دينا الرواس وإسلام العمارين في صالة لؤي كيالي
تعرض حالياً في صالة لؤي كيالي للفنون الجميلة أعمال تشكيلية للفنانتين الشابتين دينا الرواس وإسلام العمارين المتخرجتين من كلية الفنون الجميلة قسم الحفر، حيث قدمتا مجموعة من اللوحات المنفذة بتقنية الحفر والطباعة ولكل واحدة موضوعاً مختلفاً تناولته بطريقتها التعبيرية والتقنية الخاصة، فمن كليشات بعض الأعمال نتعرف على تقنية كل منهما كالحفر على الزنك أو المعدن -المازونيت– الحجر. وتعتبر المعارض المشغولة بتقنيات الحفر قليلة نسبة لأعمال التصوير الكثيرة التي تشهدها صالات العرض حالياً.
قدمت دينا الرواس مجموعة من البورتريهات أو الرسومات الآدمية التشخيصية يتشابه الكثير منها مع مشاهد واقعية أو صور مألوفة والبعض منها منشور بصيغة الصورة الصحفية والتوثيقية، إلا أن لغة الحفار أكثر بلاغة لاعتمادها على الكثافة في التعبير من خلال اللون الأسود والأبيض وما يتحقق من رماديات حققته تهشيرات الكليشة الناعمة التي أنجزتها حساسية الفنانة الشابة وخبرتها الأكاديمية، مجموعة من الأعمال صغيرة الحجم تحمل من اللطافة ما يكفي للتبشير بفنانة قادمة وحفارة تثق بأدواتها وتجتهد لاكتشاف عوالم جديدة من التقنيات وتخوض تجارب عرض قادمة تعزز من المنتج الغرافيكي السوري الذي يمتلك الريادة في المحيط العربي لتوفر أساتذة لمادة الحفر الأكاديمية من الفنانين المتميزين وإقبال الفنانين الشباب على هذا الاتجاه في اللوحة التشكيلية.
في جانب آخر من المعرض عدد من الأعمال التي تشدنا بمواضيعها وبالخبرة الفنية التي تقف وراء هذه الأعمال، فقد تميزت الفنانة الشابة إسلام العمارين بأعمالها التي تناولت مواضيع إنسانية تراجيدية اقتربت من لغة الفن الحقيقية من خلال كشفها عن آلام وعذابات خلقتها الحرب ومصائبها من خوف وموت.. ربما خطت الفنانة الشابة بهذه الأعمال نحو الطريق الصحيح الذي يؤلف الفنان فيها خصوصيته.
تبقى جهود الشباب موضع عناية وتقدير من قبل إتحاد الفنانين والمؤسسات الثقافية الرسمية إذ لا بد من الإشارة إلى الندوة المرافقة التي قدمها الفنان عبد الكريم فرج أستاذ مادة الحفر في جامعة دمشق أضاء خلالها على التحولات الإبداعية في الفن التشكيلي من عصر النهضة ومن لوحة “كرافاجيو” إلى اليوم حيث مشاغل المعاصرة والحداثة والمفاهيمية الجديدة.
أكسم طلاع