الصين تلغي احتفالات رأس السنة بسبب “كورونا”
ألغت بكين أحداثاً عامة كبرى، بما فيها احتفالات رأس السنة الصينية، وتراجعت الأسواق العالمية، أمس، متأثرة بالقلق إزاء انتشار فيروس جديد يشبه الانفلونزا في الصين، وخوفاً من تداعياته السلبية على النمو الاقتصادي لدى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فيما أكدت الصين إصابة 634 شخصاً بالفيروس، بينهم 17 شخصاً لقوا حتفهم، نتيجة المضاعفات الصحية. وذكر التلفزيون الصيني الحكومي أنه تم الإبلاغ عن 17 حالة وفاة بسبب الفيروس، وكلها في مقاطعة هوبي، وعزلت السلطات الصينية أكثر من 11 مليون مواطن، في خطوة غير مسبوقة لمحاولة وقف تفشي الفيروس.
وقامت فرق من الشرطة وقوات التدخل السريع والأمن بإغلاق محطة قطارات مدينة ووهان، حيث سمح للركاب الذين يحملون تذاكر سفر فقط بدخول المحطة، وسدت لاحقاً القضبان المعدنية مدخل المحطة ليعود المسافرون أدراجهم.
واصطف المواطنون في الطوابير لشراء الأقنعة من الصيدليات التي حدّدت حزمة واحدة لكل زبون، فيما ارتدى العاملون في المجال الطبي بدلات واقية خارج المستشفى، حيث يتم علاج بعض المرضى المصابين بمرض التهاب الجهاز التنفسي الفيروسي.
ونشرت وكالة “شينخوا” بياناً للسلطات المحلية طلبت فيه من جميع السكان ارتداء أقنعة في الأماكن العامة، وحثت موظفي الحكومة على ارتدائها في العمل، وطالبت أصحاب المتاجر بنشر لافتات بهذا الخصوص لزوارهم.
وتم عزل مدينة ثانية بعد اكتشاف حالات إصابة بالفيروس، حيث ذكرت مصادر أن السلطات منعت سكان مدينة هوانغان، التي يقطن فيها أكثر من 6 ملايين شخص، من السفر خارجها، وإيقاف وسائل النقل العمومية، والتي تقع بالقرب من مدينة أوغان، التي اكتشفت فيها أول حالات إصابة بالفيروس، وتم إيقاف وسائل النقل التي تربطها بباقي المدن.
كما أعلنت إدارة الطيران المدني الصينية إلغاء مئات الرحلات الجوية في مدينة ووهان الصينية “للحد من انتشار الفيروس”، وقالت: من المقرر أن تغادر وتصل 566 رحلة من وإلى ووهان، ولكن تم إلغاء 288 رحلة منها، داعية شركات الطيران إلى إيلاء الاهتمام لتطورات تفشي الفيروس وتعديل خطط رحلاتهم وفقاً لذلك، كما تم تعليق جميع وسائل النقل العام، بما في ذلك الحافلات ومترو الأنفاق ومحطات السكك الحديدية، وإغلاق جميع القنوات في المطارات حتى إشعار آخر.
كما أعلنت الصين إلغاء الاحتفالات الشعبية المرتقبة لمناسبة رأس السنة الصينية، وأكدت: “اتُخذ قرار الإلغاء من أجل إعطاء الأولوية لحياة الناس وصحتهم”.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس أمس الأول أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية في مدينة ووهان وسط البلاد، والتي سجّلت فيها أول إصابة بفيروس كورونا الجديد ستحد من مخاطر انتشار الفيروس عالمياً.
وفي السياق ذاته أصدرت الخارجية الروسية تحذيراً دعت فيه مواطنيها لاتخاذ إجراءات وقائية عند السفر إلى مناطق انتشار الفيروس، وأكدت أن اثنين من مواطنيها يخضعان لفحص طبي بعد عودتهما من الصين، وقالت المتحدّثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي: “نوصي المواطنين الروس أن يأخذوا بعين الاعتبار الأوضاع المتشكّلة عند التخطيط لزيارات إلى الخارج، واتخاذ الإجراءات الصحية الوقائية، والالتزام بقواعد النظافة الشخصية ومتابعة المعلومات التي ننشرها بشكل سريع على الحسابات الالكترونية في مواقع الوزارة.
وأكد وزير الصحة الروسي، ميخائيل موراشكو، أن هناك مواطنين اثنين عادا من الصين إلى مدينة سان بطرسبورغ يخضعان حالياً لفحص طبي بسبب وجود شبهات بإصابتهما بالفيروس، موضحاً أن نتائج الفحوصات سيتم تحديدها في غضون بضعة أيام دون ذكر تفاصيل أخرى.
وعززت السلطات الروسية الرقابة الصحية على المعابر الحدودية مع الصين، فيما تم الإعلان عن اكتشاف إصابات بهذا الفيروس في كل من تايلاند واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وهونغ كونغ وتايوان، وأكدت سنغافورة أول إصابة على أراضيها بالفيروس.
إلى ذلك أعلن فيمورالي مورتايدهاران، وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية في تغريدة على تويتر، “إن اختبارات أجريت لنحو مئة ممرض هندي، أغلبهم من ولاية كيرالا، يعملون في مستشفى الحياة في عسير، حيث وجد أن واحدة فقط منهم مصابة بفيروس كورونا”.