تحقيقاتصحيفة البعث

2857 مريض سرطان في السويداء تلقوا العلاج المجاني

أكد الدكتور مؤنس أبو منصور، رئيس شعبة أمراض الدم وعلاج الأورام في المشفى العام، أنه بلغ عدد المرضى المصابين بالسرطان في المحافظة 2857 مريضاً من أصل 21 ألف مريض في سورية خلال العام الماضي، حيث تم تقديم العلاج المجاني لهم، 25% منهم عولج في مشفى البيروني لعدم وجود أشعة في الشعبة، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي لهذه النسب العالية للمرض عدم إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن السرطان.
وعن الدراسات والبحوث المتعلقة بالسرطان قال: هناك دراسات يومياً، ومنذ عشر سنوات ونحن في هذا المجال، فسرطان الثدي يشكّل 26% من الحالات، والنوع الثاني هو الرئة عند الرجال، يتبعه الأمبوب الهضمي، لكن الأمراض الدموية تشكّل نسبة عالية في السويداء، الأسباب ليست مدروسة بدقة، وتحتاج لعمل كبير ومكلف، فهناك أكثر من مئة سبب لأمراض السرطان، وفي معظم دول العالم ليست مدروسة بالشكل المطلوب.
ويؤكد أبو منصور بكل ثقة أن شعبة أمراض الدم التي أنشئت عام 2010 لا تختلف نهائياً عن مشفى البيروني إلا في مسألة الأشعة، وكل الأدوية السرطانية الموجودة في البيروني موجودة هنا، حيث تم في عام 2019 علاج 2857 مريض أورام في السويداء، وهناك بحدود 25% من المرضى يقصدون مشفى البيروني إما للعلاج الشعاعي، أو لأن المريض يرغب بذلك، وهذه حريته الشخصية، ورأي أهله.
وحدد الدكتور مؤنس رقماً صادماً للوفيات بأمراض السرطان في سورية خلال عام 2018، حيث بلغ عدد المرضى 21 ألف مريض، توفي منهم 14 ألف مريض، مؤكداً أن النسبة عادية مقارنة بالعالم، حيث تبلغ النسبة العالمية للوفاة بهذا المرض الخبيث 71%.
وبين عام 2018 وعام 2019 كانت الزيادة 200 مريض، وبالنهاية العدد تراكمي، فهناك مرضى يتلقون علاجات لمدة طويلة، ويقاومون المرض لسنوات، وهناك من ينتصر على المرض ويشفى منه.
ورداً على الإشاعات الكثيرة التي تنال من شعبة أمراض الدم، أكد أبو منصور أن الدواء متوفر بشكل كبير جداً، وخلال الأزمة كان العلاج الكيماوي متوفراً بشكل جيد، ووصل لأكثر من 60% بأشد الحالات، وخاصة خلال عامي 2013 و2014، وخلال السنتين الماضيتين كان العلاج الكيماوي متوفراً فوق 90%.
وعن غلاء الدواء وأسبابه قال: إن الدواء بغالبيته متوفر هنا، أو في البيروني، والمريض يجلب أحياناً دواء من خارج المشفى لعدم توفره، ولكنه ليس غالي الثمن كما يشاع، مضيفاً بأنه يتحدى كل من يقول غير ذلك.
وحدد أبو منصور الأسباب العامة المسببة للسرطان كالتدخين، والمواد الحشرية، والمياه، وبعض أنواع الصناعات، والفيروسات، العادات الغذائية، والعامل الوراثي الذي يمكن أن يورث بنسبة 5–10%.
وختم أبو منصور حديثه بالقول: إن هذا المرض يحتاج لعمل كبير، ويسبب الضغوط المتوالية، والتعب الشديد، نفسياً ومعنوياً، وكل مريض يترك أثراً كبيراً في نفس الطبيب، ناصحاً المواطنين بالفحص الدوري، أو الكشف المبكر عن السرطان بالنسبة للمرأة أو الرجل، ومعظم الحالات تأتي متأخرة من الدرجة الثالثة أو الرابعة بسبب عدم الفحص الدوري للرئة والبروستات عند الرجال، وللثدي والجهاز الهضمي وعنق الرحم عند المرأة، فهذا الكشف لا يكلّف العائلة ثمن غداء، وعليهم أن يقوموا به بشكل سنوي للاطمئنان قبل أن تقع الواقعة.. الجدير بالذكر أنه بين ستة وسبعة آلاف مريض يراجعون شعبة أمراض الدم سنوياً.
ضياء الصحناوي