“حفلة” ابتزاز جديدة!؟
في الوقت الذي عجّل به النظام السعودي في إصدار محاكمات المجموعة التي قامت بقتل الصحفي جمال خاشقجي، فاجأت الأمم المتحدة، عبر اثنين من مسؤوليها، ابن سلمان المتهور بنبش القضية وطرحها أمام التداول الإعلامي من جديد، بعد الكشف أن الأمير ومخبريه استفادوا من تطبيقات إسرائيلية الصنع، وربما التنفيذ، وتجسسوا على مؤسس شركة أمازون الأمريكية وناشر صحيفة واشنطن بوست، التي كان يكتب فيها الخاشقجي، مما طرح الكثير من الأسئلة حول التوقيت والهدف، فهل هي محاولة ابتزاز جديدة من الإدارة الأمريكية لكسب المزيد من الأموال، والأهم حرف الأنظار عن محاكمة الرئيس ترامب أمام مجلس الشيوخ، وربما محاولة تجريد السعودية من رئاسة قمة العشرين؟.
منذ الإعلان عن اغتيال خاشقجي والنظام السعودي يحاول الهروب إلى الأمام كي لا يفتح المجال أمام منتقديه للحصول على فرصة محاصرته والضغط عليه، بداية من إنكار عملية القتل، مروراً بالإعلان عنها، وتحميل خمسة عشر شخصاً المسؤولية، وما تلاها من محاكمة، وليس انتهاءً بدفع الرشاوى بمئات المليارات لترامب على شكل صفقات أسلحة لغض النظر عن القضية، ولكن دون جدوى، فعملية القتل هي باب كبير للابتزاز، وعلى النظام وأميره المتهور الدفع والدفع، وإلا فإن الأحكام جاهزة.
وعليه وفي ظل الظروف التي تعيشها واشنطن على وقع التراشق بين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ سعياً وراء محاكمة ترامب أو تبرئته، فإن كشف الغارديان البريطانية، ومن ثم التأكيدات الأممية، توحي أن هناك رغبة من داخل الإدارة الأمريكية للاستفادة من القضية، والقول: إن الرئيس كما يدافع عن مصالح أمريكا وقوتها، أيضاً يدافع عن مواطنيها، وبالتأكيد فإن جيف بيزوس من أغنى أغنياء أمريكا، والانتصار له اليوم سيزيد من تبرعه لحملة ترامب الرئاسية، ومن جهة ثانية فإن كسب المزيد من أموال “البقرة الحلوب” سيصب في السياق نفسه، ولكن يبقى السؤال المحيّر لماذا الزج بإسرائيلي في عملية التجسس على هاتف بيزوس؟.
على مدى عقود من الزمن من حكم آل سعود نجد والحجاز، ظنّوا أنه بالمال والنفط يمكنهم الهروب من أي جريمة قد ارتكبوها، وما يجري في اليمن مثال صارخ على ذلك، فالمال السعودي القذر كان كفيلاً بتعمية كل مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان عن الجرائم الإرهابية التي ترتكبها قواتها بحق أبرياء اليمن وتراثه وحضارته، بل وكانت السبيل، أي –الأموال- أن تكون في أهم لجان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، واليوم ورغم أن الفضيحة كبيرة، من تجسس وقتل وإرهاب، إلا أن حكام آل سعود يراهنون على سيدهم الأمريكي في فك حبل المشنقة عن رقبتهم، فهم وأموالهم ونفطهم رهن بما يطلبه ترامب ومن سيليه من الرؤساء الأمريكيين، المهم البقاء.
ولكن هل تسلم الجرة في كل مرة، أم سيكون هناك كلام آخر يؤسس ربما، ونقول ربما، لأفول آل سعود عن حكم نجد والحجاز.
سنان حسن