الخارجية: أردوغان يحمي أدواته الإرهابية.. واتفاق أضنة لضمان أمن الحدود دفاعاتنا الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي وقواتنا الباسلة تسيطر نارياً على طريق حلب- سراقب.. وتحرّر تل طوقان الاستراتيجي و4 قرى جديدة في ريفي إدلب وحلب
تصدت دفاعاتنا الجوية لعدوان إسرائيلي في سماء دمشق، وفي سماء المنطقة الغربية لريف دمشق، كما استهدف العدوان الإسرائيلي منطقة الكسوة ومرج السلطان وجسر بغداد وجنوب أزرع، وتمكنت المضادات الجوية من اسقاط معظم الصواريخ المعادية قبل وصولها إلى أهدافها.
يأتي ذلك فيما واصلت قواتنا الباسلة تقدّمها باتجاه مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، وحرّرت بلدة تل طوقان الاستراتيجية، وقريتي إسلامين والريان، بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها، فيما سيطرت نارياً على الطريق الدولي حلب- سراقب، وقطعت خطوط إمداد الإرهابيين من ريف حلب الجنوبي، حيث حققت أيضاً تقدماً جديداً، بتحريرها قريتي جزرايا وزمار، بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، فيما استشهد 4 مدنيين بينهم طفل، وأصيب 7 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الإرهابية على منطقة الحمدانية السكنية بمدينة حلب.
سياسياً، أعربت سورية عن استهجانها إصرار رئيس النظام التركي على الاستمرار بالكذب والتضليل إزاء سلوكياته في سورية، مشدّدة على أن تصريحاته بشأن اتفاق أضنة تؤكّد مجدداً عدم احترامه لأي التزام أو اتفاق، سواء في إطار أستانا أو تفاهمات سوتشي.
وفي التفاصيل، وبعد أقل من 24 ساعة من تحرير 22 قرية شرق وجنوب سراقب، حرّرت وحدات الجيش بلدة تل طوقان، ذات الأهمية الاستراتيجية، وقريتي إسلامين والريان، ولاحقت فلول المجموعات الإرهابية الفارة باتجاه المدينة، وكبّدتها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد، حيث أصبحت القوات مشرفة على المدينة من جهات الشرق والغرب والجنوب، بالتوازي مع استمرار انهيارات المجموعات الإرهابية أمام تقدّم وحدات الجيش على جبهات الاشتباك.
وواكبت كاميرا سانا تقدّم الجيش بريف إدلب الجنوبي الشرقي من بلدة رأس العين، التي لا تبعد سوى 10 كيلو مترات شرق سراقب، و15 كم غرب بلدة أبو الضهور، ومن تل السلطان، حيث أوضح قائد ميداني الأهمية الاستراتيجية لتحرير هذه القرى والتلال، وأهمها تل طوقان، الذي كان يتحصّن فيه الإرهابيون، ويمنعون الأهالي من الخروج من ريف إدلب، والتوجّه إلى ممر أبو الضهور، لافتاً إلى أن السيطرة على هذه التلال الحاكمة تمكّن وحدات الجيش من التقدّم السريع، وتحرير المزيد من الأراضي باتجاه طريق حلب-حماة الدولي.
كما عبّر عدد من رجال الجيش العربي السوري المنتشرين في مناطق أخرى من محاور الاشتباك مع التنظيمات الإرهابية عن استعدادهم لمواصلة ضرب الإرهابيين ودحرهم وتطهير ما تبقّى من مناطق من رجسهم بمعنويات عالية وإيمان بالنصر الأكيد.
وفي ريف حلب، خاضت وحدات الجيش اشتباكات عنيفة، خلال الساعات الماضية، ضد الإرهابيين في قريتي جزرايا وزمار نحو 40 كم جنوب حلب، بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، انتهت بتحرير القريتين بعد القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
في الأثناء، استشهد 4 مدنيين بينهم طفل، وأصيب 7 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الإرهابية على منطقة الحمدانية السكنية بمدينة حلب.
