رفض فلسطيني واسع لصفقة القرن.. والسلطة لاتستبعد خيار حل نفسها وتحذّر من “بلبلة لا تحمد عقباها”
يتعقد المشهد داخل فلسطين مع تسارع عملية تصفية القضية الفلسطينية، ومع تكالب أطراف التآمر على تمرير صفقة القرن تحت ذرائع شتى.
وبالتوازي تزداد حملة الرفض الشعبي والمقاوم، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية ستعقد سلسلة اجتماعات على كافة المستويات، للإعلان عن رفضها القاطع لأي تنازل عن القدس.
وقال: إن القيادة ستدرس الخيارات كافة بما فيها مصير السلطة الوطنية، وإن “صفقة القرن” لن تطبق دون موافقة الشعب الفلسطيني.
وأكد على ضرورة الدعم الشعبي للقيادة في هذا الظرف التاريخي الصعب، وطالب أبو ردينة العالم العربي بالوقوف إلى جانب الموقف الفلسطيني، الذي يشدد على أنه لا سلام ولا خطة ولا تفاهم ولا تفاوض دون القدس. وحذّر من “تداعيات خطيرة للغاية على المنطقة وبلبلة قد لا تحمد عقباها، في حال تم تطبيق صفقة القرن، التي من خلالها يحاول كل من نتنياهو وترامب إخراج نفسيهما من أزمتيهما الداخليتين على حساب القضية الفلسطينية.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية أن “صفقة القرن” انتهاك صارخ للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، مشددة على أن الشعب الفلسطيني مصمم على إفشال كل المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لفرضها.
وأوضحت في بيان أن تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيعلن عن الصفقة قبل غد الثلاثاء يدل على الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال وتشجيعه على التمادي في انتهاكاته بحق الفلسطينيين بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم.
وأشارت إلى أن “صفقة القرن” مخطط أمريكي إسرائيلي لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية بما في ذلك حق اللاجئين في العودة ولتكريس ضم وتهويد القدس وتقويض فرصة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين المستمرة منذ عقود عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضمان محاسبة مسؤوليه على جرائمهم بحق الفلسطينيين.
من جانبه، جدد المجلس الوطني الفلسطيني رفضه لأي مخططات أو صفقات أو محاولات للمس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني والتي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وكفلتها مبادئ وأحكام القانون الدولي.
وطالب في بيان المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لمواجهة “صفقة القرن” وأي مخطط ينتهك الحقوق الفلسطينية في تقرير المصير وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ودعا المجلس الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياته التي نص عليها الميثاق في الدفاع عن القرارات الأممية واتخاذ الإجراءات القانونية لمساءلة كل من ينتهك هذه القرارات.
كذلك، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن “صفقة القرن” مرفوضة، ولا بديل عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
وقال: إن “صفقة القرن” وعد بلفور ثان سيفشله الفلسطينيون بصمودهم وتشبثهم بأرضهم، مشدداً على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه المخططات الأميركية والإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى استمرار العمل مع مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لتحمّل مسؤولياتهم تجاه من يريد تدمير القانون الدولي والشرعية الدولية.
من جانبها، أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ضرورة إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية، ودعم المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي لإفشال صفقة القرن التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية وأوضحت في بيان أن تأكيد الرئيس ترامب الإعلان عن الصفقة يحمل في طياته الضوء الأخضر لسلطات الاحتلال لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية بضم الأغوار، وأنحاء واسعة من الضفة الغربية، وتهويد القدس، وطمس معالمها العربية الفلسطينية.
ودعت الجبهة إلى عدم الاكتفاء باستنكار وإدانة صفقة القرن، مشددة على ضرورة دعم مقومات صمود الشعب الفلسطيني حتى نيل كامل حقوقه الوطنية التي كفلتها القوانين الدولية.
ميدانياً، أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة المحاصر. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح.
وتعتدي قوات الاحتلال الإسرائيلي يومياً على الفلسطينيين في أطراف قطاع غزة لحرمانهم من زراعة أراضيهم في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه عليهم منذ أعوام. كما جدد أكثر من مئتي مستوطن إسرائيلي اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال.
وذكرت وكالة وفا أن 213 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وينفّذ المستوطنون الإسرائيليون يومياً اقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.