مظاهرة نسائية في غزة رفضاً لـ”صفقة ترامب- نتنياهو”
شاركت مئات الفلسطينيات في مدينة غزة، أمس، بمظاهرة حاشدة تنديداً بـ “صفقة القرن”، الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، فيما جدّدت إيران والجزائر التأكيد على موقفهما الرافض والحاسم ضد “الصفقة”، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الجزائري صبري بوقادوم، خلال اتصال هاتفي بينهما، “الصفقة” بـ “الجائرة والمرفوضة”، وشدّدا على ضرورة اتخاذ موقف حازم، وتضامن العالم الإسلامي ضد هذه المؤامرة، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، فيما أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، أن فلسطين للفلسطينيين، وأن المشروع الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية، والذي أطلق عليه “صفقة القرن”، مصيره الفشل، وأن هذا المشروع “سيموت قبل موت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
وقال الخامنئي، خلال استقباله الآلاف من مختلف فئات أبناء الشعب الإيراني تزامناً مع الذكرى الحادية والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية: “إن صفقة القرن مشروع ينم عن الغباء، وفيه مؤشرات الخبث، ومحكوم عليه بالفشل”، مضيفاً: “بعد الكشف عن المخطط الأمريكي وقف العالم إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولا أهمية لمواقف بعض الحكام الخونة”، واعتبر “أنه وخلافاً لمساعي أجهزة الاستكبار لجعل فلسطين طي النسيان شكّلت هذه الخطوة رافداً لإحياء قضية فلسطين في كافة أرجاء العالم”، مؤكداً أن القضية الفلسطينية، وخلافاً للسياسة الأمريكية، ستنبعث من جديد، وأن الجمهورية الإسلامية ستواصل دعمها للفلسطينيين.
وفي غزة، شهدت ساحة فلسطين مظاهرة نسائية، رفعت المشاركات فيها أعلام فلسطين ولافتات، ورددوا هتافات تندد بالصفقة المشؤومة، وتؤكّد أنها لن تمر بفضل صمود وإرادة الشعب الفلسطيني، وأوضحت المشاركات أن المرأة الفلسطينية ستواصل نضالها إلى جانب المقاومين حتى إسقاط كل المؤامرات الرامية إلى النيل من حقوق الشعب الفلسطيني.
عربياً، أكدت كتلة التنمية والتحرير النيابية اللبنانية أن “صفقة القرن” تمثّل إعلاناً صريحاً وفاضحاً لتصفية القضية الفلسطينية، وأشارت، في بيان بعد اجتماع برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى أن الصفقة إجهاض لكل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ومحاولة مكشوفة لفرض وقائع جغرافية وديموغرافية على مساحة المنطقة، ومن بينها لبنان، ونبّهت إلى التداعيات الخطرة التي يمكن أن تنجم عن تمرير هذه الصفقة، مؤكدة رفضها أي شكل من أشكال التوطين تحت أي ظرف.
كما شدّد المطارنة الموارنة على أن “الصفقة” انتهاك صارخ للقانون الدولي يؤدي إلى تأجيج التطرّف والإرهاب في المنطقة، وقالوا في بيان: “لمشروع المعروف بصفقة القرن يتجاوز قرارات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ولا يقيم وزناً لحقوق الفلسطينيين في الأرض والأمن والسلام داخل دولة قابلة للحياة”، وأشار البيان إلى أن هذه الصفقة “تقضي على آمال شعوب الشرق الأوسط بسلام عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية”، وتؤدي إلى تأجيج التطرّف والإرهاب في المنطقة.
وفي الكويت، ندّد مجلس الأمة بالمخطط الأمريكي، داعياً الحكومة الكويتية إلى رفض الصفقة التي تتضمن تنازلاً عن الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية في الاراضي المحتلة، ودعا رئيس المجلس مرزوق علي الغانم، في بيان تلاه أثناء جلسة المجلس، إلى “موقف رسمي عربي وإسلامي ودولي رافض لهذه الصفقة الخاسرة”، مؤكداً أهمية تكاتف الجهود العربية والإسلامية في نصرة الشعب الفلسطيني، وتعريف شعوب العالم بالجرائم والانتهاكات المستمرة لكيان الاحتلال الاسرائيلي.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة باب الزاوية وسط الخليل، وأطلقت الرصاص باتجاه الفتى محمد سليمان طعمة الحداد (17 عاماً)، ما أدى إلى استشهاده.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في الخليل ونابلس ورام الله وجنين وقلقيلية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 15 منهم، فيما استهدف طيران الاحتلال بثلاثة صواريخ على الأقل غرب خان يونس جنوب غزة، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة في منازل وممتلكات الفلسطينيين.