بولتون: ترامب ابتز أوكرانيا لغايات انتخابية
في تطوّر مهم جداً في مسار محاكمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ، في آب الماضي، مستشاره للأمن القومي جون بولتون، برغبته في مواصلة تجميد المساعدات الأمنية لأوكرانيا، والتي يبلغ حجمها 391 مليون دولار، إلى أن يتعاون المسؤولون هناك في تحقيقات مع “ديمقراطيين”، بمن في ذلك نائب الرئيس السابق جو بايدن.
طلب ترامب من بولتون ورد في نسخة من كتابه الذي لم يُنشر بعد، وفقاً لما ذكرته الصحيفة، والتي أضافت: إن كبار مساعدي ترامب، ومن بينهم بولتون ووزيرا الخارجية مايك بومبيو والدفاع مارك إسبر، حثّوا ترامب على الإفراج عن المساعدات التي اعتمدها الكونغرس. وفور نشر الصحيفة للتقرير، طالب رئيس فريق الادعاء “الديمقراطي” آدم شيف، مجلس الشيوخ الأمريكي باستدعاء المستشار السابق للبيت الأبيض كي يدلي بشهادته خلال محاكمة ترامب، وأشار إلى أن الأسباب باتت معروفة الآن لمنع بولتون من الإدلاء بشهادته من طرف البيت الأبيض.
من جهتها، اعتبرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن رفض الجمهوريين الاستماع لبولتون وشهود آخرين، والاطلاع على وثائق “بات الآن غير مبرر أكثر من ذي من قبل”، وأضافت: إن “الخيار واضح: إما دستورنا أو التعتيم”.
يذكر أن “البيت الأبيض” أمر بولتون ومسؤولي الإدارة الآخرين بعدم التعاون مع التحقيق الجاري بشأن المساءلة، على الرغم من أن بولتون قال: إنه “سيدلي بشهادته بشأن هذا الموضوع إذا تم استدعاؤه”. واعتبر بولتون في مسودة الكتاب، التي قام بتوزيعها في الأسابيع الأخيرة على المقربين منه وعلى البيت الأبيض، أن بيان ترامب يمكن أن يقوّض عنصراً أساسياً في دفاعه عن عزله، وهو أن تأخير المساعدات كان منفصلاً عن طلباته.
وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون تحدّث ضمن أكثر من عشرات الصفحات عن تطورات القضية الأوكرانية على مدى عدة أشهر حتى غادر البيت الأبيض في أيلول الماضي، مثل اعتراف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سراً أنه لا يوجد أي أساس لمزاعم محامي ترامب رودولف جولياني بأن سفيرة واشنطن لدى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش كانت فاسدة، معرباً عن اعتقاده بأن جولياني كان يتصرف نيابة عن عملاء آخرين. وكانت شبكة ايه بى سى نيوز الأمريكية كشفت قبل يومين عن تسجيل صوتي لترامب يطالب فيه بإقالة يوفانوفيتش من منصبها في مكالمة هاتفية مع ليف بارناس وايغور فرومان، وهما شريكان تجاريان سابقان لجولياني، ما يفنّد ادعاءات ترامب بأنه لا يعرف إطلاقاً بارناس، المتهم بانتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية، والذي أكد بدوره مؤخراً بحسب الشبكة أن ترامب طلب من نائب رئيس موظفي البيت الأبيض جون دي ستيفانو إقالة السفيرة.
وكان “مجلس الشيوخ” وافق الأسبوع الماضي، على القواعد المنظمة لمحاكمة ترامب، في استخدام نادر لآلية دستورية لعزله، إثر اتهامه بطلب مساعدة دولة أجنبية للتدخل بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وترجيح كفة السباق الانتخابي لمصلحته، إضافة إلى قيامه بإساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، لتكون هذه المساءلة الثالثة من نوعها لرئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
المجلس صوّت بتأييد من جميع الأعضاء الجمهوريين بأغلبية 53 صوتاً مقابل 47 لصالح إقرار خطة المحاكمة، التي تسمح ببدء المرافعات الافتتاحية من أعضاء مجلس النواب. كما رفض أيضاً 7 تعديلات مقترحة من الديمقراطيين خلال جلسة محاكمة ترامب بهدف عزله، وآخر هذه التعديلات، التي رُفضت، طلب استدعاء كل من روبرت بلير مستشار كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفيني ومديره للشهادة. وسبق ذلك رفض تعديلات مقترحة لجلب وثائق من الخارجية الأمريكية تتعلَّق بقضية أوكرانيا، كما رفض الشيوخ الأمريكي تعديلاً مقترحاً من الديمقراطيين يتعلّق باستقدام وثائق من البيت الأبيض.
ووافق مجلس النواب الشهر الماضي على عزل ترامب بعد إقرار تهمتين بحقه “استغلال سلطته للضغط على أوكرانيا لإطلاق تحقيقات بشأن الديمقراطيين خصوصاً منافسه الأبرز في انتخابات العام المقبل جو بايدن، وعرقلة التحقيق الذي أجراه الكونغرس في هذا الشأن”. يأتي ذلك فيما واجه ترامب موجة سخرية جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن اتهمه مغردون بسرقة فكرة شعار القوات الفضائية الأمريكية من فيلم “ستار تريك” الشهير. وذكر موقع “اندي 100” البريطاني أن الشعار الذي أعلن ترامب التوصل إليه بعد “مشاورات كثيرة مع القادة العسكريين والمصممين والمختصين”، حسب قوله، تسبب في موجة من التعليقات الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي نظراً للتشابه الكبير مع شعار فيلم “ستار تريك”. وتراوحت التغريدات على موقع تويتر بين السخرية من التشابه بين الشعارين إلى التلميح بمقاضاة ترامب بسبب انتهاك حقوق الطبع والنشر، فيما ذهب بعض المغردين إلى مقارنة الشعار بذلك الذي تستخدمه جماعة “كو كلوكس كلان” العنصرية الأمريكية. وتم اعتماد القوات الفضائية الأمريكية الجديدة رسمياً بعد توقيع ترامب على مخصصاتها المالية في قانون الدفاع الأمريكي للسنة المالية 2020، ووافق مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الجمهوريون الشهر الماضي بأغلبية 86 صوتاً مقابل ثمانية أصوات فقط على مشروع القانون. وليست المرة الأولى التي يواجه ترامب موجة تعليقات مستهزئة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مواقفه وتصريحاته الغريبة، فقد أثار مؤخراً موجة سخرية واسعة بعد اعتباره “القمر جزء من المريخ”.