وأفاد مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب بأن المجموعات الإرهابية المنتشرة في الريف الغربي اعتدت بالقذائف الصاروخية على منازل المواطنين في منطقة الحمدانية السكنية، ما تسبب باستشهاد 4 مدنيين بينهم طفل وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى مشفى حلب الجامعي لتلقي العلاج والإسعافات الطبية اللازمة، وأشار إلى أن الاعتداءات الإرهابية أدت إلى وقوع أضرار مادية بمنازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
وأصيبت الأحد الماضي فتاة بجروح بليغة نتيجة اعتداء التنظيمات الإرهابية بقذيفة صاروخية على حي حلب الجديدة.
ورداً على اعتداءات التنظيمات الإرهابية المتكررة بالقذائف المتنوعة ورصاص القنص وغيرها من الوسائل الإجرامية على المدنيين في الأحياء السكنية في مدينة حلب تواصل وحدات الجيش عملياتها القتالية في ملاحقة فلول الإرهابيين في الأطراف الغربية والجنوبية الغربية لمدينة حلب والقضاء عليهم ووضع حد لجرائمهم بحق المدنيين.
أردوغان مصر على الكذب
في الأثناء، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح: إن الجمهورية العربية السورية تستهجن إصرار رئيس النظام التركي أردوغان على الاستمرار بالكذب والتضليل إزاء سلوكياته في سورية، وخاصة ادعاءه فيما يتعلّق بدخول قواته إلى شمال حلب بموجب اتفاق أضنة لمكافحة الإرهاب.
وأضاف المصدر: بهذا الصدد تؤكّد سورية أن اتفاق أضنة يفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتباره اتفاقاً بين دولتين، وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات هذا الاتفاق التصرّف بشكل منفرد.
وتابع المصدر: إضافة إلى ذلك فإن اتفاق أضنة لضمان أمن الحدود بين البلدين يهدف بالفعل إلى مكافحة الإرهاب، إلا أن ما يقوم به أردوغان هو حماية أدواته من المجموعات الإرهابية، التي قدّم لها ولا يزال مختلف أشكال الدعم، والتي تتهاوى وتندحر أمام تقدّم الجيش العربي السوري، وينهار معها المشروع الأردوغاني في سورية. وختم المصدر تصريحه بالقول: إن تصريحات رأس النظام التركي تؤكد مجدداً نهج الكذب والتضليل والمراوغة الذي يحكم سياساته، وعدم احترامه لأي التزام أو اتفاق، سواء في إطار أستانا أو تفاهمات سوتشي أو موجبات اتفاق أضنة، وأن هذا الإنكار يفقد هذا النظام، ورأسه بالتحديد، أدنى درجات الصدقية، وأن الفشل الذريع سيكون المصير المحتوم لسياساته العدوانية.
وكانت المعارضة التركية، وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، طالبت أردوغان بالكف عن سياساته العدائية تجاه سورية، وقطع علاقاته مع الإرهابيين، مجدّدة التأكيد على أن أردوغان لم يحترم تعهداته في إطار اتفاقات سوتشي.
وتساءل رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو: “في إدلب يوجد الآلاف من إرهابيي “جبهة النصرة”، كل من له ضمير ووجدان يسأل من الذي يعطي السلاح للإرهابيين، ولماذا تركيا تتدخل في القضية طالما أن إدلب أرض سورية؟!”، فيما شدّد أران أردام، عضو اللجنة المركزية في الحزب، على أنه من حق الدولة السورية القضاء على الإرهابيين في أراضيها، وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل مناطقها، وتساءل ساخراً: “ما علاقة تركيا بإدلب، ومن ثم لماذا تعترض أنقرة على تحرير الجيش السوري لمدن وبلدات وقرى سورية كان الإرهابيون يحتلونها منذ سنوات؟!”، وأضاف: “إذا كان أردوغان متضامناً إلى هذه الدرجة مع الإرهابيين في إدلب ومحيطها يستطيع أن يأتي بهم إلى تركيا، ويساعدهم كما يشاء من منطلقات عقائدية مشتركة”.