تواصل الرفض الشعبي لـ “صفقة ترامب”: مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية
توالت ردود الأفعال على إعلان الرئيس الأمريكي ما يسمى بـ “صفقة القرن”، حيث اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الصفقة تنتهك المعايير المتفق عليها دولياً، مشيراً إلى أن موقف الاتحاد إزاء الأراضي المحتلة عام 1967 لم يتغيّر.
وأوضح بوريل في بيان أن مقترحات الرئيس الأمريكي المتضمنة في الصفقة تنتهك المعايير المتفق عليها دولياً وتكرّس احتلال “إسرائيل” لأجزاء من الضفة الغربية، معتبراً أنه “نبغي البت بقضايا الوضع النهائي من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين”.
وفي السياق نفسه، أعربت جمهورية فنزويلا البوليفارية عن رفضها القاطع للصفقة باعتبار أنها خطة توسعية وتعسفية تحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه وتتعارض مع القواعد الأساسية للقانون الدولي، وأكد بيان رسمي صادر عن الحكومة الفنزويلية أن هذه الخطة “غير متكافئة وغير عادلة ومنحازة وغير قانونية وهي ترمي إلى منح اعتراف أحادي الجانب بالمستوطنات غير الشرعية التي بنتها “إسرائيل” على الأراضي الفلسطينية وتضم بشكل تعسفي أراضي تعود دون أدنى شك وبما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة إلى دولة فلسطين”.
وأعرب البيان عن تضامن جمهورية فنزويلا البوليفارية الكامل مع شعب وسلطة دولة فلسطين، داعيا المجتمع الدولي على وجه السرعة إلى تفعيل الآليات متعددة الأطراف اللازمة لتفادي العواقب غير المتوقّعة التي قد تنجم عن فرض هذه الخطة.
وفي طهران، اعتبر المساعد والمستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى رحيم صفوي أن إعلان “الصفقة” محاولة من ترامب للإفلات من الهزيمة الكبرى أمام جبهة المقاومة، وأكد أن مصير مخطط صفقة القرن الفشل كسابقيه ولاسيما مشروع الشرق الأوسط الكبير، مشدداً على أن جبهة المقاومة حققت تقدماً في المنطقة فيما تواجه جبهة الاستكبار بقيادة أمريكا مرحلة أفولها.
وفي بيروت، أكد السفير هيثم أبو سعيد مفوض اللجنة الدولية لحقوق الإنسان أن ما تسمى “صفقة القرن” تشكل خرقاً للقانون الدولي، وشدد، خلال ترؤسه الهيئة الاستشارية للمكتب التنفيذي للجنة الدولية، على أن هذه الصفقة لا يمكن أن تبصر النور لعدم استنادها إلى معطيات قانونية وعملية وهي تضرب جهاراً بعرض الحائط كل القرارات الأممية ولاسيما القرار 242 وحق العودة وتقرير المصير للفلسطينيين، محذراً من خطر المضي بها على المنطقة بأكملها.
كما جددت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني تأكيدها على رفض الصفقة، وقال النائب اللبناني ياسين جابر: إن اللجنة أشارت خلال اجتماعها إلى أن الإعلان عن “صفقة القرن” هو في الواقع إلغاء لحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وإقامة دولتهم المستقلة على كامل أراضيهم حسب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مشدداً على دعم لبنان الشعب الفلسطيني في دفاعه عن حقوقه.
إلى ذلك أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان المحاولات الجارية من بعض الأنظمة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي، وأشارت عمدة الإعلام في الحزب في بيان لها إلى أن صفقة القرن هي من أخطر حلقات مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية منددة بتآمر بعض الأنظمة العربية الخاضعة بالكامل للمشيئة الأمريكية الصهيونية.
ميدانياً، جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين أمس اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال. وذكرت وكالة وفا أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
في سياق متصل، أصيب شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم عقبة جنوب مدينة أريحا بالضفة الغربية. كما أصيب عدد من الفلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة دورا ومخيم الفوار جنوب مدينة الخليل. كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة عشر فلسطينيا في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة جبل المكبر جنوب مدينة القدس المحتلة وهدمت منزلاً.