اقتصادصحيفة البعث

وزارة التجارة الداخلية تعوّل على البطاقة الإلكترونية لضبط حركة المواد وتحقيق وفورات

 

 

 

دمشق – البعث
تعوّل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على اعتماد البطاقة الإلكترونية لتوزيع عدد من المواد الأساسية، وإمكانية تحقيقها لعدالة التوزيع، إضافة إلى وفورات ستحدّد قيمتها مع نهاية أول شهر لتطبيق هذه التجربة، أسوة بما حققته وزارة النفط من وفورات وصلت إلى 8 مليارات ليرة شهرياً وفق ما أكده معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفعت سليمان.

ليست ذكية
سليمان الذي رفض تسمية البطاقة “الذكية”، وأكد أن تسميتها بـ”الإلكترونية” هو الأدق لكونها تؤتمت البيانات وتنظم الحركة وتضبطها، بيّن أن هذه البطاقة بالنهاية وسيط نزيه بين صالات السورية للتجارة والمستهلك، فهي ألغت دور الموظف واحتكاك المستهلك معه وما قد ينجم عن ذلك من تجاوزات تحول دون التوزيع العادل، مع الإشارة هنا إلى عدم إمكانية التلاعب بالإعدادات الإلكترونية لأية بطاقة كانت، وبالتالي فإن حصة كل مواطن محفوظة حتى ينالها.

تكسر الاحتكار
وأضاف سليمان في تصريح خاص لـ”البعث”: إن البطاقة إضافة إلى ما سبق ذكره تكسر احتكار المادة، وتمنع تهريبها، وتلغي عمليات التزوير التي كانت سائدة أيام القسائم الورقية، وتلغي أيضاً القوائم الوهمية، وتضع حدّاً للفوضى التي كانت عارمة، بل ربما تستأصلها من جذورها.

على السكة الصحيحة
وفي سياق الحديث عن سلبيات هذه البطاقة وعدم استشعارها الحقيقي لمن يستحق الدعم الفعلي، وأن هذه البطاقة تعتبر مؤشراً على تراجع الوضع الاقتصادي وعجز الحكومة عن معالجة الوضع المعيشي، بيّن سليمان أن معارضة هذا المشروع تأتي بالدرجة الأولى ممن كانوا مستفيدين من انفلات الأمور وعدم انضباطها، فهذا المشروع وضع الأمور على السكة الصحيحة وحال دون استفادة المرتكبين، نافياً أن يكون هذا المشروع مؤشراً على تراجع الوضع الاقتصادي، وإنما هو آلية جديدة للتعاطي مع المستجدات الطارئة الناجمة عن العقوبات بالدرجة الأولى وخاصة قانون سيزر الذي يعتبر من أسوأ العقوبات على مر التاريخ، والبطاقة الإلكترونية هي بالنهاية أداة من الأدوات التي تستخدم عادة في الأزمات، مشيراً إلى أنه إذا ما أردنا تحليل واقع الاقتصاد السوري سنجد أن هناك مجموعة من نقاط القوة المتمثلة بتوفر المواد الأساسية، ومجموعة من نقاط الضعف المتمثلة بعدم التوزيع الصحيح، ما دفع بالنتيجة إلى تحديث الأدوات ليصار إلى اعتماد البطاقة الإلكترونية لتصويب مسار إيصال هذه المواد إلى المستهلك.

لابد من الأتمتة
وبيّن سليمان أن الوزارة انتهت من دراسة منظومة دعم القرار التي تنظم حركة المال والمواد في صالات السورية للتجارة البالغة نحو 2200 صالة والمخابز وكل الجهات ذات الصلة بالوزارة، وذلك بهدف ضبط العمل والحد من الهدر والتلاعب، مشدّداً على أهمية أتمتة الإجراءات والعمليات التي تفضي بالنهاية إلى مكافحة الفساد تلقائياً، لافتاً إلى أن التحدي الأكبر في هذه المرحلة هو الاشتغال على تغيير آليات العمل وتحديثها باستخدام تكنولوجيا المعلومات.