جرأة كروية ولكن!!
يسجل لاتحاد الكرة هذه الأيام جرأته في التعاطي مع شؤون الدوري الممتاز، وخاصة التحكيمية منها، مع قراره بمعاقبة عدد من الحكام ونشرها على الملأ في بادرة جديدة على كرتنا، هذه الخطوة التي لاقت ترحيباً من الجماهير والأندية على حد سواء يجب أن تحسب بدقة مع كثرة المحاذير المحيطة بها، فالحكام الذين تمت معاقبتهم بالإيقاف عن النشاط لفترة ارتكبوا أخطاء أثرت على نتائج المباريات، وبالتالي كانت العقوبات مستحقة، وامتصت جزءاً من غضب الأندية وجماهيرها، لكنها بالمقابل ستؤثر على صورة حكامنا “المهتزة أساساً” في المستقبل القريب.
فالحكم الذي سيعاقب سيكون أمام ضغوط إضافية تتعلق بالتشكيك في كل قراراته عندما يعود ليقود أية مباراة، وستشكّل العقوبة المنشورة عائقاً أمام إثبات مصداقية قراراته، ومشكلة في إقناع الجميع بصحة صافراته، وكل ذلك سيقوض الوصول لتحكيم عادل دون ضغوط.
لجنة الحكام سابقاً كانت تشتكي من نقص في الكوادر، وبالتالي فإن العقوبات المعلنة ستقلص الخيارات المتاحة، وتضع الحكام في قفص الاتهام سلفاً، فأي ناد تعرّض لمظلمة من حكم وستتم معاقبته ستنشأ حساسية يصعب أن تزول بسهولة، وبالتالي يمكن أن نصل لمشكلة صعبة الحل عند تعيين طواقم التحكيم.
جميع المتابعين في الفترة الماضية كانوا يتحدثون صراحة عن أخطاء قاتلة تعصف بدورينا دون وجود حلول جذرية لها على المدى المنظور، لكن أحداً لم يتوقع أن تكون المعالجة عبر معاقبة الحكام، وتوزيع عقوبتهم على الملأ، دون الأخذ في الحسبان مدى التأثير الضار لها.
عموماً تحكيمنا ليس بخير، وتجاوزه هذه المحنة يتطلب جهوداً كبيرة من القائمين عليه، مع رسم خطة مستقبلية تضمن توسيع القاعدة، وتوفير فرص الاحتكاك اللازمة، طبعاً دون نسيان أن مستوى التحكيم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى اللعبة ككل، وتطوره مرهون بتطورها.
مؤيد البش