الصفحة الاولىصحيفة البعث

ماكرون: أردوغان لم يف بوعوده وينقل المرتزقة إلى ليبيا

 

أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن النظام التركي يواصل نقل مرتزقة إرهابيين من سورية إلى ليبيا، خلافاً لمقررات مؤتمر برلين الذي عقد مؤخراً في العاصمة الألمانية، وأكد ضرورة عدم التدخل في شؤون ليبيا.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في باريس: إن بلاده “رصدت وصول سفن حربية تركية جديدة تحمل مرتزقة من سورية إلى ليبيا”، مضيفاً: “إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يف بالوعود التي قطعها في مؤتمر برلين، وهو ما يتناقض تماماً مع ما التزم به”.
ورغم دعوة مؤتمر برلين، الذي عقد في 19 كانون الثاني الجاري، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، فقد واصل أردوغان إرسال مئات المرتزقة من سورية إلى ليبيا عبر رحلات سرية انطلقت من مطار اسطنبول لدعم حكومة الوفاق والميليشيات التابعة لها في طرابلس، ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600.
وبلغ عدد المجندين، الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو 1500 إرهابي، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير.
واقتربت قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، من استعادة طرابلس من الميليشيات والإرهابيين في الأسابيع الأخيرة، حيث بدأت في نيسان الماضي بعملية عسكرية ضدهم، ما أثار مخاوف حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج من فقدان نفوذها في العاصمة.
وصادق برلمان أردوغان على طلب رئيس  النظام التركي بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا لدعم السراج، الذي طلب بنفسه التدخل التركي ومساندته ضد الجيش الليبي، لكن مؤتمر برلين دعا في بيانه الختامي، المكوّن من 55 بنداً، إلى ضرورة العودة إلى المسار السياسي لمعالجة النزاع والالتزام بقرار الأمم المتحدة الخاص بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، ووقف تقديم الدعم العسكري لأطراف الصراع، وبذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وبتسريح ونزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة. ولم يلتزم النظام التركي وحكومة السراج بتلك القرارات، ولم يكتف  أردوغان بإرسال المرتزقة فقط، بل أنزل جنوداً أتراك في ميناء طرابلس، بعدما وصلوا على متن بارجتين حربيتين تركيتين، في سابقة من نوعها لدعم السراج والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه في معارك طرابلس.
وكان الجيش الوطني الليبي قد قدّم دلائل في وقت سابق عن إرسال تركيا للأسلحة وطائرات دون طيار والمرتزقة، منها شريط فيديو يظهر مسلحين على متن طائرة مدنية، تابعة للخطوط الجوية الليبية الإفريقية، مشيراً إلى أن هؤلاء كانوا في رحلة من تركيا إلى طرابلس.
ويرى مراقبون أن أردوغان يسعى إلى تحقيق أحلامه التوسعية على حساب شعوب المنطقة العربية والإفريقية مستخدماً التنظيمات الإرهابية المدعومة من قبله، ومستغلاً حالة عدم الاستقرار التي تشهدها ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي عليها عام 2011، كما يريد كذلك التغطية على فشل سياسته تجاه دول الجوار، ومن بينها سورية، إضافة إلى الهروب من أزماته الداخلية وخاصة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يواجهها اقتصاد بلاده مع انخفاض قيمة الليرة التركية وارتفاع معدلات التضخم والبطالة إلى مستويات عالية خلال السنوات الأخيرة.