روحاني: لن نسمح لإرهابيي البيت الأبيض بزعزعة استقرار إيران
دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الإيرانيين إلى تفويت الفرصة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستهداف وحدتهم الوطنية وتكاتفهم، وقال، في كلمة خلال ملتقى مسؤولي المحافظات والأقضية: إن استهداف وحدتنا واستقرارنا هو استكمال لخطة ترامب بعد ضرب الاتفاق النووي واغتيال الفريق قاسم سليماني، مشدداً على أن بلاده لن تسمح لترامب وإرهابيي البيت الأبيض بزعزعة العلاقات بين الشعب الإيراني وحكومته وبمحاولة الإدارة الأمريكية عزل إيران عن العالم.
ولفت روحاني إلى أهمية الانتخابات، وضرورة المشاركة الواسعة فيها، والاعتماد على آراء الشعب في إدارة البلاد، مضيفاً: إن قوتنا من دون أدنى شك تتمثّل بالحضور الشعبي، وأضاف: إن القدرة المستدامة لأي بلد هي التي تعتمد على قوة الشعب، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني حسم الكثير من الانحرافات التي حاولت العناصر المخربة أن تثيرها في السنوات الأخيرة، واحتشد في الساحات لإعادة الأمور إلى نصابها.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الصمت الدولي حيال السلوك الأحادي للإدارة الأمريكية شجّعها على التفرد باتخاذ القرارات وانتهاك الاتفاقيات والقوانين الدولية، وشدّد على أن استهداف المعالم التراثية جريمة حرب لا تغتفر.
وأضاف: إن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرب معالم إيران الثقافية هو رمز للإرهاب الثقافي الدولي واستمرار لانتهاك القوانين الدولية، وأشار إلى أن الهجوم على المعالم الثقافية هو هجوم على الإنسانية والتاريخ، مؤكداً أن جريمة اغتيال سليماني هي إرهاب دولي.
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي: إن إيران كانت ومازالت الراعية لحوار الحضارات والثقافات، فهي اقترحت مشروع العالم من دون تطرّف وإرهاب، وهي من تنادي دوماً للسلام والاستقرار والتعامل مع جميع دول العالم، وخاصة دول الجوار، وأضاف: إن دبلوماسية الجمهورية الإسلامية مبنية على أساس ثقافة وتاريخ إيران، مبيناً أنه وخلافاً للبعض لم يفاجأ بتهديد ترامب بضرب 52 موقعاً إيرانياً بما فيها المراكز الثقافية والحضارية، فلا يمكن مقارنة تاريخ أمريكا بالحضارة الإيرانية التي تمتد لسبعة آلاف عام.
بدوره جدد رئيس السلطة القضائية في إيران الشيخ إبراهيم رئيسي أن بلاده ستتابع جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني حتى محاكمة ومعاقبة مرتكبيها.
وخلال اجتماع المجلس الأعلى للسلطة القضائية، قال رئيسي: سنتابع الشؤون القانونية والقضائية للقضية، مشيراً إلى أنه لمس خلال حديثه مع رئيس المحكمة القضائية العليا في العراق أن لديهم حافزاً كبيراً بهذا الشأن لمتابعة القضية.
إلى ذلك أشار القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بعد اغتيالها سليماني أنها سترد عسكرياً على أي تهديد يواجهها، ولكن رئيسها دونالد ترامب عجز عن الرد على الصفعة التي تلقاها من خلال الضربة الصاروخية الإيرانية لأهم قواعده في العراق، ولفت إلى أن أعداء إيران أيقنوا أن التهديد العسكري غير مجد، وأن أي عمل عسكري ضدها سوف ينقلب عليهم، وسيندمون.
دولياً، أعربت ألمانيا والاتحاد الأوروبي عن حرصهما على استمرار الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدين أن تفعيل آلية فض النزاعات ضمن الاتفاق يهدف للحفاظ عليه. وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في مؤتمر صحفي مشترك مع ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل: نحن عزمنا على إطلاق آلية فض النزاعات لأننا رأينا أن إيران لم تلتزم بشروط الاتفاق، ونحن يبقى موقفنا أننا نريد أن يستمر الاتفاق، لأننا لا نريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية، ومتوقّع من الجميع الالتزام بالاتفاق وشروطه، حسب تعبيره.
من جانبه، قال بوريل: “من الواضح لي أننا نتشارك هدفاً واضحاً، وهو استمرار الاتفاق، وآلية فض النزاعات هي طريقة لتحقيق استمراره والحفاظ على الاتفاق”.
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أعلن أن ممثلي الدول التي لا تزال طرفاً في الاتفاق النووي الإيراني سيجتمعون في فيينا في شباط، مؤكداً أن جميع هذه الدول عازمة على إنقاذ الاتفاق.