زاخاروفا: الاحتلال الأمريكي يؤخر إخلاء مخيم الركبان مصدر عسكري: الجيش مضطر للرد على الهجمات الإرهابية في ريف إدلب
اشتبكت وحدات من الجيش العربي السوري العاملة بريف إدلب مع مجموعات إرهابية هاجمت، بأعداد كبيرة، النقاط العسكرية المنتشرة بالريف المحرّر من منطقة معرة النعمان، وأعادت وحدات الجيش انتشارها، وعملت بكفاءة عالية على امتصاص الهجوم ومنع الإرهابيين من تطويره، فيما أوضحت المتحدّثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، “أن التنظيمات الإرهابية قامت بانتهاك اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب في أوائل كانون الثاني الحالي مرة أخرى، وواصلت قصف مواقع الجيش السوري والبلدات القريبة، ووصل عدد الهجمات إلى 60 هجمة يومياً، وفي ظل هذه الظروف فإن القوات الحكومية مضطرة للرد على الهجمات العدوانية التي يشنها الإرهابيون”.
وأكد عضو الوفد الدائم لسورية لدى الأمم المتحدة عمار عرسان أن جهود الأمم المتحدة تجاه سورية ستبقى هشة طالما هناك إجراءات قسرية اقتصادية وحصار ضد الشعب السوري، وقال في كلمة: إن الجمعية العامة تجاوزت ولايتها حين اعتدت على ولاية مجلس الأمن المخوّل بالتعامل مع الوضع في سورية.
وفي التفاصيل ذكر مصدر عسكري: إن التنظيمات الإرهابية أقدمت فجر أمس على تصعيد ميداني جديد عبر هجوم عنيف نفّذه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة، الذين تم الزج بأعداد كبيرة منهم باتجاه وحدات الجيش المتمركزة في جنوب وجنوب شرق إدلب، وأضاف: إن الإرهابيين تمكنوا عبر استخدام مختلف أنواع الأسلحة، ومن ضمنها العربات المفخخة، وتحت غطاء ناري كثيف، من اختراق بعض نقاط تمركز الجيش على اتجاه التح – أبو حريف- السمكة، وبيّن أن وحدات الجيش أعادت انتشارها، وعملت بكفاءة عالية على امتصاص الهجوم، ومنع الإرهابيين من تطويره.
ولفت المصدر إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة مع إرهابيي تنظيم جبهة النصرة وبقية التنظيمات الإرهابية التي تتبع له على امتداد خطوط التماس.
وردّت وحدات الجيش العاملة في ريف إدلب أمس الأول على اعتداءات التنظيمات الإرهابية على المناطق الآمنة، وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين، ودمّرت لهم عدة منصات لإطلاق الصواريخ.
من جانبها، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنه لم يتم إخلاء مخيم الركبان ومنطقة التنف بالقرب من الحدود مع الأردن من المهجرين الباقين فيه بسبب منع الاحتلال الأمريكي والإرهابيين المدعومين من قبله.
وقالت زاخاروفا في إحاطة إعلامية: “إنه وعلى مدى خمسة أشهر يجري تأجيل تنفيذ خطة الأمم المتحدة لإجلاء بقايا قاطني مخيم الركبان بسبب رفض واشنطن والمسلحين الخاضعين لها إعطاء ضمانات الأمان اللازمة”، وأضافت: “نعتبر أن السبب الحقيقي لمحنة المخيم يتمثّل بالاحتلال الأمريكي، ولا يمكن حل هذه المشكلة بإرسال القوافل الإنسانية فقط، وخاصة أن المساعدة لا تصل إلى المهجرين، بل تبقى في أيدي المسلحين، ويحصل اللاجئون على كل الدعم الإنساني والصحي عند خروجهم من منطقة التنف إلى الأراضي الخاضعة للحكومة”.
