دراساتصحيفة البعث

من هو مايكل داندريا “أمير الظلام”؟

أمجد حامد السعود

مايكل داندريا الملقب بآية الله مايك أو أمير الظلام أو الذئب الأمريكي، أحد كبار رجال وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (C.I.A) مختص في شؤون تدمير المقاومة في الشرق الأوسط. ينحدر من شمال فيرجينيا من عائلة عُرفت بارتباطها الشديد بالاستخبارات الأمريكية، والتحق بوكالة الاستخبارات الأمريكية في عام (1979م) وكانت بدايته في معسكرات التدريب في إفريقيا، وتدرّج في العمل المخابراتي إلى حين تسلّمه لجهاز مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية في عام (2006م).

خاض عمله الاستخباراتي في العديد من دول الشرق الأوسط، في مصر والعراق ولبنان وأفغانستان واليمن وغيرها، تزوج من سيدة مسلمة في أفغانستان تدعى (فريدة كوريمجي)، تمتّع داندريا بنفوذ كبير في العراق ومارس صلاحياته المخابراتية في تعذيب المعتقلين واستجوابهم في السجون العراقية، الأمر الذي دفع مجلس الشيوخ الأمريكي لإدانته عام (2014م) بتقرير يصف ممارسته في السجون العراقية بأنها وحشية وغير مجدية.

وفي عهد الرئيس أوباما تمّ تكليفه باستلام ملف المقاومة في الشرق الأوسط مخابراتياً، اتبع داندريا أسلوب التتبع المخابراتي للمقاومين ورصد تحركاتهم في الشرق الأوسط، سواء في اليمن أو الصومال أو أفغانستان، وقصفهم بالطائرات المسيّرة (الدرونز).

عُرِف داندريا بدهائه وخبثه الشديدين ، ولعلّ أبرز تلك العمليات ما قام به بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، وإشرافه على عملية اغتيال القائد العسكري المقاوم عماد مغنية عام (2008م).

ظلّ داندريا الرجل الشبح المجهول الهويّة إلى أن نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) تقريراً كشفت به عن هويته وعن العمليات التي كان وراءها، وأثار ذلك غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وانتقد الصحيفة بصورة لاذعة جداً، والذي بعد استلامه للرئاسة الأمريكية اختاره ليكون رجله المخابراتي الأول في إيران وإيكال مهمة إفشال الاتفاق النووي الإيراني مخابراتياً له.

بدأ عمله المخابراتي في إيران بزعزعة الأمن والاستقرار وإحداث الاضطرابات والتظاهرات داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تكن القيادة الإيرانية بعيدة عن داندريا وعن ممارساته في المنطقة، إلا أن الصدمة الكبرى التي أحدثتها عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قد جعلت منه هدفاً مشروعاً لها للتخلّص منه والثأر لدماء الشهيد سليماني من تلك العملية.

خرجت وكالة الأنباء الإيرانية (مهر) يوم الثلاثاء في 28/كانون الثاني/ 2020م، لتعلن ثأرها لمقتل قاسم سليماني وذلك بقتل مهندس عملية اغتياله وطاقمه الأمني بالكامل من خلال إسقاط طائرة عسكرية أمريكية في (غزني) وسط أفغانستان، الأمر الذي أكدته القيادات العسكرية الأمريكية بتحطم طائرة عسكرية أمريكية لها في أفغانستان من طراز (A-11)، لكن دون تأكيد وجود عمل عسكري استهدف تلك الطائرة ودون ذكر أيّ معلومات عن طاقم تلك الطائرة وكيف أُسقِطَت، واكتفت بأن العمل جارٍ لاكتشاف هوية من كان بداخلها.

من جهته نقل موقع (ميدل إيست مونيتور) عن مصادر في المخابرات الروسية قولها إن العملية كانت تستهدف الطائرة التي يستقلها آية الله مايك (مايكل داندريا) وطاقمه الأمني بالكامل والذي عدّته المسؤول الأول والمشرف على عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

إن صحّت الأقاويل وتمّ تأكيد مقتل (داندريا) من خلال عملية للقيادة في الجمهورية الإسلامية في إيران، فإن ذلك يعدّ بمثابة ردّ اعتباري مناسب لما يمثله (داندريا) من ذراع مخابراتي مهم جداً للولايات المتحدة في المنطقة، ورسالة مباشرة من الاستخبارات في القيادة الإيرانية للقيادة الأمريكية بإمكانياتها الكبيرة وقدراتها على ضرب عملائها وجواسيسها في المنطقة، والذين يجسّدون أذرع الولايات المتحدة لتمرير سياساتها ومخططاتها الخبيثة في المنطقة.