الطريقة الوحيدة لطرد ترامب
ترجمة: عائدة أسعد
عن نيويورك تايمز 1/2/2020
دونالد ترامب ليس قيصراً، ولا يملك ما يفوقه على عالمنا الضيق، والغريزة هي التي تحركه، والأهم من ذلك كله استغل تدهور حزبه لتبقى السلطة في قبضته. إنه شخصية متهورة ومشتّتة الانتباه، وهو متسلّل للفرص وبالكاد فاز في الرئاسة. هو ليس ملكاً، إنه رئيس مكروه على نطاق واسع ومقيّد من الناحية التشريعية ويواجه إعادة انتخاب صعبة.
لفترة طويلة خلال صعود ترامب طالب الكثير قادةَ الحزب الجمهوري القيام بشيء لمنع هذا الرجل غير المناسب والفوضوي والقاسي من أن يصبح مرشحاً لمنصب الرئيس. كانت هذه المطالبات صحيحة أخلاقياً، ولكنها ساذجة من الناحية الهيكلية بناءً على نظريات صنع القرار الحزبي والتدهور المؤسساتي.
كان من الممكن إيقاف ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بالطريقة القديمة من خلال هزيمته في صناديق الاقتراع، فقاعدته كانت محدودة وتذبذبت شعبيته ولو أدرك خصومه هذا التهديد في وقت سابق وتجنّبوا الأخطاء، لم يكن هناك سبب لعدم هزيمته.
الآن انتهى الجهد الأخير مع الجمهوريين الذين فشلوا في التغلب على ترامب والتراجع الحزبي الذي أدى إلى إغلاق قاعدته الحزبية وتحسين الظروف الوطنية ولن يمنحه فشل المساءلة صلاحيات جديدة أو شعبية جديدة. إنه يظهر فقط أن الطريقة الطبيعية للتخلص من رئيس لا يحظى بشعبية هي الطريقة التي يجب أن يتبعها الديمقراطيون.
بطبيعة الحال في محاولة لهزيمته، عليهم أن يتعاملوا مع حقيقة أنه عديم الضمير، كما يظهر ذلك في مهاجمة بايدن- أوكرانيا، وعليهم التغلب على الميزة التي يتمتّع بها ائتلافه الخاص في الدائرة الانتخابية. ولكن بطرق أخرى يحالف الحظ الديمقراطيين في مواجهة ترامب، حيث كانوا محظوظين في عام 2016. في ذلك العام كانت فيه الأساسيات تفضل الجمهوريين بشكل معتدل، حيث واجهت هيلاري كلينتون مرشح العصر الحديث، وكانت ستهزمه لو كانت حملتها قد اتخذت فقط بضع خطوات أخرى لمواجهة إستراتيجية فريقه الطويلة المدى لقلب الغرب الأوسط.
وكما هي الحال مع 2016 والسياسة منذ ذلك الحين يتجاهل التحرّر الليبرالي عيوب ترامب، لكن الهيكلية والمزايا التي لا يزال يقدمها لهم وهي حقيقة أنه في أفضل اقتصاد خلال 20 عاماً، لا يستطيع التوقف عن جعل الناس يكرهونه ولا يمكنه التوقف عن فقدان الفرص لتوسيع قاعدته.
يعتقد معظم الأمريكيين الآن أن الرئيس فعل شيئاً خاطئاً، وأن الجمهوريين يحمونه ومعظم البلاد منفتحة ومفتوحة تماماً للتصويت، وترامب وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون هم الحلقة الأضعف في تسعة أشهر قصيرة.
إنه يقاتل في جميع أنحاء العالم، وما يوحي بأن الليبراليين الأمريكيين محظوظون أن يكون ترامب هو عدوهم العظيم ومن المرجح أنه سيخسر. ولعلّ أحد الدروس الأساسية في عصر ترامب هو أن الاحتمالات ليست كافية، وإذا كنا نرغب في إنهاء عصر ترامب يكفي شيء واحد فقط وهو هزيمته.