وأكدت سورية وروسيا في أكثر من بيان مشترك أن الولايات المتحدة أحبطت عدة مرات عملية إجلاء المهجرين الذين تحتجزهم بظروف مأسوية في مخيم الركبان في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية، وتحتجز قوات الاحتلال الأمريكية في منطقة التنف آلاف المدنيين في مخيم الركبان الذي يقطنه آلاف من السوريين الذين هجرتهم التنظيمات الإرهابية، وتؤمن الغطاء والدعم لمجموعات إرهابية تنتشر في مخيم الركبان تعمل على ابتزازهم والسيطرة على معظم المساعدات الإنسانية التي ترسل إليهم، ما يفاقم الأوضاع الكارثية للمدنيين، ويهدد حياة الكثيرين منهم وخاصة الأطفال.
كما أكدت زاخاروفا أن الجيش العربي السوري يقوم بالرد على اعتداءات الإرهابيين في إدلب على نقاطه والبلدات المجاورة لمناطق انتشار الإرهابيين، وأوضحت أن التنظيمات الإرهابية قامت بانتهاك اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب في أوائل كانون الثاني الحالي مرة أخرى، وواصلت قصف مواقع الجيش السوري والبلدات القريبة، ووصل عدد الهجمات إلى 60 هجمة يومياً “، وفي ظل هذه الظروف فإن القوات الحكومية مضطرة للرد على الهجمات العدوانية التي يشنها الإرهابيون”.
وأشارت زاخاروفا إلى أنه من أجل تسهيل خروج المدنيين من منطقة خفض التصعيد تم فتح ثلاثة ممرات إنسانية، والتي استخدمها منذ الـ 13 من الشهر الجاري نحو 1500 شخص، ولكن الإرهابيين يمنعون خروج السكان المدنيين، فهم يطلقون النار عليهم وعلى المعابر، وهذا تأكيد إضافي على الموقف الذي عبّرنا عنه مراراً وتكراراً بأن مشكلة إدلب لن يتم حلها طالما يوجد إرهابيون هناك.
يأتي ذلك فيما قُتل عدد من جنود قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين جراء انفجار سيارة مفخخة قرب قرية حمام التركمان بريف الرقة الشمالي.
وقالت مصادر أهلية: إن سيارة مفخخة انفجرت قرب قرية حمام التركمان التابعة لمنطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ما أدى إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على القرية، وأشارت إلى أن سيارات الإسعاف التابعة للاحتلال التركي توجّهت إلى مكان الانفجار، وقامت بنقل جثث القتلى والمصابين إلى الأراضي التركية.
وكانت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من المجموعات الارهابية وفي إطار عدوانها على الأراضي السورية احتلت مدينة تل أبيض وعدداً من القرى في محيطها بريف الرقة الشمالي في تشرين الأول الماضي بعد قصف أحيائها بمختلف صنوف الأسلحة، وتدمير معظم البنية التحتية فيها، ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من أهلها.
بالتوازي، أكد رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش أن وجود القوات الأمريكية في سورية احتلال غايته نهب ثروات الشعب السوري وحماية الإرهابيين، داعياً إلى إدانة ذلك دولياً، وأوضح أن المهمة الوحيدة التي تقوم بها القوات الأمريكية في سورية هي محاولة تقويض سيادة الشعب السوري ومن ثم سرقة ثرواته الباطنية، وأضاف: الجميع يعرفون الأهداف اللصوصية التي تقوم بها هذه القوات، وأيضاً الحماية التي تؤمنها للمجموعات الإرهابية التي ستمثّل لاحقاً تهديداً أمنياً لأوروبا، مشدّداً على ضرورة قيام الولايات المتحدة بسحب كل قواتها المحتلة من سورية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تمثّل أي ضمان للديمقراطية وحقوق الانسان كما تزعم، وإنما ضمان لتقويض الديمقراطية وتخريبها.
وتواصل قوات الاحتلال الأمريكي تعزيز وجودها العسكري في مناطق حقول النفط بمحافظة دير الزور والحسكة، بالرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته المحتلة من سورية في تشرين الأول الماضي، في الوقت الذي انسحبت هذه القوات من قواعدها غير الشرعية في شمال محافظة حلب والرقة باتجاه العراق.