مستهدفاً بطولات أفريقيا وأمريكا الجنوبية.. “الأربع سنوات” الحل السحري للفيفا
تنقسم اتحادات كرة القدم في العالم حول شخصية رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني انفانتينو، لكن الكل يجمع على الأداء الناجح للاتحاد الدولي منذ توليه رئاسته، وخاصة على صعيد ارتفاع المردود المادي، وتطوير اللعبة بما يخدم جميع الأطراف المعنية، ومع بداية سنته الأولى في ولايته الثانية التي تنتهي عام 2023، يمكن أن نرجع سبب النجاح الرئيس له إلى مبدأ الأربع سنوات الذي اعتمده عاماً بعد عام، وبطولة بعد أخرى، وليس آخرها اقتراح أن تصبح كأس الأمم الأفريقية كل 4 سنوات بدلاً من كل عامين، وحث بلدان القارة السمراء على تحقيق هذا، معللاً ذلك بأن العائدات قد تزداد إلى ستة أضعاف إذا ما أصبحت البطولة القارية تقام كل أربع سنوات، ولابد أن تكون حدثاً “ليس لأفريقيا فحسب، وإنما للعالم أيضاً”.
حقيقة منذ انطلاق بطولة الأمم الأفريقية عام 1957 في السودان، حافظت على دورية إقامتها كل عامين باستثناءات قليلة للغاية، ومن المرجح أن تحظى الفكرة بدعم أندية أوروبية لا تحب خسارة لاعبين ممن يشاركون مع منتخباتهم الوطنية في أفريقيا، لاسيما في منتصف الموسم، وهو أمر لمسناه جميعاً من تصريحات المدرب الألماني لفريق ليفربول الانكليزي يورغن كلوب الذي عارض بشدة إرجاع البطولة إلى موعدها السابق، حيث كانت تقام في كانون الثاني، وأقيمت النسخة السابقة استثنائياً في الصيف نتيجة ضغط الأندية الأوروبية الكبيرة على الاتحاد الأفريقي، لكنه نقل موعد البطولة التي ستستضيفها الكاميرون مطلع العام القادم من فصل الصيف إلى الشتاء بسبب الأحوال المناخية.
وأغرى رئيس الفيفا المسؤولين الأفارقة كذلك بأفق مشاركة أكبر في قائمة موسعة لكؤوس العالم للشباب، كما تذرع بتطوير كرة القدم في أفريقيا، وكسر الهوة المتسعة مع القارة الأوروبية المهيمنة على اللعبة العالمية، وقال انفانتينو في آخر تصريحاته: “هناك انطباع متزايد بأن أفريقيا تعود إلى الوراء”، كما ذكّر الجميع بتنبؤ أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه بأن منتخباً أفريقياً سيفوز بكأس العالم بحلول عام 2000، وهو ما لم يحدث، بل إنه لم يسبق أن تأهلت دولة أفريقية حتى إلى نصف نهائي المونديال، وفي كأس العالم الأخيرة التي استضافتها روسيا عام 2018، لم تتمكن أي من المنتخبات الأفريقية الخمسة حتى من تجاوز مرحلة المجموعات.
وكان الاتحاد الدولي قد قرر إقامة كأس العالم للأندية بنظام جديد اعتباراً من عام 2021، وستستضيف الصين النسخة الأولى من البطولة التي سيشارك فيها 24 فريقاً بدلاً من 7 فرق، وستقام كل 4 سنوات، وستتأهل لها فرق لم تحصل على بطولة قارية في الـ 4 سنوات الفاصلة بين كل نسخة، أو الـ 4 سنوات السابقة لنسخة 2021، وطبعاً كان القرار وفق دراسة، فأكد انفانتينو أن البطولة بنظامها الجديد قد تحقق دخلاً تجارياً بقيمة 50 مليون دولار أمريكي، ومن المقرر أن تقام البطولة في الفترة ما بين 17 حزيران وحتى 4 تموز 2021، لتحل محل كأس العالم للقارات.
ورغم معارضة رابطة الأندية الأوروبية التي تمثّل 232 نادياً أوروبياً، ويرأسها الايطالي أندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس، المشاركة في مونديال الأندية في حال رفع عدد المشاركين إلى 24، فإن المصالح المادية ستكون القرار الفاصل في هذه المسألة.
إذاً هي تعويذة ناجحة رسمت سياسة انفانتينو في الولاية الأولى، وعلى ما يبدو في الثانية، وسرها تدفق الأموال، لذا مهما كانت المعارضة والحجج التي سيصطدم بها أي اقتراح مستقبلي لرئيس الفيفا الحالي، ستذللها العائدات المادية.