بوتين: الاتفاق النووي أمر حاسم للاستقــرار الإقليمــــي والعالمـــي
دعت موسكو إلى العمل من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، مشيرة إلى أنه “لضمان سلامة خطة العمل الشاملة يلزم التنفيذ الصارم للالتزامات من قبل جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الترويكا الأوروبية، ويتوجب عليهم زيادة الجهود بشكل كبير في هذا الاتجاه”، فيما شدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الاتفاق النووي أمر مهم وحاسم بالنسبة للاستقرار الإقليمي والعالمي، وأن موسكو ستواصل جهودها للحفاظ عليه.
وقال بوتين في كلمة له خلال تقديم سفراء أجانب أوراق اعتمادهم في الكرملين أمس: “روسيا ستواصل بذل الجهود للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني.. نعتبر هذه الاتفاقية الدولية حاسمة بالنسبة للاستقرار العالمي والإقليمي”، وأشار إلى أن علاقات بلاده مع إيران تتسم بالود والاحترام المتبادل، وأن المشروعات في قطاع الطاقة، بما في ذلك القطاع النووي والنقل وقطاعات الاقتصاد الأخرى، يتم تطويرها بشكل منتظم.
في سياق متصل، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى العمل من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي، وقالت في بيان: “إن روسيا ملتزمة بحزم بتنفيذ هذه الخطة، وتحث جميع الأطراف الأخرى على وضع فكرة آلية تسوية النزاعات جانباً، والتركيز على تهيئة بيئة وشروط مسبقة من أجل الحفاظ على خطة العمل الشاملة”.
وعلى الجانب الإيراني، أعلن مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي أن المحادثات مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في طهران أظهرت أن الأوروبيين لا ينوون استخدام آلية فض النزاع ضمن الاتفاق النووي مع إيران، وقال، في تصريح بعد اجتماع الحكومة الإيرانية: إن أول شيء أقر به بوريل هو أن الأوروبيين، وبعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي، لم يلتزموا بتعهداتهم التي وقّعوا عليها، ولم يستطيعوا العمل بها، وأوضح أن النقطة الثانية التي تناولها بوريل هي أن أوروبا تريد بالتأكيد إقامة علاقات جيدة مع إيران في جميع المجالات، مشيراً إلى أن إيران ستسعى بدورها لكي يبقى الاتحاد الأوروبي في الاتفاق النووي.
وقال واعظي: إن لنا اليد العليا في الاتفاق النووي، وإن القرار الذي اتخذناه في الخطوة الخامسة لتقليل الالتزامات جعل الطرف الآخر يسعى لإجراء مباحثات معنا.
إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن صمود ووحدة الشعب الإيراني أفشل المخططات الأمريكية ضد بلاده، وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني: الإدارة الأمريكية بذلت خلال العامين الماضيين قصارى جهدها ضد الشعب الإيراني، لكنها فشلت بسبب صمود ووحدة الشعب الإيراني، وأضاف: أمريكا فشلت أيضاً في كسب تأييد حلفائها، ولا تستطيع إظهار أعمالها الإرهابية على أنها قوة عالمية، موضحاً أن البيت الأبيض أراد أن يحصل على تأييد أوروبا لتجاوز الاتفاق النووي، لكن أوروبا رفضت، وباءت جميع محاولات واشنطن بهذا السياق بالفشل.
بالتوازي، قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي: إن إخراج الأمريكيين من المنطقة هدف استراتيجي طويل الأمد لإيران، موضحاً أن تحقيقه يعتمد على إرادة دول المنطقة أيضاً، وأردف: إن وجهة نظر إيران تقوم على أن الحفاظ على أمن المنطقة يتم من قبل دولها دون تدخل أجنبي، مضيفاً: “كنا دائماً على استعداد للتفاوض مع النظام السعودي.. لكن مع الأسف إن القرار ليس بيد حكامها، وإنما المصالح الأمريكية لها كلمة الفصل”، فيما أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، أن طرد أمريكا من المنطقة وإنهاء وجودها فيها يتطلب الاقتدار الاقتصادي والعلمي والتقني إلى جانب الاقتدار الدفاعي.
من جهته حذّر رئيس مجلس الشورى ، علي لاريجاني، من مساعي أمريكا لإحباط الشعب الإيراني، وإيجاد شرخ بينه وبين حكومته، مشدداً على أهمية ودور الشباب في حفظ الثورة الإسلامية، والنهوض بالبلاد على مختلف المستويات.