“كورونا”.. وباء أم حرب بيولوجية؟
ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال ريسيرش 25/1/2020
تناولت وسائل الإعلام الغربية فيروس الإكليل الجديد “كورونا” الذي بدأ في مدينة ووهان وسط الصين. وبصرف النظر عن التفاصيل الصغيرة، والحرب التجارية التي لا مفرّ منها، لم يتمّ إلقاء الضوء على ظروف هذا المرض.
تُعرف العدوى رسمياً باسم الفيروس التاجي الجديد (2019-nCoV)، وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي، ونوع جديد من الالتهاب الرئوي الفيروسي. لم يظهر الفيروس في البداية أية علامات على الانتشار بين البشر، وكانت الأعراض الأولية خفيفة، مما سمح لكثير من الناس بالسفر قبل اكتشاف الأعراض القوية. كان الظهور الأول في شهر كانون الأول وبدا أنه مصدر قلق بسيط. لم يتمّ تحديد فترة الحضانة بشكل نهائي، ولكن بمجرد بدء العدوى، كان الانتشار سريعاً بشكل مدهش بعد تأكيد الحالة الأولى في 31 كانون الأول، في 3 كانون الثاني 44 حالة، 21 كانون الثاني 225 حالة، 24 كانون الثاني 830 حالة. وهنا أكدت السلطات الطبية المحلية أن المدى الحقيقي لفيروس ووهان التاجي غير واضح ، وأن الأرقام الرسمية المبكرة ربما كانت تقديراً ناقصاً، لأن الأعراض الخفيفة وتأخر ظهورها يعني أن العدوى ربما لم يتمّ كشفها.
تشير جميع الأدلة إلى أن السلطات الصينية تصرفت بفعالية بمجرد أن أدركت الخطر الذي قد تواجهه. أعلنت السلطات الطبية على الفور انتشار المرض، وخلال أسبوع واحد حدّدت المرض وحدّدت وتقاسمت تسلسل الجينوم مع منظمة الصحة العالمية والأطراف الأخرى، استجابة سريعة بما فيه الكفاية حازت على المديح من منظمة الصحة العالمية والعلماء في جميع أنحاء العالم. في معظم المراكز الكبيرة في البلاد، تمّ إغلاق جميع الملاعب الرياضية والمسارح والمتاحف والمعالم السياحية وجميع المواقع التي تجذب الجماهير. إضافة إلى ذلك، قامت ووهان (في خمسة أيام) ببناء مستشفى متنقلاً مساحته 25000 متر مربع للتعامل مع المرضى المصابين.
هذه القرارات غير مسبوقة، لكنها تشهد على تصميم السلطات للحدّ من الانتشار والإصابة بهذا المرض الجديد. إنهم لا يعالجون خطورة الوضع فحسب، بل يعالجون أيضاً جدية الاهتمام بالصحة العامة. وبالطبع كان لدى الإعلام الغربي، وتحديداً الأمريكي، يوم مليء بالفرح ولم يتوانوا عن الهجوم على الصين والتركيز على الضرر المحتمل لاقتصاد الصين: “الاقتصاد الصيني يتراجع والبلاد لا تزال تعاني من آثار الحرب التجارية مع أمريكا -آثار فيروس كورونا في ووهان انتشرت في الأسواق الصينية- ملايين الأشخاص في فوضى خلال احتفالات العام القمري الجديد- نما ثاني أكبر اقتصاد في العالم في أبطأ وتيرة له منذ ما يقرب من ثلاثة عقود من العام الماضي- قد يؤدي تفشي الفيروس إلى إثارة الخوف وتحفيز الناس على الجوع… وما إلى ذلك”.
لقد أضافت وسائل الإعلام الوقود إلى النار من خلال الادّعاء بأن الفيروس نشأ من “الحياة البرية المتداولة بطريقة غير مشروعة” في السوق، “حيث تشير التقارير إلى أن الحيوانات البرية يمكن أن تحمل فيروسات خطرة على البشر”، وأن هذا الفيروس “قفز إلى البشر من حيوان مصاب”.
ذكر المسؤولون الصينيون أن الفيروس يبدو أنه نشأ في سوق للمأكولات البحرية في ووهان، على الرغم من أن الأصل الفعلي لم تحدّده ولم تذكره السلطات، ولا يزال السؤال مفتوحاً ربما لأن الفيروسات نادراً ما تقفز من فوق حواجز الأنواع دون مساعدة بشرية.
رغم عدم وجود دليل على الحرب البيولوجية، إلا أن تفشي الأمراض حديثاً والذي قد يبدو مؤهلاً كعوامل محتملة للحرب البيولوجية، مثل: الإيدز والسارس وفيروس كورونا وانفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير وفيروس هانتاف ومرض لايم وفيروس النيل الغربي وإيبولا وشلل الأطفال (سورية) ومرض الحمّى القلاعية متلازمة حرب الخليج وزيكا.
في الواقع، اتفق الآلاف من العلماء والأطباء واختصاصيي الفيروسات والأوبئة البارزين في العديد من القارات على أن كل هذه الفيروسات تمّ إنشاؤها من قبل معامل الحرب البيولوجية، وأن إطلاقها متعمّد. إن وباء أنفلونزا الخنازير الذي حدث مؤخراً في الصين له علامات مميزة أيضاً، مع وجود دليل ظرفي على تفشي المرض يثير أسئلة فقط.
حتى تاريخ كتابة هذا المقال، لا تزال التفاصيل نادرة جداً لتكوين استنتاجات نهائية، لكن في كل هذه الحالات، بمجرد أن يختفي الدخان، هناك العديد من الأسئلة التي لم تتمّ الإجابة عنها والتي تتحدّى الرواية الغربية الرسمية، لكنها أخبار قديمة ووسائل الإعلام قد أخرجت بالفعل أرضهم حتى مات الأمر في عقل الجمهور الغربي، ولكن ليس في الصين!