اعتداءات إرهابية تطال 4 منشآت للنفط والغاز في حمص وريفها سورية تطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات رادعة بحق داعمي الإرهاب
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن استهداف المجموعات الإرهابية المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية التي تقدّم خدماتها للشعب السوري، والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة من بعض الدول عليه، هما السبب الرئيس لتفاقم الأوضاع التي يمر بها الشعب السوري.
وقالت الوزارة في رسالتين وجهتهما إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن: لاحقاً لرسائلنا السابقة بشأن الإبلاغ عن الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية قامت هذه المجموعات وبتعليمات من مشغليها باعتداءات جديدة متعمّدة على البنى التحتية الخدمية، وبشكل خاص قطاع النفط والطاقة، الذي يقدّم خدمات حياتية لا غنى عنها لأبناء الشعب السوري، من أطفال ونساء وكبار السن، الأمر الذي أدى إلى خسائر مادية كبيرة وتدمير كبير لبعض هذه المنشآت، وكان آخر هذه الاعتداءات استهداف محطة غاز الريان، ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، ومعمل غاز إيبلا ومصفاة حمص، صباح أمس، الذي سبقه استهداف المرابط البحرية النفطية في بانياس بتاريخ الـ 27 من كانون الثاني الماضي.
وأضافت وزارة الخارجية والمغتربين: إن هذه الأعمال الإرهابية تتزامن مع تصعيد الجماعات الإرهابية المسلحة جرائمها بحق المدنيين في مدن حلب وإدلب وحماة واللاذقية، واستهدافها الأحياء السكنية الآمنة بمئات القذائف والصواريخ، ما أدى إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين، وذلك بدعم مباشر من النظام التركي، الذي يقدّم الدعم اللوجستي لهذه الجماعات الإرهابية، وتابعت: ما يدعو للاستهجان أن هذه الجرائم وغيرها لا يتناولها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” ومنظمات أخرى في تقاريرها، وتتم بحماية وغطاء سياسي وإعلامي من دول معروفة تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية، التي يتولّى إعلامها فبركة تقارير موجهة ضد الحكومة السورية لقلب الحقائق وممارسة تضليل غير مسبوق للمجتمع الدولي، وكل ذلك بهدف تشويه ما يقوم به الجيش العربي السوري وحلفاؤه من عمليات عسكرية دقيقة مدروسة في محافظتي حلب وإدلب، والتي تأتي استجابة لمناشدات المواطنين السوريين في هاتين المحافظتين، ورداً على الجرائم الممنهجة التي ترتكبها تلك التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم “جبهة النصرة”، الذي يواصل حصاره المدنيين في مدينة إدلب، ويمنعهم من الخروج عبر الممرات الإنسانية التي افتتحتها الدولة السورية في أبو الظهور والهبيط والحاضر بريفي إدلب وحلب، والتي تم تجهيزها بالعيادات الطبية الكاملة لتقديم الخدمات للأطفال والنساء والمرضى من هؤلاء المواطنين، إضافة إلى وسائط النقل اللازمة.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن استهداف المجموعات الإرهابية المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية، التي تقدّم خدماتها للشعب السوري، والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة من بعض الدول على الشعب السوري، هما المسؤولان بشكل رئيس عن تفاقم الأوضاع التي يمر بها، وأضافت: في مواجهة هذه الاعتداءات المتكررة والمتعمّدة على المنشآت النفطية والاقتصادية، فإن الجمهورية العربية السورية تحتفظ بحقها في مطالبة الدول التي تقدّم كل أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة بدفع التعويضات لسورية جراء هذا التدمير الممنهج باعتباره حقاً ضمنه لها القانون الدولي، وتطلب من هذه الدول التوقف فوراً عن هذه الممارسات التي تدمّر مقدرات الشعب السوري، وتطيل أمد الأزمة، وتبطئ عملية التعافي.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتيها بالقول: إن حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكّد ضرورة قيام الدول بواجباتها والتزاماتها الأخلاقية والقانونية، واتخاذ مجلس الأمن إجراءات رادعة وعاجلة ضد التنظيمات الإرهابية وضد الدول الراعية والداعمة للإرهاب، التي تنتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وفي وقت سابق، تعرّضت محطة غاز الريان، ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، ومعمل غاز إيبلا، ومصفاة حمص مجدّداً لاعتداءات إرهابية بقذائف من طائرات مسيّرة أدت إلى نشوب حرائق ووقوع أضرار مادية، وقال وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي غانم: إن الإرهابيين ورعاتهم عادوا لاستهداف قطاع النفط ومنشآته باعتداءات إرهابية، ولا سيما معمل غاز إيبلا، ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، ومحطة غاز الريان، ومصفاة حمص، وعلى الفور تمكّن عناصر فوج الإطفاء العائد للمنشآت النفطية وعناصر الدفاع المدني من السيطرة على الحرائق الناجمة عن الاستهداف وإخمادها، وأضاف: إن الكوادر الفنية استطاعت المناورة، والتخفيف من حجم الأضرار، وتأمين استمرارية تدفق الغاز إلى محطات التوليد بشكل طبيعي، موضحاً أن بعض الوحدات التي تضررت توقفت بشكل جزئي، ولكن لن يكون هناك تأثير كبير بموضوع الإمدادات للسوق المحلية.
وتابع الوزير غانم: نلاحظ دائماً أنه مع انتصارات الجيش العربي السوري يكون هناك استهداف من قبل الإرهابيين كأسلوب ضاغط بشكل مباشر، ولكننا نستطيع تلافي ذلك عبر الخطط البديلة، فلم ينجحوا سابقاً، ولن ينجحوا مستقبلاً بمخططاتهم، ونحن قادرون على تجاوز هذه الأزمة بسرعة.
من جانبه قال مدير عام الشركة السورية للغاز: تعرّضت محطة غاز الريان لاعتداءات إرهابية بعدة قذائف، ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى بثلاث قذائف، ومعمل غاز إيبلا بقذيفتين، ما أدى إلى نشوب حرائق ووقوع أضرار مادية، وأضاف: تمّت السيطرة على الحرائق التي تسببت بها الاعتداءات الإرهابية، ويجري الآن تقييم الأضرار، والبدء بإصلاحها وإعادتها كما كانت، مشيراً إلى أنه لا حرائق في معمل غاز إيبلا.
وفي وقت لاحق، باشرت الورشات الفنية في الشركة السورية للغاز إصلاح الأضرار الناجمة عن الاعتداء الإرهابي، وأوضح مدير عام الشركة السورية للغاز أن جميع المنشآت المستهدفة ستعود للخدمة خلال 72 ساعة، فيما أكد مدير عام مصفاة حمص أن ورشات الصيانة في المصفاة بدأت على الفور إصلاح الأضرار في الوحدات التي تعرضت لاعتداءات إرهابية، وسيتم خلال 72 ساعة إعادتها إلى العمل.
وكان عدد من المنشآت التابعة للشركة السورية للغاز ومصفاة حمص تعرّضت أواخر العام الماضي لاعتداءات إرهابية، وقد تمكّن العاملون فيها من إصلاح الأعطال، وإعادة المنشآت إلى الخدمة.