظريف إلى التهديدات الجديدة التي أطلقها ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، والتي حذّر فيها الدول الأوروبية، بأنه “إن لم يحصل اتفاق معها، فإن الرسوم على واردات السيارات من أوروبا ستكون خياراً جيداً”.
في السياق ذاته أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الترويكا الأوروبية أثبتت عدم قدرتها على مواجهة الابتزازات والشروط الأمريكية، وقال: “إن بيان الترويكا الأوروبية، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، حول آلية فض الخلاف في الاتفاق النووي أثبت عجز الأوروبيين وعدم حكمتهم”، فيما أكد رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، أن العداء الأمريكي للشعب الإيراني بلغ مرحلة لم تشهدها البلاد منذ قيام الثورة الإسلامية، مشيراً إلى أن الضغوط الأمريكية التي تواجهها إيران اليوم تبيّن أن هدفها ليس اقتصادياً فقط.
وقال لاريجاني في اجتماع مديري مكاتب منظمة الدعاية الإسلامية: إن الإدارة الأمريكية تمارس أقصى الضغوط ضد الشعب الإيراني، لكنها كما فشلت في السابق ستفشل مستقبلاً، لافتاً إلى أن استشهاد الفريق قاسم سليماني أماط اللثام عن وجه أمريكا الحقيقي.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي، أكد لاريجاني أن التصريحات الصادرة عن الترويكا الأوروبية هي مشابهة للإجراءات الأمريكية، وأن المسؤولين الإيرانيين قاموا بالرد على تلك التصريحات، وأوضح أن إيران تطالب أن يكون لها تقنية نووية، شأنها شأن الدول الأعضاء في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية “ان بي تي”.
وفي مسألة الطائرة الأوكرانية، أعلن وزير الطرق وبناء المدن الإيراني محمد إسلامي أن عملية فك شفرة الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية المنكوبة سيتم في طهران، وأوضح أن العمل جار لإعداد المعدات والبرمجيات اللازمة لهذا الأمر.
من جهة ثانية، اغتال مسلحون مجهولون النقيب عبد الحسين مجدمي قائد منظمة التعبئة التابعة لحرس الثورة الإسلامية الإيراني في مدينة دارخوين التابعة لقضاء شادكان بمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران.
وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن مجدمي اغتيل أمام منزله إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين، بدوره أعلن حاكم قضاء شادكان أن السلطات المعنية بدأت تحقيقاتها للكشف عن الفاعلين.