ظريف يحذّر أوروبا من تعليق التزاماتهــا بالاتفـاق النــووي
حذّر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس خلال لقائه منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي، جوزيب بوريل، في العاصمة طهران، أنه “لا يحق لأوروبا اللجوء إلى المادة 36 من الاتفاق النووي”، والتي تنص على إحالة قضايا عدم الامتثال إلى اللجنة المشتركة للتسوية، ما قد يؤدي إلى إعلان المدعي عن حدوث “تخلف ملحوظ عن الأداء” وتعليق التزاماته بالاتفاق.
ووصل بوريل أمس إلى طهران في زيارة رسمية، التقى خلالها الرئيس الإيراني حسن روحاني وظريف.
وأكد روحاني أن بلاده جاهزة للعودة إلى تنفيذ التزاماتها بالاتفاق النووي “عندما ينفّذ الطرف المقابل التزاماته”، مضيفاً: إن “مراقبة أنشطتنا النووية من قبل الوكالة الدولية سوف تستمر، إلا في حال واجهنا ظروفاً جديدة”، وأبدى استعداد بلاده للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لحل القضايا العالقة، لافتاً إلى أن “الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي خلق عوائق ومشكلات لجميع أطراف الاتفاق”.
وكان بيان للاتحاد الأوروبي ذكر أن لدى جوزيب “تفويضاً قوياً من وزراء خارجية الاتحاد للمشاركة في حوار دبلوماسي مع الشركاء في المنطقة لتخفيف حدة التوتر والسعي لإيجاد فرص سياسية لحل الأزمة الراهنة”، وأضاف: إن “الزيارة ستكون فرصة أيضاً لإيصال رسالة التزام قوي من الاتحاد الأوروبي بجهود الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران”.
من جهته، قال بوريل: إن “الدول الأوروبية تسعى إلى الحفاظ على الاتفاق النووي وحل القضايا الخلافية للإبقاء عليه”، مضيفاً: إنه سيبذل ما في وسعه من قدرات “لخلق تعاون قوي يصب في إطار الحفاظ على الاتفاق النووي”.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي: إن الأوروبيين لم يقوموا بعد بتفعيل “آلية الزناد”، موضحاً “أنهم أرادوا تفعيل هذه الآلية، لكنهم تراجعوا أمام الأدلة القاطعة لإيران”.
وذكر موسوي، في لقائه الصحفي الأسبوعي، أن ظريف بعث برسالة من 14 صفحة إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فنّد فيها مبررات واستدلالات الدول الاوروبية، واعتبر أن زيارة بوريل إلى طهران في هذا الوقت تكتسب أهمية، معرباً عن أمله في أن تكون محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين “تراعي منطق الظروف الجديدة، وأن يستمع إلى أدلة وبراهين إيران، وبالتالي يتم اتخاذ خطوات جدية لتخفيف التوتر، إذا كانت أوروبا تتمتع بحسن نوايا”.
كما تطرّق موسوي إلى فتح قناة إنسانية بين إيران وسويسرا، وآخر ما وصلت إليه “آلية اينستكس”، قائلاً: “إننا كوزارة خارجية مكلفون إجراء أي مشاورات تصب في صالح حكومة وشعب إيران، وتقلل من الضغوط المفروضة على البلاد”، وأوضح أن آلية اينستكس هي “مقدمة لوفاء الأوروبيين بالتزاماتهم الأحد عشر، لكن عدم استقلالية الاتحاد الأوروبي وتبعيته للولايات المتحدة حال دون وفاء الأوروبيين بتعهداتهم”.
بالتوازي، أكد مساعد الشؤون التنسيقية في الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري أن وجود القوات الأجنبية في المنطقة يؤجج النزاعات، ويزعزع الأمن والاستقرار من خلال إيجاد ودعم المجموعات الإرهابية، وأشار، خلال لقائه مع ملحقين عسكريين لدول أخرى في إيران، إلى أن الرسالة التي تسعى إيران لبثها في العالم هي رسالة السلام والصداقة والتمسك بالمبادئ الإنسانية السامية، لافتاً إلى أن القوات الإيرانية وقوات الحرس الثوري تمكنت من ترك آثار إيجابية على المنطقة والنظام الدولي.