أردوغان نتنياهو.. حليفان لا عدوان
لم يتأخر بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو الصهيوني في الكشف عن مدى التعاون والتنسيق بين النظام التركي وكيانه، ولاسيما في الأمور الاقتصادية والتجارية، على الرغم من الانتقادات اللاذعة التي يوجهها رئيس النظام رجب طيب أردوغان له باستمرار، وبالتحديد مواقفه الأخيرة مما يسمى “صفقة القرن”، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً. كلام نتنياهو، الذي جاء خلال اجتماع لحزبه الليكود، أكد من جديد مدى الترابط والتنسيق بين رعاة الإرهاب نتنياهو وأردوغان في تدمير المنطقة بهدف اقتسامها والسيطرة على مواردها، ولعل ما جرى ليلة من عدوان “إسرائيلي” على دمشق، تزامناً مع دخول أرتال عسكرية تركية، تحت جنح الظلام، إلى جبهات القتال في مدينة إدلب وريفها، هو دليل دامغ على ذلك.
على مدى عقدين من الزمن قدّم الإرهابيان “نتنياهو– أردوغان” الكثير من المسرحيات عن خلاف سياسي حاد بينهما، وأن محور الخلاف الرئيس، كما يدّعي وريث العثمانية، هو الدفاع عن فلسطين وحقوق أبنائها؟!، طبعاً وفي كل فصل من فصول المسرحية يتطوّر المشهد إلى حد يعتقد كل من يشاهده بأن الكيان والنظام التركي على شفير الحرب لا محالة (حادثة منتدى دافوس) لنعود ونرى في الفصل الأخير من المسرحية انتهاء الخلاف و”تبويس” شوارب، والأمور الباقية من تنسيق وسفارات وتبادل تجاري وعسكري يسير بوتيرة عالية (اعتذار نتنياهو من أردوغان عام 2013 عن حادثة سفينة مرمرة) وبالتالي فإننا أمام حالة من الاستغلال السياسي والتضليل الخطير الذي مارسه الإرهابيان لخداع الرأي العام في المنطقة بهدف الوصول إلى أهدافهما.
منذ بداية “الربيع العربي” المزعوم لعب أردوغان دوراً خطيراً في تدمير الدول التي عصف بها هذا الربيع الأسود من خلال دعم تنظيم “الإخوان” الإرهابي، هذا الأخير كانت له اليد الطولى في الخراب الذي يعصف بتونس ومصر وليبيا واليمن والسودان، والذي كانت من أولى نتائجه في المرحلة الأولى إسقاط الاعتبار لقضية العرب المركزية فلسطين من كل الحسابات في هذه الدول، وفي المرحلة الثانية إلغاء أي تحفظ على اللقاء مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه (لقاء البرهان ونتنياهو). ولكن في الحالة السورية بدت الأوضاع أكثر تعقيداً، فالقيادة والجيش والشعب وقفوا صفاً واحداً في مواجهة المخططات الإخوانية الأردوغانية على مدى السنوات التسع الماضية، فأفشلوا المخطط تلو الآخر، ولكن في الفصل الأخير من المؤامرة على سورية بدا واضحاً مدى التنسيق بين الطرفين، فأمام تقدّم الجيش العربي السوري وحلفائه على جبهات القتال في محافظتي إدلب وحلب، ارتفع عويل أردوغان متوعّداً الدولة السورية بالويل والثبور إذا لم توقف عملياتها في تطهير المحافظتين من رجس الإرهاب!، فما كان من حليفه الوثيق نتنياهو إلا أن قام بعدوان غادر على مواقع في دمشق استمر لأكثر من ساعة، في رسالة دعم واضحة لأردوغان ومرتزقته المنهزمين أمام ضربات الجيش العربي السوري.
إن المسرحيات التي يحاول أردوغان ونتنياهو تسويقها بين الحين والآخر لتمرير سياسات محورهم الإرهابي لم تعد تنطلي على أحد، وما قام به الجيش العربي السوري بالأمس من تطهير مدينة سراقب عقب التهويل التركي والعدوان الإسرائيلي هو أبلغ رد على فشل تمرير مسرحيتهما الجديدة في سورية.
سنان حسن