دمشق تودع الطبيبة وحيدة العظمة
شيعت دمشق منذ عدة أيام إحدى أهم رموز الطب والثقافة والعلم والتي تعتبر من أوائل النساء اللواتي تطوعن في خدمة الوطن من خلال عملها كطبيبة أطفال (الدكتورة وحيدة العظمة) وهي أيضاً أول طبيبة أطفال في الجيش العربي السوري، ابنة أسرة عريقة والدها ضابط من أسرة العظمة ووالدتها تتحدر من أسرة المارديني المعروفين بميلهم إلى الفن والثقافة، حيث قامت جدتها لأمها بتشييد مبنى من مالها الخاص تحول فيما بعد إلى مسرح وقدم عروضاً في أربعينيات القرن الماضي ليتحول فيما بعد إلى صالة عرض وسينما، وكانت الدكتورة وحيدة العظمة تطمح أن تكون كاتبة، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق طموحها، والتحقت بالجامعة السورية ودرست الطب مدة سبع سنوات في مرحلتيه الأولى النظرية والثانية السريرية، لتتخرج عام 1949م حاملة شهادة الدكتوراه في الطب، ثم تقدمت لمسابقة كانت قيادة الجيش قد أعلنتها لتكون ثاني امرأة تقتحم هذا المجال بعد نازك العابد، ومن ثم أوفدت إلى فرنسا لتتخصص بطب الأطفال، لتكون طبيبة استثنائية فيما بعد، أسهمت في تأسيس جمعية أطباء الأطفال، وقد كرمتها السيدة الأولى في عام 2003م، وتزوجت من أحد زملائها الأطباء وسافرت إلى السعودية لمدة عام ونصف ثم عادت إلى دمشق بعد وفاته تحمل في أحشائها طفلاً هو ابنها الوحيد الذي سافر إلى أميركا ليعمل كطبيب هناك. وفي الـ 21 من الشهر الجاري ودعت دمشق الدكتورة وحيدة العظمة التي ستبقى انجازاتها حاضرة وشاهدة على عظمة وتفوق المرأة السورية.
لينا عدرة