كوارث الطيران مستمرة وكوبي براينت الضحية الأخيرة
شكّل خبر مصرع أسطورة كرة السلة، كوبي براينت، في حادث تحطم مروحيته الخاصة في منطقة كالاباساس في لوس أنجليس مع ثمانية آخرين كانوا على متنها، صدمة كبرى في عالم الرياضة، ليس لحجم المأساة فحسب، بل لأن هذه الحادثة ليست الأولى، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فما هي إلا أيام قليلة على الذكرى الأولى لوفاة اللاعب الأرجنتيني ايمليانو سالا في حادث تحطم طائرته في بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا، حيث كانت حوادث الطيران سبباً في وفاة العديد من الرياضيين على مدار السنوات الماضية، فقبل سالا الذي كان في طريقه إلى بريطانيا لإتمام توقيعه مع نادي كارديف سيتي، كانت هناك حادثة سقوط الطائرة المروحية لمالك نادي ليستر سيتي الراحل الملياردير التايلندي فيتشاي سريفادانابراباه في تشرين الأول عام 2018، بعد ثوان من الإقلاع بالطائرة من أرض الملعب بعد نهاية مباراة الفريق في الدوري الانكليزي الممتاز.
أعادت الحادثة تسليط الضوء على نجوم الرياضة العالميين الذين يخشون ركوب الطائرة ولو أدى الأمر لتعرّضهم للعقاب من أنديتهم، فبعد نجاته من حادثة سقوط طائرة فريقه مانشستر يونايتد عام 1958 في مدينة ميونخ الألمانية، أصيب النجم بوبي تشارلتون بالخوف من تكرار المأساة عند ركوب الطائرة، وقرر عدم ركوبها مرة أخرى، والراحل بوبي تشارلتون، نجم الشطرنج الأمريكي الذي رفض ركوب الطائرات طوال حياته بسبب هواجس تطارده، كذلك النجم ديفيد بيكهام هو الآخر يعاني من ركوب الطائرات، ويخشى ذلك كثيراً، كما أنه لا يخشى ذلك فقط، بل يخاف من الطيور أيضاً، وعلى الرغم من خوفه المرضي من الطيران، إلا أنه يسافر ما لا يقل عن 4 مرات سنوياً، وغيرهم كثير وفي مختلف الألعاب.
براينت يعتبر أحد أعظم لاعبي الدوري الأمريكي للمحترفين بكرة السلة في كل العصور، حيث لعب مع 18 فريقاً من اللاعبين خلال مسيرته التي استمرت 20 عاماً مع ليكرز، وفاز بخمس بطولات بالدوري الأمريكي للمحترفين، كما شارك في 18 مناسبة في مباراة كل النجوم “أول ستار”، وتوّج أفضل لاعب في أربع مناسبات، وحقق الذهبية الأولمبية مع منتخب بلاده في أولمبيادي بكين 2008، ولندن 2012.
المشكلة الحقيقية التي تؤرق الرياضيين أنه لم يحصل الرياضيون الذين يستخدمون الطائرات على أنواعها كوسيلة في تنقلاتهم على ضمانات من أية جهة تمنع من تكرار مثل هذه الكوارث معهم، فقبل عامين، صعق عشاق كرة القدم بسقوط طائرة فريق شابيكوينسي البرازيلي في كولومبيا، وهم لم ينسوا بعد أشهر حوادث الطيران التي ألمّت بفريقين مثل توريتو الايطالي، أو مانشستر يونايتد الانكليزي، ومن غير المتوقع أن يقدم المعنيون أية تفسيرات أو ضمانات مقنعة حول مثل هكذا حالات، ليبقى التساؤل حكراً على الصحافة وأذهان اللاعبين: هل حقاً كل تلك الحوادث نتيجة أعطال فنية طارئة، أو ظروف مناخية مفاجئة؟!.