بيلوسي تمزّق خطاب ترامب.. فهل تمزّق مستقبله السياسي؟
تلذذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بتصرفاته المهينة للمرأة، خلال حملته الانتخابية بإهانة منافسته هيلاري كلينتون، وإذ استطاع إزاحة كلينتون من المشهد السياسي، فإن الديمقراطيين حملوا له منافسة جديدة، لايستهان بها، هي نانسي بيلوسي التي تسلّمت رئاسة مجلس النواب، وخاضت مواجهات ملحمية مع ترامب، وعارضت سياساته، وعرقلت مشاريعه.
أثارت الحادثة التي وقعت بين ترامب وبيلوسي دهشة النواب الأمريكيين، والمتابعين في الداخل الأمريكي، ووصفها كثيرون بأنها حركات طفولية، بعد رفض ترامب مصافحة رئيسة المجلس أثناء تسليمها نسخة من خطابه، فردّت بتمزيق نسخة خطاب الاتحاد أمام الجميع، ووصفت خطابه عقب ذلك بالقذر، لكن هذه الحركات الطفولية لها خلفيات عدائية، بدأت منذ اللحظة الأولى لتسلم بيلوسي المنصب الأعلى في مجلس النواب.
بدأت المواجهات بين الطرفين مع قيادة بيلوسي معارضة الديمقراطيين، طلب ترامب تمويل بناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك، معتبرين أنه حل من القرون الوسطى، ومحاولة من الرئيس الأمريكي لإشغالهم عن تحقيق إصلاحاتهم بقضايا هامشية، لكن الأمور تطورت فيما بعد إلى حد تحرّك بيلوسي وحزبها لعزل ترامب.
منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، شهد الداخل الأمريكي انقساماً غير مسبوق واستقطاباً حادّاً على مستوى النخبة والشارع، حتى إن الحزبين التقليديين بما ينسب إليهما من توصيف “يمين وسط” للحزب الجمهوري، و”يسار وسط” للحزب الديمقراطي، جعلا أمريكا بسبب سياسات ترامب الغريزية وغير المدروسة، منقسمة بين يسار متطرف، ويمين أكثر تطرفاً.
وفيما نجح مجلس النواب بأغلبية ديمقراطية في سوق ترامب إلى المساءلة بقصد العزل، فإن الكونغرس بغالبيته من الجمهوريين، والذي يملك القرار النهائي في قضية عزل الرئيس، سيُخرِج ترامب من القضية “مثل الشعرة من العجين”، لكن، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية أواخر العام الجاري، ستزداد حدّة المواجهات بين بيلوسي وترامب في الأشهر المقبلة، وقد تنجح المرأة الصلبة والتي هزمت الرئيس البذيء في أكثر من مواجهة، بأن تقضي على أحلامه بالحصول على ولاية ثانية لرئاسة الولايات المتحدة.
وسام إبراهيم