سهير فهد: بيئة فنية مختلفة لم أخضها سابقاً
زارت دمشق كثيراً، ولكنها كانت زيارات خاطفة، لذلك بدت الفنانة الأردنية سهير فهد والتي تشارك في مسلسل “سوق الحرير” سعيدة بزيارتها الأولى الطويلة لدمشق، وكذلك بالتعاون الأول لها مع المخرجين السوريين من خلال المخرجين مؤمن وبسام الملا، مؤكدة في حوارها مع “البعث” أن التجارب المشتركة مع فناني الوطن العربي تحقق نقلات نوعية للفنانين المشاركين، عدا عن إتاحة فرصة تبادل الثقافات المختلفة والمعلومات الفنية والتعارف، ومشاركة أي ممثل في عمل من الأعمال خارج حدود وطنه ولا سيما في عمل مهم وبيئة غير بيئته لا بد وأن يضيف إليه الشيء الكثير على صعيد المعرفة وفهم آلية فنية مختلفة، ولإيمانها بأن الفن يحاكي كل إنسان أينما كان تحمست كثيراً لخوض تجربة “سوق الحرير” لأسباب عديدة، منها أن شركة هامة ولامعة تقوم بإنتاج عمل لطيف ومختلف وينتمي للأعمال التي تدخل قلوب المشاهدين فوراً، ولأنها ستقف إلى جانب قامات فنية سورية، وهذا أمر مهم بالنسبة لي، مؤكدة أنها من خلال مسلسل “سوق الحرير” تعرفت على بيئة فنية مختلفة لم تخضها سابقاً، وتؤدي فيه شخصية أم عادل المتزوجة منذ صغرها في فلسطين والتي تقرر العودة إلى سورية مع ابنتها صباح، فتلجأ إلى بيت أختها أم عبد الله، مشيرة فهد إلى أن ما لفت انتباهها أن الشخصية مكتوبة بشكل جيد، كما أن التحضير لها كان متقناً، منوهة إلى أنها تتابع الأعمال الدرامية السورية، وهي معجبة بالحالة الفنية السورية بشكل عام وقدرتها الدائمة على ضخ دماء جديدة ترفد الدراما السورية بشكل دائم بممثلين بارعين، كما تتميز الدراما السورية برأيها بالجرأة في طرح المواضيع، مبينة أن مسلسل “مسافة أمان” من الأعمال السورية التي تابعتْها مؤخراً وأُعجِبَت به، خاصة وأنه يعالج حكاية سورية ما بعد الحرب.
الدراما البدوية
وأشارت سهير فهد إلى أنها وقبل قدومها لدمشق انتهت من تصوير فيلم “أدهم” ومسلسل “الخوابي” الذي يتناول مرحلة ما قبل الاحتلال في فلسطين وتؤدي فيه شخصية شريرة، وهي تنتظر عرضه بفارغ الصبر خلال شهر رمضان، كما انتهت من تصوير مسلسل آخر بعنوان “رياح السموم” وهو مسلسل بدوي، مبينة وهي التي شاركت في معظم الأعمال الأردنية ذات الطابع البدوي التي عاشت مرحلة ازدهار في فترة سابقة التي قلّ عددها في الفترة الأخيرة لأن لا تسويق لها، وما يشترى منها من الأردن يشترى من باب حب التراث من قِبَل بعض المحطات، ولكنها ليست من ضمن أولويات الشراء، رغم أن الجمهور العربي يميل لهذه النوعية من الأعمال ويتفاعل معها.
