الصين تسابق الزمن لوقف انتشار “كورونا”
مع تسجيله أكثر من 15 ألف إصابة و300 وفاة، ووصوله إلى أكثر من 25 دولة، تسابق الصين الوقت لوقف انتشار فيروس كورونا، وإيجاد العلاج واللقاح المضاد له، ورعاية المصابين، وخفض نسبة الوفيات.
وفي هذا السياق أكملت الصين بناء أول مشفى متخصص بالطوارئ في ضواحي ووهان، التي انطلق منها الفيروس، وهو مشفى هووشينشان، ومن المقرّر، حسب مراسل التلفزيون الصيني الرسمي زو شوسنغ، أن يبدأ تشغيله اليوم، وتم نقل فرق طبية متخصصة بالتعامل مع الفيروسات إليه، وسيبدأ بناء مشفى متخصص آخر في ووهان، وهو مشفى ليشنشان ليبدأ استقبال المرضى في السادس من الشهر الحالي، وتبلغ مساحته 75 ألف متر مربع، وقادر على استيعاب 1600 مريض.
وبيّن شوسنغ أن عمال البناء يسابقون الوقت لإنقاذ الأرواح، وهم قادرون على بناء مشفى في غضون ستة أيام، دون تنازل عن الجودة، مشيراً إلى أن بناء مشفى من نقطة الصفر وخلال أسبوع، ليس بالأمر الجديد بالنسبة للصين، ففي عام 2003 أشادت السلطات مشفى شياو تانغشان في بكين استجابة لوباء السارس، وتخطط السلطات الصينية لبناء مشفيين آخرين، في مدينتي هوانغقانغ وتشنغتشو، عاصمة مقاطعة خنان وسط الصين، لافتاً إلى وصول مئات من العاملين الطبيين من الجيش الصيني إلى مدينة ووهان الجديدة التي ضربها فيروس كورونا، كما أرسل سلاح الجو الصيني ثماني طائرات كبيرة الحجم تحمل 795 من الطاقم الطبي و58 طناً من الإمدادات إلى ووهان في وقت مبكر من صباح أمس.
من جانبه قال عالم الأوبئة الصيني لي لانجوان: إن الباحثين في الصين عزلوا سلالتين فيروسيتين من عينات المرضى المصابين، مما وفّر الأساس لتطوير لقاح الفيروس التاجي، مشيراً إلى أن بعض وسائل الإعلام، وخاصة الغربية، تسببت عبر تقاريرها عن تفشي المرض بنشر الخوف بدل أن تقوم بتعبئة المجتمع الدولي، وحثّه على الوقوف صفاً واحداً، وضمان تحقيق قدر أكبر من النجاح في احتواء الفيروس، أو حتى تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية المحققة بالفعل لناحية الجهود المبذولة لاحتواء الفيروس.
وقال شوسنغ: بغض النظر عن أيديولوجياتنا السياسية، أو حتى حدودنا الجغرافية، فإننا نواجه نفس التحدي عندما يتعلق الأمر بالأمراض المعدية والاوبئة، وعلى الحكومات والمنظمات المختلفة أن تعمل جنباً إلى جنب لمكافحة تفشي المرض بشكل أكبر، فمن مصلحة الجميع أن يتم احتواء فيروس كورونا بسرعة لتجنّب مزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية المحتملة.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، أعرب عن تقديره لما اتخذته الحكومة الصينية من تدابير وصفها بالاستثنائية لاحتواء هذا الفيروس، مؤكداً أنه لولا جهودها وما أحرزته من تقدّم في حماية شعبها وشعوب العالم لشهدنا اليوم عدداً لا يحصى من الحالات خارج الصين، بل ربما عدد كبير من الوفيات أيضاً. وفيما لم توص المنظمة بتقييد التجارة أو حركة المسافرين اتخذت بعض الدول قرارات بإغلاق الحدود، وإجلاء المواطنين الصينيين بسرعة، وفرض قيد على سفرهم، الأمر الذي قد يؤثّر، حسب شوسنغ، على الاقتصادات وتبادل المعلومات، وعينات من الميكروبات أو الفيروسات، التي تعد خطوة أساسية في العثور على كيفية مواجهة تفشي جديد، معتبراً أنه حان الوقت للعمل معاً لا اتخاذ إجراءات فردية غير مجدية.
وكانت اللجنة الوطنية للصحة في الصين أعلنت أن 328 مريضاً مصاباً بفيروس كورونا الجديد غادروا المستشفيات بعد تعافيهم من المرض.
وقالت اللجنة في تقريرها اليومي: إن يوم الخميس شهد تخريج 85 شخصاً جديداً من المستشفيات، 49 منهم في مقاطعة هوبي، ليرتفع عدد من تعافى من الفيروس إلى 328 شخصاً.
وكانت السلطات الصينية أعلنت زيادة الدعم المالي المخصص لحملة مكافحة الفيروس، وقال بنك الصين الشعبي وإدارات عديدة أخرى في بيان: إن بكين ستعمل للحفاظ على سيولة معقولة وكافية، وسيتم بذل جهود أخرى لتعزيز الدعم الائتماني في قطاع التصنيع، والشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، والشركات الخاصة في المناطق الأشد إصابة بالوباء.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات الصينية أن عدد الوفيات المؤكدة في البلاد جراء الفيروس ارتفع إلى 304، بعدما أودى خلال الساعات الـ24 الماضية بحياة 45 شخصاً إضافياً، جميعهم في مقاطعة هوبى، بؤرة الوباء وسط البلاد، وقالت لجنة الصحة الوطنية: إن الساعات الـ24 الماضية سجّلت أيضاً 2590 إصابة جديدة، بينها 1921 إصابة في مقاطعة هوبى، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين في عموم البلاد إلى أكثر من 14 ألف شخص.
وفي السياق نفسه سجّلت الفليبين أول حالة وفاة خارج الصين بفيروس كورونا المستجد، وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الفليبين رابيندرا أبياسينغيه للصحفيين: إن الضحية صيني من مدينة ووهان، بينما قال وزير الدولة للشؤون الصحية فرانسيسكو دوكي: إن المتوفى فارق الحياة في مستشفى في العاصمة مانيلا، وقد وصل إلى الفليبين مع امرأة صينية تأكدت إصابتها بالفيروس.
وخارج الصين، ارتفع عدد الدول التي وصل الوباء إليها إلى أكثر من 27 دولة حتى الآن، مع احتمال أن تكون هناك إصابات كامنة وغير مكتشفة في عدد كبير من بلدان العالم.