بريطانيا تحتفل اليوم بخروجها رسمياً من الاتحاد الأوروبي
تحتفل بريطانيا مساء اليوم بخروجها رسمياً من الاتحاد الاوروبي، لتبدأ بعدها مرحلة المفاوضات التجارية مع بروكسل للاتفاق على شكل العلاقة بين الطرفين مستقبلاً.
وسيكون أمام الطرفين مهلة حتى نهاية عام 2020 للتوصل إلى اتفاق على التجارة وقضايا أخرى، بما في ذلك الأمن والطاقة والمواصلات وحقوق صيد الأسماك وتدفق البيانات. وستظل بريطانيا في تلك الفترة الانتقالية عضواً في الاتحاد الأوروبي في كل شيء ما عدا الاسم.
ويقول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: إن “11 شهراً فترة كافية لإبرام اتفاق تجاري يقوم على أساس إلغاء الرسوم الجمركية والحصص، متعهداً بعدم تمديد الفترة الانتقالية بعد 2020 رغم أن هذا الخيار يظل متاحاً”.
وإذا أخفق الطرفان في التوصل إلى اتفاق ستسري حينها معايير منظمة التجارة العالمية على التجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي اعتباراً من عام 2021، الأمر الذي سيؤدي إلى فرض رسوم استيراد وقيود.
ستيفان دو رينك، مستشار الاتحاد الأوروبي لشؤون بريكست، قال إن الوصول إلى حافة الهاوية “لا يزال احتمالاً قوياً”. لأن إيجاد أرضية مشتركة بحلول 31 كانون الأول سيكون أصعب من الاتفاق على شروط “الطلاق” التي توصل إليها الجانبان في تشرين الأول بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاستفتاء الذي صوت فيه البريطانيون بالموافقة على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وفي العادة يستغرق إتمام اتفاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي سنوات، ولا يعتقد أحد تقريباً في بروكسل أن الفترة الانتقالية ستكفي لإبرام ما يتجاوز مجرد الخطوط الأساسية لاتفاق تجاري. وشهدت العديد من المدن البريطانية احتجاجات منددة بخروج الحكومة من الاتحاد الأوروبي.
وكان البرلمان الأوروبي صادق، الأربعاء، بشكل نهائي على اتفاق بروكسل ولندن حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وصوّت 631 عضوا في البرلمان الأوروبي، خلال جلسة عقدت أمس الأول، لصالح المصادقة النهائية على الاتفاق بشأن “بريكست”، بينما لقيت الوثيقة معارضة 49 مشرعاً، وامتنع 13 عضواً عن التصويت.
وشهدت جلسة المصادقة لحظات مؤثّرة أثناء توديع البرلمانيين البريطانيين، حيث رفع البعض العلمين الأوروبي والبريطاني، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، “سنحبكم دائماً وسنكون دائماً قريبين منكم وسنفتقدكم”.
ويظهر فيديو لحظة التوديع ترديد النواب لنشيد من الفولكلور الاسكتلندي تقول كلماته “هل ننسى أياما مضت.. هل ننسى ذكراها. كم قد رتعنا في الربى فرحاً بمثواها.. كم قد قطفنا من زهور من ثناياها.. كم قد مشيناها خطى.. كم قد مشيناها”.
ويمكن رؤية العديد من النواب البريطانيين، وهم يحاولون السيطرة على دموعهم وعلامات الحزن بادية على وجوههم بعدما كانوا يبتسمون قبلها بلحظات.