الهدوء يعود إلى وسط بيروت بعد مواجهات في محيط مقر رئاسة الحكومة
عاد الهدوء إلى وسط العاصمة بيروت بعد مواجهات استمرت بضع ساعات بين محتجين وقوات الأمن في محيط مقر رئاسة الحكومة.
فيما تجددت الاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية للمطالبة بمكافحة الفساد ومعالجة القضايا المعيشية.
وتمكنت القوى الأمنية من تفريق المتظاهرين الذين كانوا قد تخطوا تقريباً كل العوائق الموضوعة أمام مدخل مقر رئاسة الحكومة.
وأفادت مصادر إعلامية أن المحتجين تجمهروا في ساحة رياض الصلح القريبة، وهتفوا برفض منح الثقة لحكومة حسان دياب الجديدة، معتبرين أنها ليست حكومة الإنقاذ المؤلفة من الاختصاصيين التي يطالبون بها، ثم انقضوا على الأسلاك الشائكة والسياج الحديدي والمكعبات الإسمنتية المحيطة، ورشقوا القوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية، وواجهتهم قوات مكافحة الشغب مستخدمة خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأسفرت المواجهات عن وقوع إصابات بين الطرفين.
وشهدت مناطق الجنوب في النبطية وكفررمان مظاهرات رفضاً لتشكيل الحكومة الجديدة وللمطالبة بمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي وأزمة المحروقات والكهرباء.
ووفقاً للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام جابت مظاهرة شوارع مدينة طرابلس رفع المشاركون فيها الأعلام اللبنانية ولافتات منددة بالفساد، كما شهدت مدينة صيدا أيضاً تجمعاً لمحتجين بالقرب من محطة الكهرباء توجّه المشاركون فيها إلى ساحة الاعتصام عند تقاطع إيليا في ساحة المدينة، مرددين الشعارات والمطالب ذاتها، فيما نظّم عدد من اللبنانيين في الهرمل البقاعية وقفة احتجاجية أمام سرايا الهرمل الحكومية أكدت مواصلة التحرك حتى تحقيق المطالب.
إلى ذلك، أدانت وزيرة العدل ماري كلود نجم العنف وتدمير أرزاق الناس في وسط بيروت، وقالت: إن الحراك قام لغاية نبيلة، وليس لتخريب المدينة على حساب أهلها وتجارها.
واعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الولايات المتحدة هي مسبب الأزمات والمصائب والفوضى ومشاكل الشعوب في منطقتنا والعالم في الزمن المعاصر. وقال: إن صفة “الشيطان الأكبر” هي صفة واقعية وصحيحة، لأنه ما من بلد تدخلت فيه أمريكا إلا وخربته، مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية الجديدة أبصرت النور في زمن قياسي، بالمقارنة مع الحكومات الأخرى، التي تطلبت أشهراً طويلة، ومؤكداً أن هذه الحكومة هي حكومة لبنان، لأن اختيارها تم من خلال المجلس النيابي، ومن خلال ممثلي الشعب، ووفق الآليات الدستورية المعروفة، موضحاً أن بعض الأفرقاء في لبنان يقبلون بالفوضى، ويساهمون بها، لأنهم ليسوا جزءاً منها، معتبراً أنها مشكلتهم وليست مشكلة الحكومة. وأكد أن تكون الحكومة نشطة، وتعمل من أجل مصلحة لبنان، مشيراً إلى أنه يجب أن نعطيها الفرصة الكاملة لتقول ما لديها، وتعمل على أساس الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية والأزمات المجتمعة التي نعيشها.
بدوره، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن تشكيل الحكومة اللبنانية بإرادة لبنانية وجّه صفعة لكل المراهنين على الفوضى وحصار المقاومة وإخضاع اللبنانيين.
وقال: إن مهمة الحكومة الجديدة هي العمل والإنقاذ وليس المواجهة، حيث ستعمل على إنقاذ المؤسسات وتوقف الانهيار وتواجه الفاسدين، لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي والإدارة الأمريكية يراهنان على العقوبات والضغوط والتحريض والتهديدات لتغيير المعادلات، وإضعاف المقاومة التي هي اليوم أقوى وأقدر لمواجهة العدو الإسرائيلي.