مرحلة ذهبية
وبيّنت الفنانة فهد أن شركات خاصة هي التي تنتج الأعمال الدرامية في الأردن، ولكن هذا لا يكفي برأيها، حيث لا بد من دعم الدولة لتستمر أولاً ولترتقي ثانياً، خاصة وأن الإنتاج التلفزيوني يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، ولذلك فإن المنتجين الذين ينتجون الأعمال التلفزيونية الأردنية يطالبون بمجلس أعلى للدراما، واليوم هناك خطة بالاتفاق مع وزارة الإعلام والثقافة والتلفزيون الأردني لإنتاج الأعمال الدرامية، وإذا تحقق ذلك تكون الدراما الأردنية قد خطت خطوات مهمة إلى الأمام، خاصة وأنها تمتلك طاقات فنية متميزة على صعيد التمثيل والإخراج والصوتيات، وهم مطلوبون في كل الدول العربية، موضحة أن الدراما الأردنية مرت بمرحلة ذهبية وكانت كل الدول العربية تقوم بشرائها، ولكن بعد الأزمات السياسية التي حدثت في الوطن العربي وظهور الدراما الخليجية واللبنانية تراجعت مكانتها، مع تأكيدها على أن شرط التسويق الوحيد هو الإبداع ودون رأس مال كاف لا يتحقق ذلك، ويحزنها أن الدراما الأردنية ما زالت متوقفة عند الأعمال ذات الطابع البدوي لأنها الأعمال الوحيدة التي تسوق خارج حدود الأردن، وما عداها يبقى حبيساً في الجغرافيا الأردنية.
عاشقة للمسرح
وتتوقف الفنانة فهد عند مرحلة المسرح في مسيرتها الفنية وهي العاشقة له، مؤكدة بأن خشبته سحرية، ومن يقف عليها من الصعب أن يخونها أو يتركها، موضحة أن المسرح متعة واستمتاع، والبروفات فيه أحلى مرحلة يمر فيها الفنان المسرحي والتي تنتهي مع بداية العرض لتبدأ متعة الجمهور، وأهم ما في المسرح تلك المكافآت الفورية التي يتلقاها الفنان من الجمهور مباشرة، معبرّة فهد عن أسفها لغيابها عنه منذ العام 2007 لأنها تخشى الوقوف على خشبته دون نص جيد، وهي بانتظار ما يغريها للعودة إليه لتقدّم بصمة وهوية مختلفة عما قدمته، ورأت أن هناك فهماً خاطئاً لموضوع التجريب في المسرح، مؤكدة أنه ليس سيركاً ولا فوضى على المسرح، مبينة وهي العضو في لجان تحكيم العديد من المهرجانات أن جزءاً من الجيل الجديد فهم المسرح والتجريب فيه بطريقة مغلوطة وهو الذي له تقاليده وبديهياته.
كرتون ودوبلاج
هناك مرحلة لا يمكن أن نغض النظر عنها، فسهير فهد في مسيرتها الفنية رغم أنها تبدو غير مهمة في عالم الدراما لكنها مهمة جماهيرياً بالنسبة لها وهي مرحلة الكرتون والدوبلاج التي عملت فيهما لعشر سنوات وقدمت من خلالهما وبصوتها أعمالاً حققت صدى جماهيرياً كبيراً كالكابتن ماجد والتنين الصغير، عدا عن الأعمال المكسيكية المدبلجة وهو عمل يحتاج لنوع من الخبرة لأنه يقوم على تقنيات مختلفة، منوهة إلى أنها ما زالت تعمل في الإذاعة مخرجة صوتيات وإشراف فني لأعمال الدوبلاج والكرتون، مؤكدة أن نقلتها النوعية تحققت من خلال عملها في التلفزيون، فهو الذي حقق لها جماهيرية من خلال أعمال مثل “داليا-نجمة بين الغيوم-صراخ الدفاتر العتيقة” مع إشارتها إلى أن الأعمال البدوية هي التي حققت لها انتشاراً داخل وخارج الأردن، وكان آخرها مسلسل “العقاب والعفراء” من إخراج رولا حجة إضافة إلى مشاركتها في المسلسل الأردني الشهير “حارة أبو عواد” في بداياتها، والعمل حقق نجاحاً كبيراً داخل الأردن وخارجه لأنه كان يتحدث بحرية وبشكل كوميدي عن المشاكل المجتمعية في الأردن، وترى فهد أنه حقق نجاحاً خارج الأردن لأن هذه العائلة تشبه أي عائلة في العالم العربي.
وتختتم فهد حوارها بالتأكيد على أنها لم تندم كثيراً في مسيرتها الفنية على أعمال قدمتها لأنها كانت حريصة وحذرة، وإن قَدَّمت بعض الأعمال التي لم ترض عنها فالسبب يعود لعاطفتها التي كانت تجعلها توافق على أعمال لمساعدة الآخرين، ولو عاد الزمن بها لمارست مهنة أخرى إلى جانب التمثيل ليبقى التمثيل هوايتها تمارسها في الوقت الذي تريده.
أمينة عباس