الصفحة الاولىصحيفة البعث

غضب فلسطيني نصرةً للقدس ورفضاً لـ”صفقة القرن”

 

رفضاً لما تسمى “صفقة القرن” ونصرةً لمدينة القدس المحتلة في وجه مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويدها، دعت القوى الوطنية الفلسطينية إلى يومي غضب الأربعاء والجمعة المقبلين وتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر.
وأوضحت القوى في بيان أن مسيرات يوم الغضب رفضاً لـ”صفقة القرن” ستنطلق من الأغوار الشمالية تأكيداً على الوقوف في وجه مخططات الاحتلال لضمّها، كما ستنظّم مسيرات ووقفات احتجاجية في كل مدن الضفة الغربية وفي القطاع المحاصر.
ولفتت القوى إلى أن يوم الجمعة المقبل هو يوم غضب لنصرة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، داعيةً الفلسطينيين إلى الرباط في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي في الخليل وفي كل كنائس ومساجد الضفة الغربية وقطاع غزة للوقوف في وجه انتهاكات الاحتلال المتواصلة للمقدسات الإسلامية والمسيحية وإفشال مخططاته لتهويدها.
وشددت القوى على أن “صفقة القرن” لن تمر ومدينة القدس كانت وستبقى عاصمة دولة فلسطين، وعلى أن الشعب الفلسطيني سيسقط كل المؤامرات بتمسكه بحقوقه وثوابته الوطنية، وفي مقدمتها حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
من جهته، جدّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية التأكيد على أن “صفقة القرن” مرفوضة، مطالباً المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين ووقف مخططات سلطات الاحتلال لضم أجزاء من الضفة الغربية رداً عليها.
وشدّد أشتية على أن “صفقة القرن” تتعارض مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وما هي إلا أداة لتنفيذ مخططات سلطات الاحتلال على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وأشار إلى أن القدس أرض محتلة، وكانت وستبقى عاصمة دولة فلسطين.
يذكر أن رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو غادر الأراضي المحتلة متوجهاً إلى واشنطن للقاء ترامب، تمهيداً لنشر تفاصيل الصفقة.
كما شدد الرئيس محمود عباس، خلال حديثه مع أعضاء مركزية فتح، على رفضه الدائم لـ”صفقة القرن”، مشيراً إلى أنه لن يكون “خائناً”، وقال: إن فلسطين ستكون “في حالة طوارئ في الأيام المقبلة”، لافتاً إلى أن الموقف الفلسطيني هو موقف “موحّد”، فيما أصدرت حركة “فتح” بياناً رفضت فيه إجراءات ترامب، معلنةً استعدادها للمقاومة بكل الوسائل المشروعة، باعتبار أن “فلسطين في حالة دفاع مستمر عن النفس والأرض والحقوق”.
وبينما رحّبت الحركة بموقف عباس، أعلنت حركة فتح وقوفها “خلف” الأخير في موقفه الرافض لإجراءات الإدارة الأمريكية “الشريك الأساسي باحتلال الأراضي الفلسطينية”، وأكد البيان أن “الفلسطينيين لن يخضعوا لأي ضغوط أو ترهيب أو إغراء”، مشدداً على أن إجراءات ترامب لن تجد فلسطينياً واحداً يقبل التعاطي مع إلغاء حقوقه وتقويض مشروعه الوطني، وتابع: “نعتبر أنفسنا في حالة استنفار كامل وعلى مستوى أطرنا كافة لمواجهة هذا التحدي المفروض علينا”.
ودعت حركة فتح إلى “نبذ أي محاولة مشبوهة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”، وأضافت: “يُعتبر التطبيع أكثر من أي وقت مضى طعنة في ظهر شعبنا لن يسكت عليها، وليتحمّل كل منا مسؤولياته”.
وأعلن ترامب، أمس، أن البيت الأبيض سينشر “خطة السلام في الشرق الأوسط” اليوم، مشيراً إلى أن “دولاً عربية عديدة وافقت على صفقة القرن وتعتبرها صفقة عظيمة”!.
في سياق آخر، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بمواجهة هجمة الاحتلال الإسرائيلي الشرسة على مدارس مدينة القدس المحتلة وخاصة مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وأوضحت الخارجية أن سلطات الاحتلال تشن هجمة شرسة على مدارس القدس ومناهج التعليم الفلسطينية، وتعمل على فرض مناهجها وإجبار الفلسطينيين في القدس المحتلة وخاصة مرتادي مدارس الأونروا على التوجّه إلى مدارس الاحتلال.
وأشارت الخارجية إلى اعتداءات الاحتلال المتواصلة على العملية التعليمية الفلسطينية من خلال التدخل المباشر في المناهج التعليمية وخاصة بمدارس القدس المحتلة والاقتحامات المتكررة للمدارس وقتل وجرح واعتقال طلاب ومدرسين فضلاً عن إعاقة وصول الفلسطينيين لمدارسهم في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني.
وشددت الخارجية على أن التعليم حق تكفله جميع المواثيق الدولية، فالقانون الدولي الإنساني يمنع سلطات الاحتلال من إعاقة حق الوصول إلى التعليم وفرض أي تغيير في محتوى أو طبيعة أو عمليات المؤسسات التعليمية للدولة الواقعة تحت الاحتلال.
ولفتت الخارجية إلى أن سفراء فلسطين في دول العالم يعملون على حشد الدعم الدولي لتوفير بيئة آمنة ومناسبة للعملية التعليمية والوقوف في وجه الحملة الأمريكية الإسرائيلية الممنهجة ضد وكالة أونروا وخاصة في القدس المحتلة وضمان بقائها وتوفير الظروف اللازمة لمواصلة تقديم خدماتها الإنسانية والتعليمية.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت مطلع العام الماضي مخططاً لإغلاق مدارس ومؤسسات الأونروا في مدينة القدس المحتلة اعتباراً من عام 2020، وذلك في إطار المحاولات الأمريكية الإسرائيلية لإنهاء عمل الأونروا كمدخل لمنع إقرار حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وتمرير ما يسمى “صفقة القرن” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في الخليل وبيت لحم ورام الله وجنين بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 19 فلسطينياً.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية، وأفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام.
في الأثناء، اقتحم 190 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته.